الوقت- أثبت الفكر الوهابي التكفيري منذ نشأته وبجدارة أنه بات هذا الفكر أيقونة حقيقة تمثل التكفير وسفك الدماء وسبي الأعراض وهتك الحرمات.
فها هم الأوروبيون اليوم قد اقتنعوا بأنفسهم أن الهجمات الدموية التي عصفت ببلدانهم هي نتاج طبيعي لانتشار الوهابية في بلدانهم، وبرأي الكثير من النقاد والقادة الأوروبيين فإن انتشار الفكر الوهابي في صفوف أبناء القارة العجوز إنما هو نتيجة لانتشار المدارس الوهابية في أوروبا التي باتت اليوم بمثابة معسكرات لتجنيد الأطفال قبل الرجال والنساء للقيام بعمليات انتحارية بدلاً من أن تنشر الفكر الأساسي للدين الإسلامي الرحيم والمتسامح، كيف لا وهذه المدارس لا تفقه شيئاً في الدين إلا السيف وشرب بول البعير.
حيث إنه وبحسب ما نقلت صحيفة "ميدل إيست مونيتور" عن السفير الأمريكي السابق لدى كوستاريكا كورتين فإن السعودية أنفقت ما يزيد عن 87 مليار دولار خلال العقدين الماضيين لنشر الوهّابية في العالم.
فأصبحت أوروبا بغبائها المعهود تعاني اليوم من منظومة إرهاب وهابي منظّم تتربع السعودية -التي لا تستحي اليوم في العام 2017 من أن تصف نفسها بالمملكة- على عرشه.
سرطان الفكر الوهابي الذي ينشر الإرهاب في أوروبا
كثيرة هي الدراسات الأوروبية التي أشارت إلى أن وجود المدارس الوهابية في القارة العجوز قد أنتجت الكثير من الشباب الذين باتوا اليوم ثلة من الحاقدين على المجتمعات الإنسانية ومرضى نفسيين، حيث إن هذه المدارس والمساجد كانت تمارس نشاطها الوهابي بعيداً عن الرقابة التي كان من المفترض أن تمارسها الحكومات الغربية عليها٬ وهذا قد جعل أئمة هذه المساجد والمعلمين في المدارس الوهابية يتحركون في أريحية دون خوف من رقيب أو حسيب.
المدارس الوهابية وجذب الشباب الاوروبي
ويرى مراقبون هنا أن هذه المدارس باتت بمثابة المغناطيس الذي يجذب الشباب المحبط والمعقد والمريض وأصحاب السوابق والقتلة في المجتمعات الغربية٬ وهنا قد يتهمنا البعض بأننا نهاجم هذه المدارس دونما دليل ولكن ما يحدث اليوم في سوريا وبالنظر إلى أعداد الإرهابيين الفرنسيين والأوروبيين المخيفة التي أرسلتها هذه المدارس إلى سوريا والعراق لكي تلاقي الحور العين فإن ذلك خير دليل على اتهامنا لهم.
وبعد أن عصفت عدد من الهجمات الوهابية بالقارة العجوز تسارع الغرب لكي يرصد هذه المساجد والمدارس الوهابية، و خير دليل هنا هو القرار الصادر عن مجلس المدارس في العاصمة النمساوية فيينا بإغلاق مدرسة سعودية لرفض القائمين عليها كشف هويات موظفيها٬ بالاضافة إلى تعليمها التلاميذ قراءة متطرفة عن الإسلام.
السعودية تشرّب الفكر الإرهابي الوهابي للأوروبيين
بعد إعلان السلطات الأمنية الفرنسية عن التعرف على شكيب أكروح، البلجيكي الجنسية المغربي الأصل، الذي يعدّ آخر انتحاري شارك في هجمات باريس، أصبحت جميع تفاصيل ونتائج المدارس الوهابية في أوروبا جلية للجميع.
فقد تبين للغرب اليوم ولو بشكل متأخر بأن كل المنفذين للهجمات الإرهابية في بلدانهم هم من أبنائهم وفلذات أكبادهم وليس بينهم من عاش في بلد عربي أو إسلامي، وكان القاسم المشترك بين جميع هؤلاء الإرهابيين أنهم ليسوا سوى ضحايا للفكر الإرهابي التكفيري التي سعت المدارس الوهابية جاهدة إلى تشريبهم الإرهاب بشتى الوسائل.
أعداد الارهابيين الاوروبيين
أخر إحصائية حول أعداد الارهابيين الاوروبيين حول العالم كشفها رئيس وحدة تنسيق مكافحة الإرهاب في فرنسا، لويك غارنييه، حيث قال أن 3 آلاف أوروبي، بينهم نحو 700 فرنسي، انضموا إلى صفوف “داعش” في العراق وسوريا وحينها قال غارنييه، في مقابلة مع صحيفة لو فيغارو الفرنسية: “وفقاً للتقارير، فإن عدد الفرنسيين أو سكان من فرنسا، في تلك المنطقة، يبلغ نحو 700 شخص، وعدد الذين قتلوا نحو 232، وذكر أن عدد الأجانب الذي انضموا إلى داعش في عام 2015 وصل إلى 30 ألفاً، لكن هذا العدد تراجع في الوقت الحالي إلى 12 ألفاً، من بينهم 3000 أوروبي.
وأشار المتحدث إلى أن نحو 200 شخص يقيمون في فرنسا كانوا قد قاتلوا إلى جانب داعش في سوريا والعراق، وكانت فرنسا وبلجيكا من أوائل الدول الأوروبية التي عبرت عن قلقها من عودة المقاتلين من العراق وسوريا، وحذر المفوض الأوروبي لشؤون الأمن، جوليان كينغ، في وقت سابق، من خطر عودة مسلحي داعش من الموصل إلى بلدان الاتحاد الأوروبي.