الوقت - أوردت صحيفة نيويورك تايمز الامريكية تحليلا حول مستقبل الهيمنة الأمريكية والبريطانية على النظام العالمي في عهد رئاسة دونالد ترامب وكذلك في زمن نايجل فارج عراب البركسيت (خروج بريطانيا من الاتحاد الاوروبي) أكدت فيه ان هذه الهيمنة في سبيلها الى الزوال بسبب توجهات ترامب وفاراج، وفيما يلي أهم ما جاء في تحليل هذه الصحيفة:
كان حضور رئيس حزب الاستقلال البريطاني نايجل فاراج في الحملة الانتخابية لدونالد ترامب امرا عجيبا للغاية وقد سماه ترامب بأنه الرجل الذي يقف خلف بركسيت، وكان الكثير من الناخبين البريطانيین يجهلون هذا الشخص الذي يملك بنوكا وجرائد ومؤسسات سياسية وكان فاراج يرفع صوته قائلا "هذا يوم استقلالنا" فيما كان ترامب يوزع الابتسامات ويمتدح فاراج والبركسيت.
وكان ترامب يريد ارسال رسالة الى الناخبين بأن فوزه في الانتخابات سيكون على غرار التصويت للبركسيت ووصل الامر الى ان يسمى ترامب نفسه بأنه سيد البركسيت.
ان الكثير من الخبراء والمحللين البريطانيين يصرون على وجود تشابه بين بركسيت وترامب، ومن هؤلاء نوئيل مالكوم الذي يقول ان التشابه بين بركسيت وترامب "مخيف" فبركسيت تقوض الديمقراطية في بريطانيا وتدل على الكراهية تجاه الاجانب، وترامب ايضا هو نتاج الشعبوية الامريكية وهي شعبوية العشرينيات من القرن الماضي والتي كان يقف خلفها أصحاب البنوك والأثرياء والمهاجرين والتجار الكبار.
ان الكثير من المؤسسات الدولية مثل حلف الناتو وصندوق النقد الدولي تتعرض لانتقادات ترامب في حين تم تأسيس هذه المؤسسات في الأساس لتأمين مصالح امريكا وحلفائها، وكان الرؤساء الامريكيين السابقين يشجعون على بقاء الاتحاد الأوروبي لكن سياسات ترامب هي على عكس هؤلاء ولا تنبع من حبه لأمريكا بل من كراهيته تجاه هذه المؤسسات ولذلك هو يشبه فاراج.
ويهين ترامب المسلمين والمهاجرين والمكسيكيين ويسمي النخب المدافعة عن الاقليات بالخونة فيما يعتبر اكبر داعميه هم من اليهود ومن المتوقع ان يقضي ترامب وفاراج على الحلم الامريكي البريطاني في العالم.
ولن يقتصر الأمر على امريكا وبريطانيا فقط بل ان هذا الوضع انسحب ايضا على باقي البلدان الاوروبية فهولندا التي كان أهلها يتفاخرون بايوائهم للأجانب حتى ما قبل 20 عاما اصبحت الان تدار من قبل حزب يتزعمه شخص معادي للمسلمين والمهاجرين والاتحاد الأوروبي، وفي فرنسا ايضا هناك احتمال بأن تصبح مارين لوبان المعجبة بترامب الرئيسة القادمة للبلاد كما يعتبر زعماء بولندا والمجر ايضا من الشعبويين الذين يرفضون الليبرالية، وهناك احتمال بأن ينجح اليميني المتطرف نوربرت هوفر في الوصول الى منصب الرئاسة في النمسا.
ان مجيء ترامب وفاراج يعني تراجع امريكا وبريطانيا عن عالم كانت تتوقعه هاتان الدولتان في عام 1945 حين انتصارهما في الحرب العالمية الثانية، ان بركسيت بريطانيا ومجيء ترامب في امريكا سيدمر ما يسمى في الغرب أعمدة "السلام" الامريكي والأوروبي، ويعتقد الكثير من الخبراء ان بركسيت ستسرع انهيار العالم الغربي.