الوقت- أكدت تقارير جديدة تم نشرها ان مليون عراقي قتلوا على اثر الغزو الامريكي للعراق في عام 2003 على يد جيش الاحتلال الامريكي وفي العمليات الارهابية التي حدثت بعد الغزو وقد حملت شخصيات عراقية امريكا وعملائها مسؤولية مقتل هذا العدد من ابناء الشعب العراقي واكدت هذه الشخصيات ان هذه التقارير ستساعد على إدانة الاحتلال الامريكي .
وفي هذا الصدد يقول النائب عن التحالف الوطني العراقي عباس البياتي: فيما يتعلق بمقتل مليون عراقي منذ احتلال امريكا للعراق في عام 2003 يجب ان نحمل المسؤولية للبعثيين وبقايا النظام البعثي ومن ثم تنظيم القاعدة والارهاب وكذلك الدول الجارة للعراق والتي دعمت تنظيم القاعدة وفتحت حدودها لدخول عناصر القاعدة الى العراق فهؤلاء هم جميعهم مسؤولون عن مقتل مليون عراقي .
وأكد البياتي ان هذه الارقام يجب تاييدها من قبل الجهات الرسمية في العراق وأضاف: ان منفذي هذه التفجيرات وعمليات القتل منذ عام 2003 وحتى الان هم البعثيون والقاعدة وحماة هاتين الجماعتين في المنطقة والعالم .
من جهته يقول محمد شفيق الكاتب وهو عضو في جماعة تسعى الى التعبئة من اجل وضع تفجيرات العراق في لائحة عمليات الإبادة الجماعية، ان جماعته تسعى الى وضع جميع التفجيرات التي حدثت في العراق منذ عام 2003 في لائحة عمليات الإبادة الجماعية .
ويضيف الكاتب: للاسف تم إهمال الجرائم التي وقعت في السنوات الماضية وان هذه الجرائم يمكن ان يتم نسيانها والآن يتم التركيز فقط على الجرائم التي حدثت منذ العاشر من يونيو الماضي وان البرلمان والحكومة قد صوتا على اعتبار الجرائم التي حدثت منذ ذلك التاريخ بانها جرائم إبادة جماعية وهذا خطأ فادح ورغم ان الامر ليس متعمدا يجب الاخذ بعين الاعتبار الجرائم التي وقعت قبل ذلك التاريخ والدعم الكبير الذي قدمه المجتمع الدولي لتنظيم داعش.
اما الناشط في مجال حقوق الانسان مصطفى الساعدي قال ان هذه الاحصائيات تساعد المؤسسات الخاصة في العراق من اجل إدانة كل الاعمال الارهابية التي وقعت منذ عام 2003 وتحميل الاحتلال الامريكي المسؤولية غير المباشرة عن هذه الهجمات حتى اذا لم يكن الجنود الامريكيون من قاموا بتنفيذ هذه المجازر .
ويضيف الساعدي ان نشر مثل هذه التقارير في وسائل الاعلام في اي نقطة في العالم له تأثير ايجابي من اجل تبيان عمق الكارثة التي نجمت عن الاحتلال الامريكي .
وهناك مؤسستان دوليتان ايضا هما "الاطباء والمسؤولية الاجتماعية" و"الاطباء والسعي من اجل البقاء" تعتبران الاحتلال الامريكي مسؤولا عن مقتل نحو مليون عراقي اي خمسة بالمئة من سكان العراق وهذا ما بلغ حد الإبادة الجماعية .
وما من شك بأن الشعب العراقي يعلم قبل غيره بأن امريكا وقبل ان تغزو العراق عمدت الى فرض حصار على العراق وجوعت شعبه لسنين متمادية بعدما دمرت كل البنى التحتية العراقية في حرب الخليج الثانية وان من مات في العراق قبل الغزو الامريكي نتيجة الحصار الدولي والجوع ونقص الادوية ربما يفوق عدد المليون قتيل في العمليات الامريكية والعمليات الارهابية بعد الغزو الامريكي .
ان امريكا وحربها على العراق منذ عام 1991 وحتى الغزو في عام 2003 والى الآن قد أعادت العراق عقودا إلي الوراء حيث يتطلب بناء العراق من جديد عقودا من الزمن اذا سمح الارهاب الذي جاء بفعل امريكي الى العراق بذلك .
وتحاول امريكا بكل وقاحة الى تنصيب نفسها داعمة للحكومة العراقية وللعراقيين في حين يعلم الجميع بأن امريكا كانت لا تريد إنهاء احتلالها للعراق وانها خرجت على مضض من هذا البلد بفعل إصرار العراقيين على خروج قوات الاحتلال الامريكي من بلدهم .
وتعرقل امريكا حتى جهود ابناء الشعب العراقي الذين توحدوا مع جيشهم من اجل محاربة تنظيم داعش الارهابي وإعادة الامن الى المناطق العراقية حيث تسعى واشنطن الى بث التفرقة وإثارة النعرات الطائفية .
ان ليل الاحتلال المظلم ومقتل مليون عراقي على اثر هذا الاحتلال يبقى برسم الجيل العراقي الحالي والاجيال العراقية القادمة لكي يتذكروا دوما بأن حرية العراق وصون سيادته من قبل ابنائه لم يكن بالأمر اليسير وان ما يمنع وقوع مثل هذه المجازر في المستقبل هو الوحدة الوطنية والابتعاد عن قوى الشر العظمى في العالم وفي مقدمتهم امريكا .