الوقت- وفقا لبعض الاخبار، ان التعاطي بين امريكا واكراد المنطقة خصوصا في العراق وسوريا فيه الكثير من اماكن البحث والنقاش، ولابد من الالتفات ان اهداف امريكا من التعامل معهم متعددة الاوجه، وان اجراءاتها التي تقوم بها مع اكراد العراق خصوصا و اكراد سوريا ايضا غير شفافة، وقد اتخذت سلسلة تدابير في المناطق الكردية بإمكانها ان تجلب لهم المتاعب في المستقبل.
في الوقت الحاضر، ومع ظهور دونالد ترامب رئيسا لامريكا، يبدو ان السياسة الخارجية الامريكية تتأرجح بين مؤسسات عديدة، كل واحدة منها تبتغي التقرب اكثر فأكثر من الرئيس الحالي، سعيا منها لدعم سياستها، فالبنتاغون كان قد استلم هذه المسؤولية في وقت سابق، والـ CIA وبعض المؤسسات الاخرى ايضا.
من ناحية اخرى، ان الامريكيين يتعاطون مع الاكراد بطريقة تغطي ما يضمرونه خلف الكواليس، لكن على اي حال انهم يحاولون ان يجعلوا من الاكراد ورقة ضغط لقلب المعادلات الاقليمية، وان اوضاع الاكراد في المنطقة تجعل من المناطق الكردية ارضا مناسبة للّعبة الامريكية.
ووفقا لانباء تسربت الى وسائل الاعلام، يمكن الاستنتاج ان واشنطن تسعى لإيجاد ورقة ضغط لنفسها في المنطقة، لتزيد من قوتها وتأثيرها في اللعبة الاقليمية في مقابل روسيا، تركيا، سوريا، العراق ولبنان.
صحيح ان التعاون بين امريكا والاكراد يعود لسنوات مضت، الّا ان امريكا اليوم تلعب دورا مدمرا في معادلات المنطقة، ويجب الاشارة ايضا ان تركيا حساسة جدا في التعامل مع الاكراد على اراضيها واراضي جيرانها، ولو لم تكن انقرة كذلك لشاهدنا الولايات المتحدة تستفيد من ضغط الاكراد بشكل كبير. ومن الواضح ان امريكا تدخل الى الساحة الكردية تحت عناوين عديدة، كالمساعدات اللوجستية والسياسية وغيرها.
وفي توقعات للتحركات الامريكية في المنطقة، يجب ان نأخذ بعين الاعتبار ان امريكا تعمل على سياسات متعددة في شروط مختلفة، ولذلك فإنها تتعاطى مع الاكراد بسياسة ذات اهداف طويلة الامد. وفي الوقت الحالي هناك مظلة غموض تخيم على منطقة الشرق الاوسط، لذلك يصعب التنبؤ بالاتجاه الذي ستؤول اليه الامور في المستقبل.
ولكن على كل حال، لا يمكن غض النظر عن جهد واشنطن واستفادتها من التواجد الكردي في المنطقة لتهيئة الظروف الملائمة لها، وصحيح ان الامريكيين يتعاطون بهدوء مع هذا الموضوع مداراة لحليفهم التركي، الا انه من غير المعلوم ان تتحول الامور في المستقبل ويصبح بإمكان الولايات المتحدة ان تتعاطى براحة اكثر مع الاكراد.
بناءا على ذلك، يجب عدم التهاون بهذه العلاقة، اي الامريكية الكردية، وعلى الجميع التعامل معها بحساسية فائقة، وبحسب محللين ان امريكا في المستقبل ستطالب باستقلال الاكراد عن بلادهم الاصلية. وللإحساس بخطر ذلك ليس علينا الا النظر الى الكيان الاسرائيلي وما يقدمه من مساعدات مادية ومعنوية للغرب، ويبقى على الجميع التفكير مليا بهذه التطورات ولو كان احتمال حدوثها بنظر البعض ضئيل جدا.