الوقت- لأن أيام الاستعمار لا تطول ولأن كل يوم من تاريخ الاستعمار تنازلي يقربه من النهاية .. ليس الكلام عبثيا، فبطن التاريخ البعيد والقريب تشهد أن للاستعمار نهاية محتومة تبدأ منذ قيامه .
فكل استعمار يمر بمرحلة ولادة ذهبية، تمر مر السحاب لتتحول الإمارة الموهومة الى كابوس يلاحق أحلام الطامحين بالتوسع على حساب حقوق شعوب بلدان أصيلة لا تترك الا امام خيار المقاومة لإنزال العقاب بكل مستعمر .
دوامة التاريخ تحكي كيف انهارت الامبراطوريات التي بنت احلامها وحملت جيوشها على سفن تتخذ من الاوطان مكانا لقلاعها لتحرس احلامها الاستبدادية بجندي وخنجر وسيف وسلاح .
لم يصمد السلاح طويلا امام إرادة الحرية لشعب اصيل، وهوى الحلم مهما طالت سنين منازعته وعناده، حال كل الامبراطوريات التي زالت، سيكون مصير الاستعمار الاستيطاني الاسرائيلي، انها السنة فكل استعمار متستر بثوب اللطافة لم يرحمه التاريخ فهل سيرحم التاريخ استعمارا استيطانيا منكشف الوجه الاجرامي عفن الرائحة من كثرة عطشه للقتل والدماء؟؟ !!
بالأمس كان الكيان الصهيوني يبني احلامه في قلب العالم، استغل السرطان لهو الفريسة وانقض يقضم داخلها، حتى انتفضت من بين سكرات الغفلة وقرر بعض من اعضاء الجسد ان يبتر الاخر المتعامل مع السرطان ويزيل بذلك المرض الخبيث من جذوره .
فكانت المقاومة، وميسرة دامية من العطاء والوفاء، تضع حدا لانتشار الكيان الصهيوني ومرحلة بعد مرحلة تضيق الخناق الذي وصل الى حد اللاعودة، حد بدأ معه مشهد تهاوي الكيان الصهيوني يظهر الى العلن .
في الماضي استباح الكيان الاسرائيلي الدولة المصطنعة العالم العربي، وأقامت حكومات وأسقطت انظمة وقتلت قادة وزرعت عملاء، وفي الماضي دق مسمار بداية النهاية من لبنان عام 2000 .
مرحلة تبعها مسمار غزة والاندحار، وسلسلة حروب سارعت الى تضييق الخناق على مفتعلها التي فاحت منه رائحة الدماء، ومن غزة تتدحرج الكرة الى الامام حيث لا عودة الى الوراء في ثقافة المقاومة .
أقسمت ان لا تتراجع، لتصبح مع قسم المقاومين، اسرائيل الكيان الطامح الطامع الناظر الى العالم العربي، أمام ازمة تهدد الكيان من عمقه .. انها الضفة الغربية الشعلة الحرة التي ستكمل مسير تفتيت الكيان الاستعماري الاستيطاني الوحيد في العالم عام 2015 .
في الاعلام والتقارير الصديقة والمعادية، تحتل الضفة الغربية واحداثها مساحة واسعة من التحاليل. فما يجري في الضفة الغربية، حرب مشتعلة بدون صوت وصدى وجبهة مشتعلة مهمة جدا وحساسة جدا وبشارات النصر فيها تلوح لكل من يتابع ويحلل بدقة ويقرأ الرعب في عيون الكيان الاسرائيلي جيشا واستخباراتا ومستوطنين .
نتسان الون، الذي قال إن الاوضاع الامنية في الضفة الغربية ستشتعل بسرعة قياسية وقال إنها تشهد تشنجا خطيرا، قال إن الكيان الاسرائيلي يستعد لمواجهة عاصفة عنيفة في الضفة الغربية .
مشهد العاصفة القادمة، تحكيه الاحداث اليومية التي تشهدها ساحات المواجهة المفتوحة بين الشعب الفلسطيني المضطهد والكيان الصهيوني المتشدد والمجرم .
الاحتلال الاسرائيلي يستمر في سياسة هدم المنازل للمواطنين الفلسطينيين ليس اخرها تدمير منازل في قرية بيت فجار الواقعة جنوب بيت لحم فضلا عن حملات مداهمة وتفتيش لمنازل اخرى عديدة في الوقت نفسه .
مصدر امني متابع قال في مورد ما يحدث في الضفة الغربية، إن مجموعة عسكرية من جيش الاحتلال الاسرائيلي مدعومة، قامت بحملة تفتيش واسعة لمنازل فلسطينية في البلدة، كما قام الاحتلال باعتقال ثلاثة اعضاء فعالين من حركة حماس في الضفة .
هذا وتشهد الضفة الغربية حملات اعتقال يومية لمواطنين فلسطينيين تقوم بها الاجهزة الامنية التابعة للاحتلال الاسرائيلي .
مدير مسجد الاقصى من جهته طالب بتوفير الحماية العربية والاسلامية للمسجد الاقصى وسكان القدس، فتواجد الفلسطينيين في القدس الى جانب المسجد الاقصى عامل مهم في مواجهة الاعتداءات الصهيونية المتكررة على المسجد ويحول دون هدم المسجد والاعتداء عليه من قبل الاحتلال جيشا ومستوطنين. وأضاف ان عدد الاعتداءات الاسرائيلية على المسجد الاقصى قد تزايدت بشكل كبير هذا العام نسبة للأعوام السابقة .
عمليات فردية منظمة وعفوية تشهدها الساحة الامنية في الضفة الغربية، حيث سجل هذا العام ارتفاعاً كبيراً في المواجهات بين المستوطنين والشعب الفسطيني، وكذلك سجلت العديد من عمليات الطعن والدهس التي قام بها فلسطينيون ردا على ممارسات الاحتلال الاجرامية والغير انسانية وكحالة ردة فعل على مستوى التطرف الذي يصيب المجتمع الصهيوني بشكل متزايد وكبير جدا .
التقارير الامنية الاسرائيلية التي تترجم بعمليات المداهمة والاعتقال المتزايدة، تتناول موضوع تزايد النشاط لخلايا امنية تتهمها بالانتماء الى حركة حماس والجهاد الاسلامي والجبهة الشعبية بشكل كبير .
كما تناولت تقارير امنية حالات تزايد كبير في إقبال الفلسطينيين على شراء السلاح باسعار مرتفعة جدا من تجار الاسلحة الاسرائيليين وضخ اموال كبيرة مقابل الحصول على قطع السلاح والذخيرة، وأرجعت المصادر الامنية السبب الى توافد مال من خارج الضفة الى الفلسطينيين لإغراء المستوطنين وتجار السلاح في السوق السوداء لبيع السلاح وتأمينه لهم مقابل ارباح وفيرة .
المصادر نفسها اكدت ان هناك خلايا امنية نائمة بدأت تفعل نشاطها للتخطيط لعمليات امنية وتجهيز بنوك اهداف تضعها تحت الاستهداف في اي مرحلة قادمة تنشب فيها حرب بين الجيش الاسرائيلي مع غزة .
تقرير امني اخر أشار الى ان حركة حماس أجرت تجارب صاروخية على نوع جديد من الصواريخ المنتجة في غزة، كان قد سبقها تجربة لصاروخ بر بحر اطلق باتجاه البحر من سواحل غزة .
استعدادات عسكرية لحماس وضعتها مصادر في خانة الاستعداد لمواجهة متوقعة الحصول مع الكيان الصهيوني، قد تضطر فيها حماس لتوسيع رقعة الاستهداف للمناطق المحتلة وتوسيع رقعة الرمايات الصاروخية بالاستفادة من قدرات صاروخية جديدة حصلت عليها .
ولكن السلاح الفتاك الخطير الذي تتوقع المصادر الامنية الاسرائيلية تفعيله من قبل حركات المقاومة الفلسطينية خلال اي مواجهة مسلحة، هو العمليات الامنية في الضفة الغربية الموازية للمواجهة المسلحة في غزة .
عمليات امنية تستهدف العمق الصهيوني وتشكل خطرا استراتيجيا على الامن الاسرائيلي وتربك القيادة الامنية والعسكرية في العمق وتشكل عنصر ضغط كبير على المجتمع الصهيوني عبر استهدافه بشكل مؤذ ودقيق من داخله .
هذا الواقع الذي تفرضه التقارير الاسرائيلية يشكل قلقا كبيرا في الوسط الامني، لأن الضفة الغربية لا تعتبر الخاصرة الاسرائيلية انما العمق الاستراتيجي للكيان، ونشوب مثل هذه المواجهات فيها يشكل خطرا كبيرا جدا على الامن الاسرائيلي ويستنزف امن الكيان من عمقه. فما سيجري بالضفة سيتم انتقاله بشكل تلقائي مرحلي الى مناطق الـ 1967 و1948 بالتدريج وهكذا يصبح الكيان الصهيوني امام واقع جديد خطير جدا يهدد امنه الاستراتيجي من الداخل، لتكون المرحلة بداية الحرب على اراض الكيان الصهيوني التي يغتصبها ويحتلها وتصبح الجبهة الداخلية معرضة لعمليات مؤذية جدا وكبيرة وخطيرة تهدد الكيان في قلبه، فالضفة الغربية وما يجري فيها هي مرحلة جديدة جدا تنهي الطموح الصهيوني الذي سكر في صهوة سنين العمالة العربية، وبات حلمه بالعالم العربي، لتأتي الضفة ومن فيها من فلسطينيين شرفاء اعزاء وتذكر الكيان بأن لا ينظر للبعيد حيث تتهاوى انظمته العميلة واحدا تلوى الاخر وليتلهى بجروحه الداخلية التي ستستنزف كل قدراته في الداخل والعمق وتضع حدا لمرض سرطاني بات في آخر مراحله الوجودية .