الوقت- منذ انتصار الثورة الإسلامية في إيران سعى الإيرانيون إلى تحقيق إنجارات كبيرة في جميع المجالات، كما استطاعت إيران أن تجد لنفسها مكاناً فعالاً في السياسة الدولية، وتعزيز موقفها في المنطقة حيث باتت قوة إقليمية يحسب حسابها.
مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية نشر تقريراً مفصلاً في مارس 2017 حول قدرات إيران العسكرية، وتطرق التقرير إلى قدراتها الإلكترونية حيث جاء فيه: "أن التكنولوجيا الإيرانية في حالة نمو وتطور، ولدى إيران شبكات إلكترونية داخلية يمكنها استخدامها في حال تعرضت إلى أي هجوم من قبل الأعداء". ويتابع التقرير بشأن القدرات البحرية والصاروخية الإيرانية:"أن قوات البحرية الإيرانية المتواجدة في الخليج الفارسي، يمكنها بأي وقت أن تغلق مضيق هرمز أو أن توجد ازدحاماً فيه، الامر الذي سوف يؤثر سلباً على الاقتصاد العالمي. أما بالنسبة للترسانة الصاروخية الإيرانية فإنها تثير مخاوف كل من أمريكا والكيان الإسرائيلي، لأنهم يعلمون بان الصواريخ الإيرانية قادرة على الحاق الخسائر الكبيرة بهم، ولذلك فهم يخشون من الدخول بحرب مباشرة مع إيران".
أما القدرات النووية الإيرانية فقد كان لها نصيبها من التقرير أيضاً حيث جاء فيه :"تعتبر التكنولوجيا النووية من اهم الانجازات العلمية بعد الحرب العالمية الثانية، واستطاعت إيران من الحصول على التكنولوجيا النووية وتمسكت بها خلال مباحثاتها مع الدول العالمية الكبرى". وتطرق قسم من تقرير مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية إلى قدرات التعبئة الشعبية الإيرانية في المنطقة، والذي يعتبر من اهم أدوات الردع الإيرانية من اجل الدفاع عن الإسلام، وأوضح التقرير:"أن الحرس الثوري الإيراني يساعد تطويع عدد كبير من الشباب السوريين والعراقيين في القوات العسكرية، والتي تسمى في سوريا (قوات الدفاع الوطني) وفي العراق (قوات الحشد الشعبي). وهذه القوات تساهم في محاربة الإرهاب في العراق وسوريا، وأيضاً تؤكد على ضرورة عدم تدخل القوات الخارجية في هذين البلدين. وبناءً على ذلك فان إيران نجحت في تبديل محور المقاومة في المنطقة إلى جيش المقاومة". ويؤكد التقرير أن انتصار إيران وحزب الله على الكيان الإسرائيلي في حرب تموز عام 2006، وكذلك دور إيران في انتصارات العراق واليمن وسوريا، كل ذلك أدى إلى ازدياد نفوذ إيران في المنطقة.
وفي السياق نشرت مؤسسة الدفاع عن الديمقراطية تقريراً حول البرنامج الصاروخي الإيراني، والتجارب الناجحة لصواريخ فاتح 313 وذو الفقار، ذو المدى والدقة العالية، حيث جاء في التقرير:"بالمقارنة بين الجمهورية الإسلامية الإيرانية واعدائها في المنطقة فان الميزانية العسكرية الإيرانية هي اقل بكثر من نظيراتها في المنطقة، ومع ذلك شهدت العقود الاخيرة تطوراً ملحوظاً في الصناعات الدفاعية وخاصة في تطوير الصواريخ البالستية".
صحيفة "امریکن اینترنست" نشرت تقريراً لها حول أقوى 8 قدرات عالمية خلال عام 2016، مشيرةً إلى أن إيران احتلت المرتبة السابعة بعد أمريكا والصين واليابان والمانيا وروسيا والهند في القدرات العسكرية. وكذلك صحيفة "هافينغتون بوست" كتبت في تقرير لها:"أن قوة إيران لا تعتمد على قدراتها العسكرية فحسب، وإنما تعتمد على القدرات الناعمة (الإلكترونية) أيضاً والتي تعتبر اكبر مساعد لتطور إيران في المنطقة".
ويضيف التقرير:"انه عندما تشكلت الجمهورية الإسلامية لم يكن لديها تقريباً أي حليف في المنطقة، ومع ذلك تمكنت إيران بأقل التكاليف أن تجد نفوذاً لها في العراق وسوريا ولبنان ومناطق اخرى، وباستمرار إيران على هذا النهج خلال 10 أو20 سنة القادمة فان نفوذها سوف يزداد كثيراً في المنطقة".
ويتابع التقرير:"القدرت الناعمة الإيرانية (الإلكترونية) لم تكن في التكنولوجيا فقط، وإنما كانت في الأيديولوجيا أيضاً، وبالنظر إلى الأهداف المشتركة بين إيران وبعض الدول في المنطقة، مثل العداء لأمريكا والكيان الإسرائيلي، استطاعت طهران أن تجد لها حلفاء في المنطقة".
وفي المجال العلمي قطعت إيران أشواطاً كبيرة في تطوير تقنية النانو، والتي يستفاد منها بشكل واسع في الطب والصناعة والأبحاث الزراعية. وقد احتلت إيران المركز السابع عالمياً والأول إقليمياً عام 2015 في مجال النانو.
أما في المجال الطبي فقد توصل العلماء الإيرانيون إلى تقنيات حديثة للاستفادة من الخلايا الجذعية في معالجة الأمراض المستعصية، حيث تقوم إيران بمعالجة 60 نوعاً من الأمراض المختلفة عن طريق زرع الخلايا الجذعية. وبحسب موقع اسكوبوس العالمي فان إيران قد حازت على المرتبة 16عالمياً في إنتاج العلم عام 2015.
عرفت ايران القدرات العسكرية وسارت بها جنباً الى جنب مع القدرات الناعمة (الإلكترونية)، وهذا ما جعل لايران نفوذاً واسعاً في الشرق الاوسط، كما استطاعت ايران خلال العقد الاخير ان تحقق تطوراً ملحوظاً على الصعيد الطبي والعلمي والتقني والتكنولوجي.