الوقت- زعزعة للأمن واستهدافاُ للعيش المشترك تأتي عملية اغتيال القيادي البارز في حركة أنصار الله اليمنية عبد الكريم الخيواني من أمام منزله في العاصمة اليمنية صنعاء .وكعادتهم حيث لا مشروع معهم سوى القتل لغة الحوار مع الآخرين، قام ارهابيان كانا يستقلان دراجة نارية بإطلاق الرصاص على الخيواني أثناء تواجده بجوار منزله قرب قسم 22 مايو الكائن بشارع الرقاص، واخترقت إحدى الرصاصات رقبة المغدور وفارق الحياة على الفور.
من هو الخيواني ؟
بالقلم والسياسة، شكَّل عبدالكريم الخيواني حياته، التي سارت في دربي الصحافة وعالم السياسة بالتوازي، منذ أن عمل رئيسًا للدائرة السياسية في حزب الحق، ورئيسًا لتحرير صحيفة الأمة الصادرة عن الحزب، وتقلد منصب رئيس تحرير صحيفة “الشورى” الأسبوعية وموقع “الشورى نت” الإلكتروني الإخباري.
الناشط الحقوقي والصحفي اليمني، ولد عام 1965 في مدينة تعز، وهو عضو مؤتمر الحوار الوطني عن مكون حركة أنصار الله وسفير النوايا الحسنة للمجلس الدولي لحقوق الإنسان في اليمن.
تلقى تعليمه الإعدادي والثانوي في محافظة تعز، وأكمل دراسته الجامعية في العاصمة صنعاء في مجال الاقتصاد والعلوم السياسية جامعة صنعاء.
اشتهر بكتاباته الصحفية الجريئة في نقد النظام الحاكم في اليمن وسياساته، وعقب توليه رئاسة تحرير صحيفة “الشورى” مطلع 2004 نشر ملفات شديدة الحساسية بالنسبة للحكومة اليمنية، أسهمت في رفع سقف الحرية للصحافة الناقدة، وأشهرها ملف توريث الحكم والمناصب الوظيفية في الدولة، والفساد في القطاع النفطي، وجمع المسؤوليين الحكوميين بين مناصبهم وبين ممارسة التجارة، إضافة إلى تغطيته لأحداث الحرب في صعدة التي اندلعت منتصف مارس 2004، وهي تغطية انتقدت الحرب وكشفت الكثير من حقائقها.وتعرض للسجن أواخر العام نفسه واستمر اعتقاله لمدة عام إثر صدور حكم قضائي بحقه على خلفية تهم عديدة بينها إهانة والمساس بذات رئيس الجمهورية آنذاك علي عبدالله صالح.
في 2008، منحته منظمة العفو الدولية الجائزة الخاصة بالصحفيين المعرضين للخطر ، وهي الجائزة الخاصة بصحافة حقوق الإنسان المعرضة للخطر، وكان يقبع حينها في السجن.
منح في مايو 2014 من منظمة بعثة السلام والعلاقات الدبلوماسية للمجلس الدولي لحقوق الإنسان والتحكيم والدراسات السياسية والاستراتيجية “الخيواني” تعيينًا فخريًا بصفته سفيرا للنوايا الحسنة والعلاقات الدبلوماسية، تقديرًا لجهوده وإسهاماته في المجالات الإنسانية، وأنه أول يمني يُمنح هذا المنصب.
آخر ما كتبه المغدور الخيواني :
في آخر مقابلة للفقيد يوم الاثنين 16 اذار/مارس الجاري مع احدى المحطات التلفزيونية، قال الخيواني ان "المطامع السعودية بالسيطرة على اليمن يجعلها بعيدة عن الحوار مع أنصار الله، كما يجعلها في حالة جس للنبض في اليمن عسى تحقق ما تريده دون الحوار مع الشعب اليمني"، وأضاف أنه بإعتقاده "ما يجري في اليمن سيجبر السعودية قريبا على فتح قنوات الاتصال والتعامل مع اليمن كدولة ندية وبعلاقات متكافئة مع الحفاظ على حق الجوار، اضافة الى اعتراف الرياض بهذه الحقوق واصلاحهم لاخطائهم السابقة ضد المغتربين اليمنيين واصلاح سياساتهم المرتكزة على التجسس والعمالة داخل اليمن ووقفهم للدفع بالدواعش لتخريب اليمن".
الى ذلك كانت اخر مقالة للمغدور ومن على صفحته على الفيس بوك امس بعنوان “إنصافاً للقائد الإنسان …. من أجل الحقيقة والأخلاق”، والتي كان يدافع فيها عن السيد عبدالملك الحوثي، زعيم حركة أنصار الله في اليمن، بينما حمل مقاله الأخير على مدونته عنوان: “لست أنا الوكيل الأمني .. أنا وكيل المظاليم”.
تنديد واسع بالجريمة الارهابية:
لاقت عملية اغتيال الخيواني ادانات واسعة حيث سارعت القوى الثورية اليمنية للتنديد بالجريمة النكراء وفي مقدمتهم حركة انصار الله حيث اعتبر الناطق الرسمي للحركة ، محمد عبدالسلام، أن "اغتيال الثائر والناشط عبدالكريم الخيواني، هي محاولة بائسة لاغتيال الثورة وإيقاف مسيرة التغيير الشامل الذي كان ينادي به، مؤكداً أن دمه لن يذهب سدى".
وقال في بيان نشره على صفحته في "فيسبوك": "ونحن في أنصار الله كمؤمنين بالثورة الشعبية في مواجهة كافة المتآمرين ضد اليمن دولة وشعباً وحضارة، لنؤكد على أن دم الشهيد الخيواني لن يذهب سدى، وسوف يكون لعنة على قاتليه ومن تآمر معهم، مثلما كان مداد قلمه ومواقفه الأبية عطاءً ثورياً وزاداً أخلاقياً ومعرفياً لكل الثائرين الأحرار في مواجهتهم الاستبداد والفساد".
بدورها ادانت الامانة العامة للحزب الاشتراكي اليمني الحادث ووصفته بالإجرامي الغادر والارهابي الجبان ويتنافى مع كل القيم والمبادئ الوطنية والانسانية. ورأت في بيان لها أن هذه الجريمة الشنعاء تستهدف السلم الاجتماعي واغراق البلاد في المزيد من اعمال العنف والفوضى. وان من يقف ورائها يريد خلط الاوراق وخلق حالة من الارباك.
فيما أدان "التكتل الوطني للإنقاذ" وبشدة إغتيال الخيواني، واعتبر "التكتل الوطني للإنقاذ" في بيانه حصل "الأهالي نت" على نسخة منه، توقيت الجريمة المتزامن مع الذكرى الرابعة لمجزرة جمعة الكرامة، تعبيرا عن حقد مرتكب الجريمة على ثورة الحادي عشر من فبراير. حسب البيان
الى ذلك أدان مستشار الامين العام ومبعوثه الخاص إلى اليمن، جمال بنعمر، بأشد العبارات عملية اغتيال الصحافي والناشط الحقوقي اليمني عبدالكريم الخيواني، واصفا إياها بـ"العمل الإرهابي الخسيس". وتقدم بنعمر في بيان صادر عنه ، اليوم، بخالص العزاء لأسرة وأقارب الخيواني وكافة الشعب اليمني. وقال بنعمر في بيانه "في الوقت الذي يحاول اليمنيون التوصل الى حل للأزمة الحالية من خلال الحوار السلمي، يأتي هذا العمل الجبان والدنيء ليستهدف، من خلال اغتيال شهيد الكلمة الحرة، الحوار السلمي ودق إسفين الفرقة والشقاق بين أبناء الشعب اليمني الواحد، وجرهم إلى دائرة العنف والفتنة". وأضاف " على إثر هذا المصاب الجلل، ندعو جميع اليمنيين إلى التمسك بالحوار السلمي لحل خلافاتهم السياسة، كسبيل أوحد للخروج من براثين الأزمة، كما ندعوهم للاسترشاد بحكمتهم المعهودة وعدم الانجرار نحو الفتنة والعنف، وبذل المزيد من الجهود لإعادة العملية السياسية الى مسارها الصحيح وتنفيذ مخرجات الحوار الوطني واتفاق السلم والشراكة الوطنية، التي ستكفل لجميع اليمنيين تحقيق غاياتهم في تشييد صرح دولة المواطنة والعدالة الاجتماعية التي تتسع لكافة أبناء اليمن".
وفي هذا السياق دان مصدر مسؤول في الامانة العامة للمؤتمر الشعبي العام بشدة اغتيال مسلحين للصحفي عبدالكريم الخيواني بالقرب من منزله بشارع الرقاص صباح اليوم .
واعتبر المصدر اغتيال الخيواني جريمة ارهابية نكراء تعكس حالة الانفلات الامني الذي تعيشه البلاد ،معبرا عن قلقه من ان تكون هذه الجريمة محاولة لتصعيد الازمة السياسية في البلاد ومحاولة لعرقلة الحوار الذي يجري بين القوى السياسية برعاية اممية .
اذا على وقع أصداء الذكرى السنوية لمجزرة جمعة الكرامة وما حصل في اليمن من جرائم واغتيالات استهدفت الكوادر والكفاءات الوطنية، انتهت حياة الخيواني ولكن نهجه لم ينته وستبقى عبارته الشهيرة “ الابتزاز أسلوب الفاشلين للحصول على ما ليس لهم به حق لايلجأ إليه ولا يقبل به إلا مجرد من كرامة وذليل تسكن الخسه نفسه” راسخة في اذهان الشعب اليمني الى الابد ... فمن قال إن الكلمة تموت؟