الوقت-تثير المقالات التي تنشر عن الكيان الاسرائيلي في الاونة الاخيرة الكثير من علامات الاستفهام, مقالات تضع هذا الكيان تحت المجهر الذاتي ليتضح للجميع ان الكيان عبارة عن مجموعة من شذاذ الافاق و بعض المتمولين الكبار داخل امريكا الذين يحددون بسلطتهم المالية ساسية امريكا المتعلقة بما يسمى اسرائيل, واخر هذة المقالات ما نشرته صحيفة "Counterpunch" الناطقة بالانكليزية تحت عنوان "من هو الحاكم في إسرائيل؟ الحاكم الحقيقي لإسرائيل: شيلدون أديلسون"
فقالت الصحيفة "عند السوال عن من هو حاكم الكيان الاسرائيلي, حاليا "فان الجواب يأتيك مباشرة نتنياهو, ولكن الاجابة ليست صحيحة مئة بالمئة, بل هو شخص يدعى شيلدون أديلسون, الذي يعتبر من اهم الاشخاص المقربيين من نتنانياهو ، يبلغ من العمر 81، أمريكي يهودي، يملك كازينو الملك(Casino King ) المعروف و يصنف شيلدون في المرتبة العاشرة ضمن أغنى الاغنياء في العالم والتي تبلغ قيمة ثروته 37.2 مليار دولار في أحدث احصاء.
وبالاضافة الى ذلك, الكازينوهات التي يمتلكها في كل من لاس فيغاس، ولاية بنسلفانيا، وماكاو، وسنغافورة، والاغرب من هذا كله القول انه يمتلك الحزب الجمهوري الامريكي، وفي الآونة الأخيرة، الكونغرس الأمريكي، مضيفة" انه يملك أيضا بنيامين نتنياهو.
لكن فعليا" من هو شيلدون أديلسون ؟؟
هو من مواليد 4 أغسطس1933 في بوسطن، ماساتشوستس، الولايات المتحدة، هو رجل اعمال اميركي، رئيس مجلس إدارة شركة لاس فيجاس ساندز و الرئيس التنفيذي لهاو التي تدير بعض من أكبر الكازينوهات و قاعات المؤتمرات في لاس فيجاس، يملك أديلسون أيضا المجلة الإسرائيلية اليومية إسرائيل هايوم، صنفته مجلة فوربس ضمن اغناء العالم حيث احتل المرتبة الثامنة بثورة تقدر ب37.2 مليار دولار. قام شيلدون مع زوجه بتأسيس الجمعية الخيرية أديلسون فاونديشن، والتي تركز بشكل كبير على دعم قضايا تتعلق بالكيان الإسرائيلي واليهود بشكل عام، حيث تُعتبر أكبر مؤسسة خيرية داعمة للكيان الإسرائيلي.
وتعتبر علاقة أديلسون مع الكيان الإسرائيلي علاقة شخصية. تربطه علاقة عاطفية بامراة اسرائيلية تسمى مريام فاربستين.
ولدت مريام فاربستين في حيفا، وتعلمت في احدى المدارس المرموقة، وبعدها خدمت في الجيش الاسرائيلي وتحديدا" في المعهد الذي يتعامل مع الحرب الجرثومية وهو عالم متعدد الأوجه, لقى واحد من ابنائها(من زوجها الاول) حتفه جراء تناوله جرعة زائدة من المخدرات, ولذلك قالت انها ستكرس حياتها لمكافحة المخدرات.
وبسحب الصحيفة فان ميريام وادلسون وجدا في نتنياهو "الطفل الصغير" اللذان كانا يأملان ان يحكم اسرائيل باعتبارها إقطاعية خاصة بهما.
ولضمان ذلك، فعلا شيئا غير عادي: فقد اسسا صحيفة اسرائيلية، من اجل تعزيز مصالح بنيامين نتنياهو السياسية, لا لمصلحة حزب الليكود، ولكن فقط من اجل مصلحة نتنياهو الشخصية.
ثم اردفت الصحيفة "الى ان الجريدة الجديدة توزع بالمجان من اجل زيادة عدد قرائها وبالتالي تشويه سمعة من هم في الطرف المعادي لنتنياهو والتسويق له ولنهجه السياسي, والمصيبة الكبرى بحسب الصحيفة ان هذا الوحش التي تمثله "إسرائيل هايوم" ("إسرائيل اليوم") يتلقى دعم مالي بشكل غير محدود، بحيث توزع كل يوم الاف النسخ بشكل مجاني في الشوارع ومراكز التسوق وفي جميع أنحاء البلاد من قبل مئات، وربما آلاف الشباب الصغار الذين يتقاضون اموالا" لا باس بها.
ولان الإسرائيليون يحبون الحصول على الأشياء بشكل مجاني لاقت هذة الصحيفة (اسرائيل هايوم) رواجا" واسعا" في الوسط الاسرائيلي, بحيث أنها تستنزف القراء وعائدات الإعلانات من المنافس الوحيد لها - يديعوت احرونوت، لذلك كانت ردة فعل الاخيرة شرسة جدا", ترجمت من خلال الهجمات اللاذعة على صفحاتها والتي طالت تحديدا" نتنياهو. هذا الصراع تكلمت عنه وسائل الاعلام بشكل واسع, فقد علق "يوسي ورتر" وهو معلق من صحيفة هآرتس قائلا" اصبحنا نعتقد ان الانتخابات ستجرى بين احرنوت و هايوم.
واضافت الصحيفة ان الكثير من الإسرائيليين يقرأون "هايوم" ولكنهم لايحبون بالضرورة الرجل وأساليبه. لذلك تم تشجيع بعض أعضاء الكنيست لاقتراح مشروع قانون يمنع نشر الصحيفة مجانا" بشكل تام.
ولذلك فان نتنياهو وحزب الليكود فعلوا ما بوسعهم لعرقلة هذا القانون, وبالفعل جرى التصويت على القانون ففي الجولة الاولى تعرضوا لهزيمة كبيرة افقتدهم صوابهم, والمفاجئ كان ان هناك اعضاء من حزب الليكود صوتوا لصالح القانون.
وجاءت نتيجة التصويت 43 مقابل 23, فتقريبا نصف أعضاء الليكود نأوا بأنفسهم عن التصويت فيما صوت وزير الخارجية أفيغدور ليبرمان وحزبه لمشروع القانون, وكذلك فعل الوزراء يائير لبيد وتسيبي ليفني.
ولكي يصبح القانون ساريا لابد مروره بعدة محطات من التصويت الى اللجان, لذلك كان هناك كثير من الوقت لكي يدفنه نتنياهو في احدى اللجان, هذا القانون اغضب نتنياهو كثيرا" ادى الى رفضه حضور ليفني و لبيد مجلس الوزراء مما ادى الى تشتت الكنيست وفرط الإئتلاف الحكومي.
ان اندفاع نتنياهو الى هذا الحد في الوقوف امام هكذا قانون يوضح مدى العلاقة القوية بينه وبين اديلسون, بل ربما يكون الاخير هو الحاكم في مجلس الوزراء او قد يكون هو صانع الحكومات.
واضافت الصحيفة "المال يلعب دورا متزايدا في السياسة ويتم إجراء الدعاية الانتخابية على شاشات التلفزيون، وهو أمر مكلف للغاية في كل من الكيان الإسرائيلي والولايات المتحدة، ففي الانتخابات الرئاسية الأميركية الأخيرة، سكب أديلسون الأنهار الدولارات وسانده كلا" من نيوت غينغريتش و ميت رومنيب بمبالغ ضخمة من المال وكل ذلك كان عبثا" لان النتائج جاءت على عكس ما يشتهون, ولعل الأميركيون لا يرغبون في أن يحكمهم رؤساء الكازينوهات.
ان حملت أديلسون للانتخابات الرئاسية المقبلة في امريكا قد بدأت في وقت مبكر,فقد استدعي الى كازينو HQ الواقع في لاس فيغاس جميع المرشحين الجمهورين البارزين، مستوضحا" عن ولائهم له – ولنتنياهو, و لم يكن أحد يجرؤ على رفض الاستدعاء فتلك الدعوة اشبه مايكون لدعوة عضوا في مجلس الشيوخ الروماني من قبل القيصر.
صحيفة إسرائيل هايوم هي، بطبيعة الحال، آلة الدعاية الكبيرة، المكرسة تماما لإعادة انتخاب نتنياهو.
ويبدو من الغريب في بلد يسمح للاجنبي و يعيش خارج البلاد، ان يكون لديه مثل هذه القوة الهائلة على مستقبل الكيان الاسرائيلي، وصناعة مستقبلها.
ووفقا للعقيدة الصهيونية، إسرائيل هي دولة اليهود، كل اليهود فكل يهودي في العالم ينتمي إلى إسرائيل، حتى لو كان يقيم مؤقتا في مكان آخر. وقبل أيام قليلة، قال نتنياهو علنا ان اسرائيل ليست للاسرائيلين فقط وانما لكامل "الشعب اليهودي".
واضافت الصحيفة " وفقا لذلك، أديلسون لا يعد اجنبيا" بل هو واحد من الاسرائيلين ،رغم انه لا يملك حق التصويت في إسرائيل, لكن الكثير من الناس اليهود، بمن فيهم أديلسون نفسه، يعتقدون انه، كونهم يهوديا، لديهم الحق الكامل للتدخل في شؤون اسرائيل.
ثم اردفت قائلة" على سبيل المثال، تعيين السفير في الولايات المتحدة, رون ديرمر الذي هو اميركي، ولد في ميامي، كان ناشطا في سياسة الحزب الجمهوري, ولتعيين موظف أمريكي من الحزب الجمهوري سفيرا لإسرائيل في إدارة ديمقراطية قد يبدو غريبا, ولكن ليس غريبا إذا عمل نتنياهو تحت إمرة شيلدون أديلسون.
كان أديلسون ولا يزال العراب الاساسي لتل ابيب في واشنطن, ومن الذين لديهم نفوذ واسع داخل مجلس الشيوخ والكنغرس وهذا ما ساعده على التحضير لكلمة نتنياهو في الكنغرس بدون علم اوباما الذي جن جنونه رافضا" مقابلته في البيت الابيض.
من وجهة نظر المصالح الحيوية للكيان الاسرائيلي ان من محض الجنون استفزاز رئيس امريكا، الذي يسيطر على تدفق الأسلحة الأمريكية للكيان الإسرائيلي, وعلى حق النقض الفيتو في الأمم المتحدة. ولكن من وجهة نظر أديلسون، الذي يريد انتخاب رئيس جمهوري في عام 2016، هذا امرا منطقيا", فلقد هدد اعضاء الكنغرس بالمال لكل من يتغيب عن خطاب نتنياهو. لذلك أننا نقترب حرب مفتوحة بين الحكومة الإسرائيلية ورئيس امريكا, ومن مصير مجهول يحدده فقط اديلسون.