الوقت- ارتعدت أمريكا عند سماع وجهة نظر خبرائها حول قدرات كوريا الشمالية النووية، لاسيما بعد أن أكدوا أن بيونغ يانغ ستمتلك صاروخاً نوويا سيضرب عمق امريكا بحلول عام 2020.
ناهيك عن تحذيرات خبراء القيادة الامريكية فقد أكدت عدّة جهات احتمالية ضرب كوريا الشمالية لأمريكا بصاروخ نووي، ففي وقت سابق صرّح نائب مستشار الأمن القومي الأمريكي "كيه تي ماكفرلاند" لصحيفة "فايننشيال تايمز" البريطانية محذّرا: إن هناك إمكانية حقيقية لأن تتمكن كوريا الشمالية من ضرب أمريكا بصاروخ مزود برأس نووي مع نهاية الولاية الأولى لترامب.
فيما توعّد ترامب باحتواء كوريا الشمالية قائلا لنفس الصحيفة: إن امريكا مستعدة للرد على التهديدات النووية لكوريا الشمالية بمفردها، إذا لم تضغط الصين على بيونغ يانغ.
لكن، يرى أنَّ المشكلة لا تتمثل في الوقت الذي ستصبح فيه الصواريخ الكورية الشمالية فعّالة، وفق ما ذكر عن موقع Vice.
ولتبسيط سيناريو تداعيات ماسيحصل في حال وجّهت بيونغ يانغ ضربة نووية لواشنطن، قامت مؤسسة "ستراتفور" للاستخبارات العسكرية الأمريكية بنشر تحليل مُفصّل عن الردود الأمريكية المتوقعة لردع الترسانة النووية لكوريا الشمالية تحت عنوان "هذه سيناريوهات هامة يُمكن حدوثها".
والملفت في الأمر أن المؤسسة الإستخباراتية تنبأت بشكل غير مسبوق بما قد يحدث في اليوم الذي سيشهد أول غارةٍ تشنَّها كوريا الشمالية، مستبعدة أن يقتصر الردّ الأمريكي بالضغط على كافة الأزرار الحمراء للأسلحة النووية لتقوم بتحويل كوريا الشمالية إلى حفرةٍ من النار.
وسنقوم بتقسيم السيناريو المحتمل في حال نشوب حرب نووية بين أمريكا وكوريا الشمالية بحسب توقعات المؤسسة العسكرية الامريكية، الى سبعة مشاهد على النحو التالي:
المشهد الأول: هجوم كوري شمالي
بما أن قوات بيونغ يانغ تمتلك بعضاً من منصات الإطلاق المحمولة والمتنقلة أو ما يُعرف اختصاراً بـ"TEL". منذ أن اشترت بعضها من الصين عام 2012، وهي عبارة عن شاحنة كبيرة تحمل فوقها مقطورة، ويستغرق هذا النوع ساعةً، بدءاً بإخراج الصاروخ من النفق، ومروراً بتركيبه، ثم إطلاقه، فمن المحتمل أن تستخدمها كوريا الشمالية في حال أرادت ضرب أمريكا بصاروخ نووي قبل أن تتمكن الأخيرة من ردعها.
إلا أن المؤسسة الامريكية استبعدت أن يكون هنالك هجومٌ مفاجئ بالمعنى الحقيقي للكلمة. متوقعة بأن تتمكن أنظمة الصواريخ الدفاعية اليابانية والامريكية من صد الهجوم.
المشهد الثاني: ضربة وقائية استباقية
واستشهدت المؤسسة العسكرية بما يقال "الهجوم هو خير وسيلة للدفاع"، متوقعة أن أمريكا قد تشن غارةً وقائية، وعلى الأرجح ستبرر أمريكا غارتها لاحقاً أمام الأمم المتحدة بأنَّها كانت رداً ضد هجومٍ مسلح وشيك.
وبحسب "ستراتفور" سيكون تبرير الغارات الوقائية أمرا في غاية الصعوبة، وممّا لاشكّ فيه ستتخذ الصين وروسيا، وحتى كوريا الجنوبية ردود أفعالٍ غاضبة، وعلى هذا الأساس استبعدت المؤسسة أن يشنّ الجيش الأمريكي ضربة وقائية.
المشهد الثالث: انطلاق الصاروخ بنجاح
وأما عن السيناريو القادم فقد استبعدت المؤسسة العسكرية الامريكية أن يتمكن صاروخٌ لبيونغ يانغ من الوصول إلى أمريكا. إذ تُعَدُ الصواريخ الباليستية العابرة للقارات في الأساس سفن فضاء انتحارية، تبدأ رحلتها بالخروج من الغلاف الجوي للأرض.
وتابعت المؤسسة: كوريا الشمالية أثبتت في تجربة واحدة على الأقل قدرتها على إسقاط مُقدمة صاروخ يبدو أنه خرج من الغلاف الجوي، ثم عاد إليه مرة أخرى. إلا أن العودة مرة أخرى إلى الغلاف الجوي ليست كافية إذ تعرّضت القنبلة التي يحملها الصاروخ للتلف أثناء رحلته.
المشهد الرابع: صدّ أمريكي ياباني للصاروخ
وبما أن الأراضي اليابانية والكورية الجنوبية مكتظّة بأنظمة الرادار وتراقب ما يحدث،
وفي حال لم تتمكن منظومة ثاد الموجودة في كوريا الجنوبية من إسقاط الصاروخ، واستطاع الصاروخ تجاوزها، فمن شبه المستحيل أن يتجاوز اليابان حيث تنتشر السفن الحربية اليابانية ضمن نظام أيجيس المضاد للصواريخ، وهي على أتم استعداد لإطلاق صواريخها الدفاعية.
ولو افترضنا أن الصاروخ تمكن من تجاوز المحيط الهادئ، فستقع مسؤولية إسقاطه على عاتق المنظومة الصاروخية الدفاعية لأمريكا في ولاية ألاسكا.
وفي نهاية المطاف اذا تمكن الصاروخ الكوري الشمالي من ضرب هدفه وهو الأمر الذي استبعدته المؤسسة الامريكية، ستتشكل حينها سحابة عش الغراب فوق إحدى المدن الأمريكية.
المشهد الخامس: غضب الصين
في المشهد الخامس ترى مؤسسة "ستراتفور" أنَّ هناك احتمالاً بأن الصين قد تتحرك لتمنع نشوب حرب كورية ثانية في حال شنّت كوريا الشمالية هجوماً غير مبرر.
والغضب الصيني جاء واضحا لاسيما بعد تحذيرات بكين المتواصلة لكوريا الشمالية من أنّه في حال إثارتها أي نزاعٍ مُسلّح، قد تتدخل الصين في بيونغ يانغ، وتسيطر على الجزء الشمالي من كوريا الشمالية، وستقطع دعمها العسكري للنظام الحاكم في كوريا الشمالية.
المشهد السادس: الإنتقام الأمريكي
وأما عن الردّ الأمريكي فلن يكون بالسهل، فانتقام واشنطن سيأتي قاس وفوري، لاسيما وأن ترامب قد ألمح إلى إمكانية استخدام أسلحةٍ نووية ضد داعش وطبقا لهذا فليس من المستبعد أن يقرّر الرئيس الامريكي الجديد أن يشنّ هجوماً نووياً على بيونغ يانغ.
ولكن المؤسسة الامريكية استبعدت أن تشنّ القوات الامريكية ضربة نووية على كوريا الشمالية، وذلك لقربها من جارتها الجنوبية الحليفة الأفضل لواشنطن، وطبقا لهذا سيأتي الإنتقام الأمريكي متمثلا في هجوم جوي وبحري على جميع المواقع العسكرية لبيونغ يانغ.
المشهد السابع: الخاسر كوريا الشمالية
في محصلة هذه الحرب الضارية وبعد أن استخدم فيها كلا الطرفين الأسلحة الفتاكة، ستصبح هوية من بدأ الاعتداء المسلح غير مهمة، إلا ان المؤسسة الاستخباراتية الامريكية تنبأت بمصير كوريا الشمالية مشيرة الى استحالة انتصارها في هذه الحرب.