الوقت- في الذكرى السنوية الأولى لفك حصار الجماعات المسلحة عن بلدتي نبل والزهراء بريف حلب السورية، نظّم الاف الأهالي احتفالات واسعة جابت شوارع البلدتين، رافعين أعلام بلادهم وعلم ايران والمقاومة الاسلامية في لبنان.
و شهدت البلدتين احتفالية شعبية بمشاركة اهالي المدينتين ووجهاءها، تضمنت الاحتفالية استذكار العملية العسكرية في الريف الشمالي لمدينة حلب قبل عام والتي هدفت إلى قطع الإمدادات التركية القادمة من بوابة باب السلامة "اعزاز" للفصائل المسلحة في حلب، وتحرير 60 الف نسمة في نبل والزهراء بعد حصار طبق عليهم لمدة 4 اعوام.
وألقيت الكلمات في الاحتفالية الكبيرة التي أشادت بالصمود والصبر لشيوخ ورجال ونساء وأطفال البلدتين في مواجهة الحصار الذي فرضته الجماعات المسلحة والإرهابية منذ بداية الحرب على سوريا، وتمّ تحريرهما من قبل الجيش السوري وحلفائه، حيث تخللت الاحتفالية كلمات لممثلين عن أهالي البلدتين ومجلس الشعب السوري وحزب الله، أكدت على أهمية صمود أهالي البلدتين في عملية فكّ الحصار، مشددة على أن تحرير مدينة حلب من سيطرة المسلحين كان كسراً لشوكة تركيا والسعودية والكيان الصهيوني والولايات المتحدة وكل من يدعم المسلحين والإرهابيين في سوريا.
ورفضت نبل و الزهراء منذ البداية التعاون مع المسلحين و وقف أهلها الى جانب الدولة السورية رغم ما قدموا من شهداء وجرحى ومخطوفين ورغم الخطر المحدق بهم والحصار المفروض عليهم فموقفهم كان مبدئيا و غير خاضع للمصالح الشخصية، فجسدوا أروع الملاحم حتى تمكنوا بفضل صمودهم وعزيمة الجيش السوري من كسر الحصار.
وشكل انتصار نبل والزهراء ضربة قوية للجماعات الإرهابية المسلحة، مقدمة لمعركة حلب الكبرى والتي تكللت بتحرير المدينة بشكل كامل من الارهاب، وهو ما نتج عنه حتماً تراجع في المعنويات، وتزعزع فيما يسمى البنية العسكرية للمسلحين، كذلك تحول فك الحصار عن البلدتين الى اقتتال بين الجماعات المسلحة.
ومنذ محاصرة المنطقة من قبل الإرهابيين، أخذ حزب الله الى جانب الجيش السوري واللجان الشعبية، قراراً بالعمل والتعاون من أجل تحرير المدينة. وهو الأمر الذي شابه العديد من المخاطر، نتيجة الجغرافيا العسكرية المعقدة ميدانياً. فهي تبعد ما يقارب 30 كلم عن الحدود التركية، وشكلت بحد ذاتها ورقة ضغطٍ عسكرية على محور المقاومة. الأمر الذي احتاج الى مخطط عسكريٍ محترف يراعي العديد من الأمور في الميدان، يأتي في مقدمتها، كيفية تحرير البلدة من الإرهابيين، والأخذ بعين الاعتبار حماية وسلامة الأهالي المتواجدين فيها. وهو الأمر الأصعب من الناحية العسكرية لجهة الحاجة للحرفية في اختيار السلاح المناسب، كونها لم تكن عمليةً عسكريةً مفتوحة، بل تحتاج لحذر في التخطيط والتنفيذ.
وكان الجيش السوري وحلفاؤه استكملوا في الثالث من شباط من العام الماضي 2016 فك حصار الجماعات المسلحة عن بلدتي نبل والزهراء شمال مدينة حلب السورية.
كما استطاع الجيش السوري والقوات الرديفة له تحرير كامل مدينة حلب (أكبر المدن السورية) في نهاية العام الماضي، وشكلت معركة فك الحصار عن بلدتي نبل والزهراء ومعارك ريف حلب الشرقي مقدمة مهمة لسلسلة عمليات عسكرية ناجحة، تكللت باعلان مدينة حلب خالية من الارهاب.