الوقت - نشرت صحيفة "ناشيونال إنترست" الأمريكية مقالاً أشارت فيه إلى أن السعودية تستخدم كافة السبل الممكنة لممارسة الضغط على إيران، مشددة على أن هذه السياسة العدائية ستتسبب بالنهاية بخسائر لا يمكن التعويض عنها سواء للسعودية أو عموم المنطقة.
ولفتت الصحيفة إلى أن سياسة السعودية الجديدة في المواجهة مع الجمهورية الإسلامية في إيران، تتمثل بإنشاء علاقات مع الجماعات الإرهابية المسلحة المعادية لطهران، وخوض حروب بالوكالة من أجل دحر قوة إيران الإقليمية، على حد تعبير الصحيفة.
وأشار المقال إلى أن سياسة السعودية الجديدة تستند إلى تفعيل جماعات مثل زمرة "منافقي خلق" الإرهابية والجماعات المسلحة في مناطق شمال غرب إيران وفي محافظة بلوشستان شرق البلاد، مشدداً على أن إستخدام الرياض للجماعات الوهابية والسلفية يشكل في الحقيقة خطوة إستراتيجية خاطئة. وحذر المقال في الوقت نفسه من أن السياسة العدائية السعودية تجاه إيران قد تنهار وبالتالي فإنها لن تحقق النتائج المرجوة.
وأكّد المقال أيضاً أنّ سياسة الرياض الخارجية ضد طهران تستند إلى دعم الجماعات الإرهابية مثل تنظيم "داعش" وما يسمى جبهة "النصرة" و"جيش الإسلام" و"الجيش الحر" ضد حكم الرئيس السوري بشار الأسد الحليف الإستراتيجي لإيران، مبيناً في الوقت ذاته بأن الأزمة السورية قد إندلعت قبل نحو ست سنوات بدعم مباشر من الرياض وكذلك من الدوحة وأنقرة. وأشار كذلك إلى أن السعودية تعمل منذ سنوات على التقسيم الطائفي بين السنّة والشيعة في العراق من خلال دعم جهات سنّية عراقية معينة.
وأشار المقال كذلك إلى مشاركة رئيس الإستخبارات السعودية السابق تركي الفيصل في مؤتمر زمرة "منافقي خلق" الإرهابية في باريس في التاسع من تموز/يوليو الماضي ودعوته خلال المؤتمر إلى الإطاحة بنظام الجمهورية الإسلامية في إيران، معتبراً أن تسلسل الأحداث يشير إلى بدء مرحلة جديدة من المواجهة بين الرياض وطهران.
ورأى المقال أن إجتماع رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس مع زعيمة زمرة "منافقي خلق" الإرهابية مريم رجوي ينسجم تماماً مع سياسات السعودية الهجومية ضد الجمهورية الإسلامية في إيران، وتابع قائلاً: إن الرياض هي التي قامت في الواقع بتسهيل عقد هذا الإجتماع.
كما رأى المقال أن ما يُسمى "الربيع العربي" قد أسّس لتحول في سياسة الرياض على صعيد المنطقة، إذ أن السعودية قد خسرت أحد أهم حلفائها السابقين مع رحيل نظام الرئيس المصري السابق حسني مبارك.
ولفت المقال كذلك إلى أن إفتقاد السعودية للقوة الناعمة لدى وكلائها سيشل أمنها القومي، مشيراً إلى أن حلفاء طهران الإستراتيجيين من أفغانستان إلى البحر المتوسط لم يشكلوا أي خطر على إيران، بينما الجماعات الإرهابية مثل "القاعدة" و"داعش" تتنافس مع الرياض على زعامة العالم السنّي، وبالتالي فمن غير المستبعد أن تتعرض السعودية لهجوم من قبل إحدى هذه الجماعات.
وفي الختام أكد المقال على أن التاريخ قد أثبت بما لا يقبل الشك بأن السياسات العدائية التي تنتهجها السعودية ضد إيران بشکل خاص والمنطقة بشكل عام ستأتي بنتائج عكسية على المدى الطويل كما حصل مع نظام الرئيس العراقي المعدوم صدام حسين.
وتجدر الإشارة إلى أن وزير الأمن الإيراني محمود علوي قد كشف قبل نحو أسبوعين عن وجود تنسيق وتواصل بين الجماعات الإرهابية في شرق إيران ومنظمات إستخبارية على رأسها أمريكا وبريطانيا وجهاز الموساد الإسرائيلي وتتولى المخابرات السعودية التنفيذ. وأضاف أن الجماعات الإرهابية ومن بينها "داعش" وجبهة النصرة" هي دمى متحركة، لافتاً إلى أن الأعداء في الخارج شكلوا 12 جماعة كل منها تتكون من 10 أشخاص ويدفعون 500 آلف دولار أمريكي مقابل كل عملية إرهابية لزعزعة الأمن والإستقرار في داخل البلاد.