الوقت- يُعتبر "لواء القدس" في حلب أحد الألوية الفلسطينية التي تؤازر الجيش السوري في محاربة للجماعات الارهابية والتكفيرية في سوريا، حيث تصدى اللواء لمهام عديدة وأبلى بلاء حسناً في قتال الارهابيين على عدة جبهات في حلب وريفها، ولعب اللواء الذي تأسس في تشرين الأول عام 2013، دوراً كبيراً وأساسياً في حماية مخيم النيرب، حيث تكفل بحماية مطار النيرب المدني والعسكري، كما أسهم بشكل كبير في استعادة مخيم حندرات من قبضة الجماعات الارهابية المسلحة، بعد 3 سنوات من سيطرة المسلحين، وتطهير المنطقة المحيطة به من العصابات الارهابية المسلحة.
ويقدر عدد أفراد لواء القدس حالياً بـ 3500 مقاتل يقاتلون إلى جانب الجيش السوري وبقية القوات الرديفة على جبهات جمعية الزهراء، والراموسة، وعزيزة، وكرم الطراب، والبريج، وحندرات، أما قائد اللواء فهو المهندس "محمد أحمد السعيد" من مواليد مخيم النيرب، وهو من أبرز الشخصيات المستهدفة من قبل الجماعات الارهابية المسلحة، وينحدر معظم مقاتلي لواء القدس من مخيمي النيرب وحندرات في حلب، كما يضم فلسطينيين من مخيمات أخرى في سوريا، ويشرف على تدريبهم مدربون سابقون في جيش التحرير الفلسطيني، وهم يتمتعون بتنظيم جيد وكفاءة قتالية عالية.
وقد برز اسم لواء القدس كثيراً خلال العمليات التي يشنها الجيش السوري وحلفائه لتحرير حلب من قبضة الجماعات المسلحة، حيث كان له دور كبير في المعارك الجارية على مختلف الجبهات، ويؤكد قادة لواء القدس على وحدة المصير مع اشقائهم السوريون من خلال المعركة التي تستهدف تصفية القضية الفلسطينية، واضعاف محور المقاومة.
وفي مخيم النيرب المعقل الأساسي لقوات لواء القدس، تنتشر صور الشهداء من الشباب الفلسطينيين على الجدران، الذين ضحوا بدمائهم إلى جانب جنود الجيش السوري، للذود عن الوطن وتطهيره من الارهابيين، فأبناء المخيم رفضوا أن يتنكروا لما قدمه الوطن السوري للقضية الفلسطينية واحتضانه للفصائل الفلسطينية والمقاومة بكل أطيافها على أرضه، خاصة وهم يرون العلاقة الصريحة بين الكيان الاسرائيلي والجماعات المسلحة، التي تحظى بدعم اسرائيلي علني وتتلقى العلاج في مستشفيات الاسرائيلية داخل الأراضي المحتلة دون خجل أو وجل.
ويعود تاريخ المخيمات الفلسطينية في حلب إلى أيام النكبة الفلسطينية، حيث قامت العصابات الصهيونية بتهجير الفلسطينيين ودفعتهم للنزوح إلى دول الجوار، حيث تمركز الفلسطينييون الذين وصلوا إلى حلب في منطقتي النيرب وحندرات في ريف حلب الشمالي الشرقي، لتصبح بذلك أبرز المخيمات التي تضم الفلسطينيين على امتداد التراب السوري.
في 2013 ومع بداية الحرب على سوريا، بدا واضحاً أن هناك مخططاً لاستهداف المخيمات الفلسطينية ضمن مساعي تشريد الفلسطينيين وإنهاء حق العودة، حيث قامت الجماعات المسلحة بتهجير فلسطينيي مخيم حندرات، كما ارتكبت العديد من المجازر مما جعل الفلسطينيين ينتبهوا مبكراً للمؤامرة التي تحاك لتصفية المخيمات على غرار ما حدث في مخيم اليرموك في دمشق، وحرف الصراع مع العدو التاريخي للشعب العربي والفلسطيني وتحويله الى صراعات طائفية ومذهبية.
وتأتي المشاركة الميدانية القتالية الى جانب الجيش السوري لتؤكد القناعة السياسية لدى أطراف فلسطينية عديدة على أن المعركة والعدوان الكوني الذي يشن على الأرض السورية لا يستهدف فقط الدولة السورية جيشاً وشعباً وقيادة بما تشكله سوريا بكونها ركيزة أساسية وصخرة صلبة تقف حائلا ضد المخططات الامريكية والصهيونية في المنطقة وفي مقدمتها تصفية القضية الفلسطينية.
وتكن الجماعات الارهابية المسلحة الكثير من العداء للواء القدس، وما تزال ماثلة في الأذهان الجريمة البربرية التي نفذتها حركة نور الدين الزنكي بذبح الطفل الفلسطيني عبدالله عيسى بتهمة التعامل مع لواء القدس، حيث بدا واضحاً من خلال هذه العمل الارهابي مدى الحقد الذي تكنه الجماعات المسلحة تجاه الفلسطينيين عموماً ولواء القدس بشكل عام.