الوقت- قبل أيام ألمح مصدر مسؤول في حركة حماس إلى وجود أسرى آخرين من الجنود الإسرائيليين لدى مقاتلي الحركة، داعيا رئيس حكومة الکیان الإسرائيلي إلى "تفقد الجنود جيدا"، من الذين خاضوا الحرب الأخيرة على غزة الصيف الماضي، التي أعلنت فيها بشكل رسمي حركة حماس تمكنها من أسر أحد الجنود.
وفي تصريح صحافي مقتضب نشرته "قناة الأقصى" التابعة لحركة حماس دعا مصدر مسؤول في حركة حماس رئيس حكومة الکیان الإسرائيلي إلى "تفقد جنوده جيدا" وقال "على نتنياهو أن يتفقد جنوده جيدا، ويكف عن تضليل أهالي المفقودين من شعبه".
وحملت تصريحات المصدر في حركة حماس هذه تلميحات بوجود مفقودين لدى حماس أكثر من الجنود الإسرائيليين، خاصة وأن كتائب القسام الجناح العسكري للحركة أعلنت وقت الحرب وتحديدا في 20 يوليو عن أسر الجندي شاؤول أرون خلال هجوم نفذته كتائب القسام على قوة عسكرية إسرائيلية كانت تتوغل على الأطراف الشرقية لحي الشجاعية شرق مدينة غزة.
وكان أبو عبيدة الناطق باسم كتائب القسام، قال في خطاب متلفز قبل عدة أيام، خلال إحياء الفلسطينيين لفعاليات يوم الأسير إن لحظة الفرج للأسرى قادمة.
وأضاف موجها حديثه للأسرى "انتظروا القول الفصل من اخوانكم في القسام الذين لم يخذلوكم ولن يخذلوكم"، مشيرا إلى أن جناحه المسلح يتضامن مع الأسرى "لا بالشعارات والكلمات بل بالعمل الحثيث، والجهد الدؤوب"، مستطردا "كونوا على ثقة ويقين بأن لحظة الفرج قادمة، ومن حاول يوماً قهركم سنقهره ومن خطط لكسركم سينكسر وسيفرض شعبنا ومقاومته إرادته على المحتل".
وتابع يقول "أيها الأحرار كونوا على ثقة بشعبكم وإخوانكم، ولا تُلقوا بالاً لروايات العدو وتخبطاته وأقاويله وتحليلاته، وانتظروا القول الفصل من إخوانكم في كتائب القسام الذين لم يخذلوكم ولن يخذلوكم أبداً".
وفي جديد المواقف قال وزير الجيش الإسرائيلي "موشيه يعلون" في كلمة له خلال إحياء ذكرى جنود كيان الاحتلال الاسرائيلي الذين قتلوا في الحروب إن "إسرائيل ملزمة بإعادة رفات الجنديين هدار غولدين وشاؤول آرون اللذين سقطا خلال المعركة الأخيرة في قطاع غزة"، مشيرا إلى أن ذلك يعد واجبا تجاه العائلتين والجنود الذين يرسلون إلى جبهات القتال، حسب تعبيره.
وجاءت تصريحات يعلون في الوقت الذي أصدرت فيه قيادة أسرى حماس في السجون بيانا، أكدت خلاله على ثقة الأسرى وذويهم بالمقاومة، وعمودها الفقري كتائب القسام الجناح العسكري للحركة بصورة مطلقة سواء على صعيد فعل المقاومة أو تصريحاتها .
وقالت الهيئة في بيان لها إن الأسرى تلقوا وذويهم التصريحات الأخيرة باعتزاز وافتخار وسعادة، مما رفع الآمال المرجوة بصفقة تحرير ناجحة، تُشفى بها الصدور وتكسر بها القيود ويمرغ بها أنف المحتل بالتراب.
وجددت الهيئة بيعتها للمقاومة وكتائب القسام، مثمنين سياسة المقاومة بإدارة هذا الملف الحساس وصولا إلى النصر المؤزر على هذا الصعيد.
وكانت كتائب القسام قد أعلنت في معركة العصف المأكول عن أسرها الجندي آرون، في أحد الاشتباكات بحي الشجاعية شرق مدينة غزة، فيما أعلن الکیان الإسرائيلي عن اختفاء الضابط غولدين في الحرب البرية التي كانت تدور على حدود مدينة رفح الشرقية جنوب القطاع.
وتعليقا على هذا الموضوع قال المحلل السياسي الفلسطيني هاني المصري إن حركة حماس "مرت بخبرات وتجارب عالية المستوى في عمليات تفاوض غير مباشرة مع قادة الاحتلال، وبالتالي فإن مثل هذه التصريحات لن تكون ساذجة في مثل هذا الوقت وبمثل هذا المستوى".
ورأى المصري أنّ حماس تدرك أهمية هذا التصريح من أجل التعجيل بإتمام صفقة أسرى جديدة مع الکیان الإسرائيلي، لافتاً إلى أن المفاوضات قد تكون وصلت إلى مرحلة دقيقة في هذه الأيام.
وقال المصري: واضح من التصريح أن هناك مؤشرات على وجود غموض في كم الجنود المأسورين لدى حماس مما يخلق حالة من الارتباك والتخبط الواضح بين أجهزة الاحتلال الإسرائيلي المختلفة.
من جهته اكد المحلل السياسي حسام الدجني ان "رسالة حماس تنسجم في الرد على بعض الرسائل الصهيونية التي خرجت مؤخراً بأن هناك جنودا على قيد الحياة " وأضاف: "هذا ما أرادت حماس أن تبرق به كدليل قوي أنّ لديها أكثر من أسير صهيوني ".
وأشار الدجني إلى أن ما يؤكد ذلك تصريح الناطق باسم "القسام" أبو عبيدة قبل أيام بحديثه عن الأسرى الصهاينة بلغة الجمع .
وشدد هذا المحلل السياسي على "أن هذا التصريح يأتي في وقتٍ حساس استبقت فيه حماس تشكيل بنيامين نتنياهو للحكومة الصهيونية، ليحدث التصريح بذلك إرباكاً قوياً لدى صنّاع القرار الصهاينة ".
اما الخبير العسكري اللواء يوسف الشرقاوي، فعدّ تصريح حماس المفاجئ بمثابة بدء مرحلة جديدة من معركة عضّ الأصابع.
وقال الشرقاوي: "يبدو أن حماس تدير المعركة بحنكة وخبرة عالية ولن تفصح عن أي معلومة بشكل مجاني، وإن أقل ما يمكن تدفعه إسرائيل من ثمن هو إعادة الأمور على ما كانت عليه في صفقة وفاء الأحرار".
وعبر الخبير العسكري عن اعتقاده أن حماس ستتمكن من تحقيق الإنجاز الذي تريد إذا ما أخذت نفساً عميقاً في هذا الاتجاه، وأضاف: "يمكن لحماس أن تعقد صفقة مشرفة وأن تحقق إنجازاً كبيراً إذا تم ذلك بوساطة أوروبية قوية".
وحول إمكانية أن يكون هذا التصريح من حماس أنّ لديها عدداً آخر من الجنود، رد الشرقاوي: "لا أحد يعرف عدد الجنود الأسرى سوى جهتين هما، حماس وإسرائيل" كما قال.
ولفت اللواء المتقاعد، إلى أن نتنياهو يحاول أن يكون ذكياً في إدارة المعركة إلا أن حماس لعبت من خلال هذا التصريح بأعصابه.