الوقت- خلط تبني ترشيح العماد عون لرئاسة الجمهورية من قبل الرئيس سعد الحريري جميع الأوراق السياسية في لبنان في ما يخص ملف الرئاسة في لبنان، فتبدلت مواقف وظهرت أخرى مستجدة من حيث التأييد والمعارضة في أوساط القوى السياسية بين الحلفاء والخصوم، والتحدي القادم في جلسة 31 الشهر الجاري في مجلس النواب الخاصة بانتخاب رئيس للجمهورية، وبعض جوانب خطاب السيد نصرالله الجديد مواضيع كانت محور حوارنا مع نائب رئيس مجلس النواب اللبناني السابق إيلي الفرزلي.
الوقت: بعد تبني الرئيس الحريري لترشيح العماد عون لرئاسة لجمهورية، هل بات وصول الاخير إلى قصر بعبدا حتمي نهاية الشهر الحالي؟ وهل هناك سيناريوهات أخرى محتملة؟
الفرزلي: "كثر الحديث في الآونة الأخيرة عن إمكانية وجود سيناريوهات سرّية أو ألعاب تسمى ألعاب إنتخابية تحت الطاولة لإستهداف العماد ميشال عون بها، ولكنني أعتقد أن هذه السناريوهات من نسج الخيال لأن الأطراف المعنية الأساسية في هذه المسألة هي معنية بهذا الإستحقاق والنتائج المترتبة من الإقدام على أي أعمال تحت عناوين مختلفة تناقض مضمون الإتفاقات الحاصلة وتأخذ البلد إلى ما لا يحمد عقباه، ولا يستطيع أحد تحمل نتائجها، لذا أنا أعتقد أن جلسة 31 تشرين ستكون جلسة إنتخاب رئيس الجمهورية الجديد العماد ميشال عون."
الوقت: برأيكم أين ستكون القوى المعارضة لوصول العماد العون للرئاسة بعد انتخابه رئيساً وخصوصاً من كانوا حلفاء له في السابق كالرئيس بري والوزير فرنجية؟
الفرزلي: "أنا أعتقد أن الرئيس بري لم تعد معركته مع العماد عون، ولم يعد خصمه الرئيسي في هذا المسار، بل سعد الحريري أصبح خصمه الرئيسي، لأن الرئيس بري كان مترسمل بموقف سعد الحريري ضد العماد عون كي يتمكن الرئيس بري من إدارة المعركة في منع وصول العماد عون، أما وقد خرج العماد عون من دائرة هذا الرسملة للرئيس بري لكي يبني على الشيء مقتضاه في لعبة رفض عون، أما وقد خرج فأعتقد أنه لم يعد له حول وطول في عملية التسليم بهذا الوضع بنتائجه بصرف النظر عن موقفه المبدئي لجهة تسجيل موقف علني مع أو ضد ترشيح عون."
وأضاف: "أما فيما يخص مرحلة ما بعد انتخاب عون رئيساً فأعتقد أن الرئيس بري سيكون في الحكومة وسيأخذ نصيبه فيها وسيكون أيضاً رئيساً للمجلس النيابي طالما أن سماحة السيد نصرالله متبني لترشيح الرئيس بري لرئاسة المجلس النيابي."
الوقت: برأيكم ما هي أهم العقبات والتحديات الكبرى التي تقف أمام اللبنانين والعماد عون في مرحلة ما بعد انتخابه رئيساً للجمهورية؟
الفرزلي: "أهم تحدي هو استعادة اللبنانين لمنطق الدولة والبدء بتطبيق اتفاق الطائف، لذلك الشعار الحقيقي لانتخاب ميشال عون هو بدء تطبيق اتفاق الطائف، هل سيطبق؟ هذا هو التحدي الكبير، إن من جهة تنفيذ المواد الدستورية برمتها أو إنتاج قانون انتخابي جديد وفقاً لنص الدستور."
الوقت: بالأمس رأينا صور الرئيس بري والوزير فرنجية في طريق الجديدة وإعتصامات الشمال المناهضة لوصول عون للرئاسة على أنهم ضامني الوحدة الوطنية، هل ما يحصل في الشارع اللبناني والإصطفافات السياسية الجديدة خير دليل على انفراط عقد ما يسمى بـ8 آذار بعد انتهاء الحلف المقابل أي 14 آذار؟
الفرزلي: "أعتقد أن هذه التسميات لم يعد لها مبرر، فمسألة 14 آذار انتهت منذ فترة، أما 8 آذار فبعد أن يصبح عون رئيساً للبلاد فلن يكون هناك مبرراً لوجودها أيضاً، أما فيما يخص مسألة المقاومة وهي العمود الفقري لهذا التحالف العريض الذي يسمى 8 آذار فلا تزال القوى الأساسية التي تحالفت مع المقاومة عند تحالفها ولا تزال تشكل بيئة حاضنة للمقاومة في حربها سواء ضد إسرائيل أو ضد التكفيريين."
الوقت: فيما يخص الرسالة التي أراد السيد نصرالله إيصالها لجمهور التيار الوطني الحر في خطابه الأخير، ماذا أريد بها فعلاً؟
الفرزلي: "أنا أعتقد أن هذا الجمهور تعرض لحملة إعلامية واسعة منذ سنتين وحتى اليوم تشكك بالأهداف النهائية لحزب الله لجهة تأييد ميشال عون لرئاسة الجمهورية، بالرغم من إعلانات الحزب المتكررة بتأييده للعماد عون، ولكن استطاعت هذه الحملة القوية والمدفوعة والممنهجة والمنسقة أن تتسلل إلى بعض العقول وأصحاب النفوس الضعيفة فلذلك قام السيد بالأمس بالتوجه لهؤلاء جميعاً ليؤكد لهم مجدداً أن موقف الحزب ووفاءه انضم لصمود ميشال عون فكان ميشال عون رئيساً للجمهورية."
إعداد: محمد حسن قاسم