الوقت - أفرزت النتائج الأولية للانتخابات الفرنسية التي جرت أمس الأحد العديد من المفاجآت بينها تقدم سياسي شاب نحو الإليزيه بعد أن لم يكن معروفاً قبل نحو عام عندما أعلن عن تأسيس حزب جديد وقدّم نفسه كمرشح للانتخابات.
فقد أظهرت أرقام وزارة الداخلية الفرنسية أن مرشح الوسط "إيمانويل ماكرون" ومرشحة اليمين المتطرف "مارين لوبان" تصدرا الجولة الأولى لانتخابات الرئاسة بعد انتهاء فرز الأصوات ليتأهلا إلى الجولة الثانية التي من المقرر أن تجري بعد نحو أسبوعين.
وقالت الوزارة في بيان إن ماكرون حصل على 23.75 في المئة من الأصوات، بينما حصلت لوبان على 21.53 في المئة.
وهذه هي المرة الأولى في تاريخ فرنسا التي لا يؤهل فيها أي من المرشحين من الحزبين الرئيسيين "اليمين أو اليسار" إلى الجولة الثانية من الانتخابات. كما أنها المرة الأولى التي تصل فيها إمراة إلى هذه المرحلة.
وهذا الوضع يشبه إلى حد بعيد ما حصل في انتخابات عام 2002 عندما تمكن "جان مارين لوبان" "والد "مارين لوبان الحالية " من الانتقال إلى المرحلة الثانية من الانتخابات إلى جانب المحافظ والمعتدل "جاك شيراك" والتي فاز فيها الأخير بحصوله على 83 بالمئة من أصوات الناخبين.
ويبدو أن الأمر سيتكرر في الانتخابات الحالية، حيث رجّح المراقبون فوز " إيمانويل ماكرون" خصوصاً وإن معظم المرشحين الآخرين الذين لم يتأهلوا للمرحلة المقبلة قد أعربوا عن دعمهم لماكرون وحثّوا أنصارهم على منح أصواتهم له في هذه الجولة.
كما قدّم الرئيس الفرنسي "فرانسوا هولاند" المقتربة ولايته من النهاية تهنئته لماكرون، مؤكداً دعمه له خلال اتصال هاتفي أجراه معه بعد تصدره الدورة الأولى من الانتخابات.
وإذا فاز ماكرون الذي لم يكن معروفاً على نطاق واسع قبل أقل من ثلاث سنوات، فسيصبح أصغر رئيس لفرنسا منذ عقود طويلة.
فمن هو إيمانويل ماكرون؟
- ولد في 21 ديسمبر 1977 في أميان، وتخرج من المدرسة الوطنية للإدارة في 2004، وأصبح مفتشاً مالياً قبل أن يبدأ في 2008 العمل كمصرفي استثماري في بنك "روتشيلد أند سي".
- انضم بين 2006 و2009 للحزب الاشتراكي، ثم عين في 2012 نائباً للأمين العام للرئاسة الفرنسية، ثم وزيراً للاقتصاد والصناعة والاقتصاد الرقمي في حكومة "مانويل فالس" الثانية حتى 2016.
- في أبريل 2016، أسس ماكرون حزب "إلى الأمام" وهو حزب سياسي ليبرالي- اجتماعي. وفي 16 نوفمبر من نفس العام، أعلن عن ترشحه للانتخابات الرئاسية الفرنسية 2017.
- نشر في نوفمبر 2016 أول كتاب له بعنوان "الثورة"، وطبع منه 200 ألف نسخة، وكان من بين أفضل الكتب مبيعاً في فرنسا.
- يوصف بعض المراقبين ماكرون بأنه ليبرالي، فيما يصفه آخرون بأنه ديموقراطي اشتراكي.
- تزوج ماكرون من "بريجيت ترونيو" التي تكبره بأربعة وعشرين عاما. وكانت بريجيت معلمته في الثانوية بمدينة أميان. والتقى الاثنان لأول مرة عندما كان ماكرون طالباً في صفها في الخامسة عشرة من عمره ولكن أصبحا رسمياً مرتبطين عندما كان عمره 18 عاما. وحاول والداه في البداية إبعادهما عن بعضهما البعض عن طريق إرساله إلى باريس لإنهاء السنة الأخيرة من دراسته، حيث شعرا بأن هذه العلاقة غير ملائمة، ولكن ماكرون وبريجيت بقيا معاً بعد تخرجه، وتزوجا في عام 2007. والآن يعيش الزوجان مع أطفال ترونيو الثلاثة من زواجها السابق.
ماكرون مع زوجته
- استفادت حملة ماكرون الانتخابية من المشاكل التي واجهت حملة منافسه من يمين الوسط "فرنسوا فيون" الذي يواجه تحقيقاً رسمياً يتعلق بمزاعم فساد تطال زوجته.
- ينظر إلى ماكرون على أنه المدافع العنيد عن القيم الأوروبية الليبرالية في مواجهة القوى اليمينية الصاعدة في عدة دول في القارة.
- يقترح ماكرون اجتثاث "المحسوبية" و"صراعات المصالح" من المجتمع، ويدعو جميع السياسيين إلى مراعاة القانون والأخلاق العامة، ومنع كل موظف حكومي من توظيف أقاربه أو أصدقائه.
- يسعى ماكرون إلى تخفيض عدد أعضاء مجلسي البرلمان - الجمعية الوطنية ومجلس الشيوخ - بنسبة الثلث.
- بينما تسعى منافسته "مارين لوبان" إلى إخراج فرنسا من منطقة العملة الأوروبية الموحدة "اليورو" وإجراء استفتاء حول علاقة البلاد بالاتحاد الأوروبي، يعد ماكرون نفسه مؤيداً قوياً للاتحاد.
- أغضب ماكرون بعض الدوائر الفرنسية المحافظة قبل بضعة أسابيع عندما وصف الممارسات الاستعمارية الفرنسية بأنها كانت "جرائم ضد الإنسانية". وبالرغم من اعتذاره بعدئذ "لجرحه مشاعر البعض"، لم يسحب ذلك التصريح.