الوقت- "داعش" ينازع ويلفظ أنفاثه الأخيرة بين سوريا والعراق، هذا أقل ما يمكن قوله بعد الحالة المزرية التي وصل إليها التنظيم الإرهابي وفقدانه لأغلب وأهم مواقعه في سوريا عموما وفي العراق على وجه الخصوص.
ولم يبقى أمام "داعش" سوى استخدام المدنيين دروعا بشرية في الموصل ليتمكن من الحفاظ على ماتبقى من مواقعه التي بدأت تنهار بشكل متسارع أما ضربات الجيش العراقي والحشد الشعبي.
شبكة أسلحة كيماوية
أما في سوريا فقد وردت أنباء خلال الـ 24 ساعة الماضية تتحدث عن "أن "داعش" يعزز قوته في محافظة الرقة السورية بالكيميائي للدفاع عن معاقله".
إلى ذلك كشف مسؤول في وزارة الدفاع الأمريكية "البنتاغون" أن المعلومات الاستخباراتية ترجح أن يكون تنظيم "داعش" الإرهابي بصدد تشكيل فصيل مختص في الأسلحة الكيميائية، يضم خبراء من التنظيم في هذه الأسلحة.
وعن المكان الذي سيتم فيه تشكيل هذا الفصيل، قال المتحدث باسم البنتاغون، أدريان رانكين غالاوي، في تصريح له لشبكة"CNN" الإخبارية، أن التنظيم سيشكل هذا الفصيل في الأراضي التي يسيطر عليها بين بلدتي الميادين والقائم على الحدود السورية العراقية.
وفي هذا الصدد أوضح غالاوي أن التنظيم يسعى إلى تعزيز قدراته بالأسلحة الكيميائية، للدفاع عن معاقله المتبقية، مشيرا إلى أن عددا كبيرا من قيادات داعش في الرقة خرج من المدينة.
وفي وقت سابق رجح مسؤول في وزارة الدفاع الأمريكية، أن يكون لدى تنظيم "داعش" الإرهابي أسلحة بيولوجية. ومن جهتها، كانت وزارة الخارجية الروسية قد أكدت حيازة تنظيم "داعش" و"جبهة النصرة" على أسلحة ومواد كيميائية سامة.
"داعش" يستخدم مياه ملوثة
أغرق التنظيم الإرهابي شوارع في الرقة بمياه ملوثة، وتم نشر صور وفيديوهات على مواقع التواصل الإجتماعي من داخل مدينة الرقة السورية لمياه ملوثة غمرت عددا من الشوارع الرئيسية في غرب المدينة.
وقالت مصادر مطلع أن الفيضان جاء بعد انهيار سد ترابي، أقامه تنظيم "داعش" منذ قرابة شهر "بهدف حجز المياه المتدفقة عبر قناة البليخ إلى المدينة". وتراكمت المياه بكميات كبيرة وتلوثت مع مرور الوقت وتغير لونها، مما ينذر بخطر آخر على الصعيد الصحي بعد تسرب هذه المياه إلى أحياء المدينة الغربية.
وغمرت المياه الملوثة أحياء "الرومانية، السباهية، مفرق الجزرة، الحصيوة، وأجزاء من حي المرور".
إلى ذلك تمكنت "قوات سورية الديمقراطية" من تحرير 3 قرى و15 مزرعة في شمال الرقة، وبذلك يكون قد بلغ عدد القرى المحررة من قبضة التنظيم 15 قرية.
من جهة أخرى تمهد "قوات سوريا الديمقراطية" للبدء بعمليات عسكرية داخل المدينة، بعد أن تحرر ما تبقى من الريف الشمالي للرقة.
الأمم المتحدة تعرب عن قلقها
أعربت الأمم المتحدة يوم أمس عن قلقها إزاء ما يحصل في الرقة من كارثة إنسانية تهدد سلامة أكثر من 400 ألف شخص بمحافظة الرقة "شمال شرق"، المعقل الرئيسي لتنظيم "الدولة الإسلامية" في سوريا، في ظل تقارير بشأن "فيضانات ناجمة عن انهيار سد ترابي أغرق الجزء الغربي من المحافظة".
وقال المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة استيفان دوغريك، خلال مؤتمر صحفي بمقر المنظمة بنيويورك، إن الفيضانات في الجزء الغربي من مدينة الرقة، جراء انهيار حاجز رملي، أسفرت عن نزوح ما يقرب من 120 أسرة من منازلها باتجاه الريف الغربي من الرقة.
وأضاف دوغريك، أنه "في الوقت، الذي لا تستطيع فيه الأمم المتحدة الوصول إلى الرقة، فإن الفيضانات خلقت حالة إنسانية صعبة للغاية بالنسبة للأشخاص في المدينة الخاضعة لسيطرة داعش، وبوجه عام، هناك ما يقدر بحوالي 400 ألف شخص بحاجة للمساعدة الإنسانية والحماية".
غارات التحالف
وبالتزامن مع الأحداث التي تجري داخل مدينة الرقة التي يعاني سكانها من وحشية التنظيم، قامت طائرات التحالف الدولي بقصف بلدة العكيرشي شرق الرقة، ما أدى إلى مقتل أكثر من 22 امرأة وأصيب 12 آخرون أثناء أستهداف الطائرات سيارة كانت تقلهم في بلدة العكيرشي.
ونقلت وكالة الأنباء الألمانية عن مصادر محلية أن "قصفا جويا، يعتقد أن التحالف الدولي نفذه، استهدف مركبة تقل عاملات تعملن بزراعة محصول القطن وهن عائدات إلى منازلهن مساء الأحد في بلدة العكيرشي شرق الرقة". في حين لم يعلق التحالف على الحادثة.
أما في ريف الرقة الشمالي فقد قتل عدد من المواطنين أيضاً نتيجة غارات لطائرات التحالف الدولي في منطقة ماروده في ريف الرقة الشمالي.