الوقت- حول معركة الموصل، القوات المشاركة فيها وسير عملياتها ودور الحشد الشعبي، فضلاً عن التواجد التركي وتأثيره على المعركة والتخوف من هروب مقاتلي داعش إلى الرقة والأراضي السورية ككل ومواضيع أخرى مرتبطة كان لنا حوار مع عضو البرلمان العراقي النائب الدكتور عبدالهادي الحساني، والذي جاء فيه:
الوقت: بالأمس أُعلن عن بدء عملية تحرير الموصل من داعش، فما هي القوى المشاركة وكيف وزعت المهام بينها؟
الدكتور الحساني: "هناك قوات الجيش العراقي وقوات الشرطة الإتحادية وقوات الحشد الشعبي وجميعها تأتمر بأوامر القائد العام للقوات المسلحة، والتنسيق فيما بينها وبين قوات التحالف هو تنسيق استراتيجي ويقتصر دور التحالف على الدعم الجوي لا البري للعملية الذي ينحصر بقوات عراقية فقط، كما للتحالف الدولي دور في الدعم اللوجستي والمخابراتي من رصد وجمع للمعلومات وتزويد القوات العراقية بها، أما البيشمركة فدورها يتوزع على عدة مناطق أكثرها محاذية للمناطق الكردية وتقوم هي الأخرى بتنسيق تام مع باقي القوات العراقية والقيادة العامة، أما فيما يخص تفاصيل حركة القوات وسير العمليات فالقائد العام للقوات المسلحة وبالمؤتمر الصحفي الذي عقده مع باقي قادة الفصائل شرح أن الهجوم سيبدأ من جنوب وشرق الموصل، وسيتم العمل على تحريرها بأقل الخسائر الممكنة وسيُعمل على فتح ممرات آمنة للمدنيين العالقين أيضاً.
أما فيما يخص الحشد الشعبي فدوره كان تمهيدياً للمعركة بالرصد وجمع المعلومات والإحداثيات والمواقع الأسياسية لداعش وتمهيد الميدان للقوات الأخرى، فضلاً عن دعمه اللوجيستي المستمر أيضاً وله دور مساندة أيضاً وتمركز في مناطق معينة لقطع الطريق وتطويق الإرهابين، وهم بالتالي جزء من القوات العراقية الرسمية ودورهم موجه من القيادة العامة للقوات العراقية ولا فرق بينهم وبين باقي القوات، إلا في البعد السياسي الذي يروج له البعض بغرض التقسيم والفتنة وإثارة النعرات الطائفية رغم كل التضحيات التي قدمها الحشد الشعبي وإثباته لقدراته وتفانيه من أجل العراق، ولو سلمنا جدلاً أن بعض الخروقات قد حصلت فعلاً فلا يجب أن نعدّها إلا أخطاء فردية ومحصورة ويحاسب أصحابها، وهو أمر عادي في أي حرب مفتوحة أن تحدث أخطاء من أفراد غير منضبطين وهو أمر وارد في كل دول وجيوش العالم.
أما المهم الآن هو تكاتف القوى العراقية جنباً إلى جنب، وقطع الطريق على أصوات النشاز الخارجية لنحرر بلدنا من الإرهابيين، وجيشنا اكتسب قدرات وخبرات كبيرة في معاركه السابقة وبات قادراً على تخطي أي صعوبات بأقل الخسائر بين أفرادهم وبين المدنيين."
الوقت: ماذا عن تواجد قوات تركية في الميدان، هل يمكن أن يسبب هذا الأمر عائقاً لسير العمليات العسكرية في الموصل الآن أو مستقبلاً؟
الدكتور الحساني: "مما لا شك فيه أن تواجد القوات التركية في العراق دون إذن مسبق من الحكومة العراقية يمثل خرقاً سياديا للعراق، وقد أدين الأمر من الأمم المتحدة ومن حلفاء تركيا أيضاً، ولا نرى مبرراً لبقاء هذه القوات والجيش العراقي بات قادراً ولا يحتاج لأي دعم خارجي اضافي فقد حرر الرمادي وديالى وصلاح الدين ومناطق أخرى وأثبت قدراته للجميع، لذا ما يتحججون به غير منطقي إلا اذا كان لهم مآرب أخرى منه وهو الأمر الذي بات موضع شك في نفوس العراقيين والعالم أجمع بسبب الإصرار والتعنت التركي في هذه المسألة، فهم ليسوا جزءاً من التحالف الدولي ولم ينسقوا مع العراق، وهذا أمر معوق للجهود العراقية ومريب جداً."
وتابع قائلاً: " وأكثر ما نخشاه هو قيام هذه القوات بخطوات معينة تربك العمليات في الموصل لأنها لا تنسق مع باقي القوات العراقية، وبنظرة عامة نرى أن القوات التركية هي الوحيدة غير الشرعية في الميدان العراقي والوحيدة التي لا تنسق مع غرف العمليات، ودورها سلبي ومربك، وهي لا تختلف عن قوات داعش بإعتبارها قوات غازية لأراضي العراق."
الوقت: رأينا تصدعاً سريعا وانسحابات من بعض المناطق في الموصل بمجرد الإعلان عن بدء العمليات العسكرية فيها، كيف ترون مستقبل هذه المعركة؟
الدكتور الحساني: "بحسب رؤية أهل الإختصاص والخبراء فإن العديد منهم يعتقد بان المعركة لن تكون صعبة كما يعتقد البعض، إنما سيكون شأنها شأن المناطق الأخرى التي حررت وسينسحب داعش ربما، فمقاتلوه يعيشون حالة يأس كبيرة، ورأينا التصدعات بين مجموعاته سريعاً على أثر الضربات القوية والمهلكة من قبل جيشنا الوطني، لذا قد نتفاجأ برفع راية العراق خفاقة في الموصل بشكل أقرب من توقعات الجميع."
الوقت: لفت السيد نصرالله وبعض المسؤولين في سوريا نظر الإخوة العراقيين إلى مسألة إمكانية هروب داعش إلى الأراضي السورية والرقة على وجه الخصوص بشكل سالم من حيث العدد والعديد للإستفادة منهم لاحقاً كورقة ضاغطة بعد استجماعهم قوتهم، فماذا سيفعل العراقيون حيال هذا الأمر ميدانياً؟ وهل هناك قرارات اتخذت حيال هذا الموضوع؟
الدكتور الحساني: "نحن ندرك جيداً أن الساحة واحدة والمشروع واحد، وخطر داعش يهددنا جميعاً ولا انفصال بين الميادين، وعليه لا يمكن أن تترك القوات المنسحبة من الموصل تفلت من قواتنا وتدخل سوريا لأن هذا خطأ كبير واستراتيجي وهو تأجيل لإنهاء هذه الجرثومة وتأجيل للمعركة معهم، لذا فإن هذا الخطأ يجب أن يلتفت له ويجب التنسيق بين الجيشين العراقي والسوري للقضاء عليهم قبل أن ينتقلوا لحواضن جديدة ويعيدوا تشكيل أنفسهم وقوتهم وربما تحت مسميات جديدة مقنعة كما القاعدة والنصرة والشام والأحرار وغيرها وهي واحدة وفكرها واحد يهدف لتهديم وتقسيم المنطقة وهو مشروع قائم ومدعوم من قبل دول إقليمية وأخرى غربية، لذا التلاحم والتنسيق إلى أبعد الحدود مطلوب لتفادي الخطر لاحقاً ولتنعم شعوبنا أخيراً باستقرار أمني ونفسي."
وأضاف قائلاً: "الشعب العراقي والحشد الشعبي وكافة القوات العراقية يدركون جيداً خطورة هذه المسألة لذا من الناحية العملانية لن يعطوهم ممراً آمناً للهروب إلى الرقة وهذا أمر مؤكد، لأن هذا الإنسحاب ليس إنهزامياً بقدر ما هو تكتيكي وتأجيل للمواجهة والعمل على بناء قواعد جديدة لهم ليأرّقوا شعوبنا بمفخخاتهم وأعمالهم الإرهابية من جديد، لذا ومن خبرتنا في معركة الرمادي وبمساعدة اهل الموصل سيتم وضع الخطط المناسبة للقضاء على فلول الإرهابيين نهائياً ومنعهم من الإفلات من العدالة."
الوقت: ما هو الدور الأمريكي في معركة الموصل؟
الحساني: "يقتصر الدور الأمريكي على الدعم الجوي والرصد المعلوماتي والإستخباراتي كما أن لهم دور استشاري للجيش والقوات العراقية الأخرى، وهو دور ينضوي تحت عنوان التحالف الدولي لمحاربة الإرهاب وليس امريكا كدولة منفردة."