الوقت- لم تعد السيطرة على العراق والشام هدف داعش الإرهابي فحسب، بل انطلق ارهاب المجموعات التكفيرية الداعشية يطال العالم باسره. واصبح قتل الابرياء على ايدي الدواعش في انحاء البلاد امرا عاديا تستفيد منه داعش الإرهابي لبسط نفوذها على الدول التي تحلو لها. واليوم مثل سلفه، داعش تطال ابرياء، اجرامهم الحقيقي انهم لا ينتمون اليها، مصريون مسيحيون يقيمون في ليبيا تم ذبحهم على الطريقة الداعشية، و ها هو شعار بالذيح جئناكم يبرز من جديد ارهاب هذه المجموعات المسعورة. فما هي قصة داعش ليبيا مع المصريين؟
داعش تذبح 21 قبطيا مصريا
نشر تنظيم "داعش" الإرهابي في ليبيا والمعروف باسم "ولاية طرابلس"، مقطع فيديو عبر موقع التواصل الاجتماعي "تويتر"، مساء اليوم الاحد، يحتوي مشاهد ذبح مصريين اقباط كان التنظيم قد اختطفهم في شهر ديسمبر الماضي، وأعلن ذبحهم أمس الأحد.
وقد نشر الخبر في حساب إلكتروني لأحد مقاتلي التنظيم يدعى أبو ليان القصيمي، مرفقا بمقطع فيديو باسم "رسالة موقعة بالدماء إلى أمة الصليب".
وأظهرت الصور التي نشرها التنظيم معاملة مشينة من عناصر التنظيم للاسرى، حيث ساقهم واحدا واحدا. وأظهرت احدى الصور تلطخ مياه البحر بلون الدم، في استعراض متوقع من التنظيم الدموي.
وفور انتهاء التنظيم الارهابي من اعدام المصريين المسيحيين، أعلن المسؤول عن عملية الذبح اعتزام التنظيم فتح العاصمة الإيطالية، روما.
وقال قائد "فريق الذبح" في ما يسمى "ولاية طرابلس"، بطل مقطع الفيديو الذي أصدره مركز الحياة للإعلام التابعة لداعش، "سنفتح روما بإذن الله".
لماذا البحر؟
الفيديو الذي بثه تنظيم "داعش" لإعدام المصريين الـ21 المختطفين في ليبيا، اظهر أن عملية الذبح جرت على شاطئ البحر، ما أثار تساؤلات بشأن المغزى من ذلك.
وأجابة على ذلك قال أحد عناصر التنظيم ملوحا بسكينه:"هذا البحر الذي أغرقتم فيه الشيخ اسامة بن لادن سنغرق فيه دماء هؤلاء".
وأضاف عضو التنظيم: "هذه العملية انتقام لزعيم تنظيم القاعدة الراحل أسامة بن لادن، الذي ألقته قوات المارينز الأمريكية في المحيط عقب قتله في ايار 2011".
ردة الفعل المصرية
بعد انتشار الخبر بقتل المصريين، اصدر الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي بيانا نعى فيه إعدام هؤلاء الرهائن على يد التنظيم الإرهابي، وأعلن الحداد 7 أيام حزنا عليهم، كما دعا لاجتماع عاجل لمجلس الدفاع الوطني.
واعتبر السيسي، ان مصر تحتفظ بحق الرد للقصاص من قتلة الأقباط المختطفين في ليبيا مقدما التعازي للشعب المصري وأهالي الضحايا، قائلا انه امر الحكومة بالوقوف بجانب اهالي الضحايا، وتقديم كافة أشكال الدعم. وأضاف أنه وجه باستمرار قرار الحكومة بمنع السفر نهائيا إلى ليبيا، وتسهيل عودة المصريين الراغبين في ذلك.
وبدأت ردود الفعل المصرية الرسمية والشعبية، مستنكرة هذه العملية الهمجية، وانتشرت حالة من الحزن في مواقع التواصل الاجتماعي على إعدام الرهائن المصريين. وبعث الأزهر الشريف بتعازيه إلى بابا الأقباط تواضروس الثاني في ضحايا العمل الإرهابي الجبان، وأكد انه لا يمت إلى دين من الاديان ولا عرف من الأعراف الإنسانية.
و قبل اقل من 24 ساعة على بث فيديو قتل المصريين، اصدرت القوات المسلحة المصرية بيانا قالت فيه، إن مصر وجهت فجر يوم الاثنين ضربة جوية مركزة ضد أهداف تابعة لتنظيم داعش الإرهابي في ليبيا بعد اقل من يوم من نشر مقطع الفيديو الذي يظهر قيام التنظيم بذبح 21 شابا مسيحيا مصريا.
وجاء في البيان انه :"فجر اليوم الاثنين قامت القوات المسلحة المصرية بتوجيه ضربة جوية مركزة ضد معسكرات ومناطق تدريب ومخازن وذخائر تنظيم داعش الارهابي بالأراضي الليبية، في منطقة "درنة" وقد حققت الضربة أهدافها بدقة وعادت القوات الجوية إلى قواعها سالمة".
لماذا اختار الجيش المصري "درنة" للرد:
درنة، هي مدينة ساحلية في شمال شرق ليبيا، واقعة على بعد كيلومترات قليلة من الحدود مع مصر، وكانت أولى المدن الليبية التي شهدت مبايعة علنية للتنظيم، عندما نشر مسلحو "مجلس شورى شباب الإسلام"، في تشرين أول الماضي، شريطا مصورا يظهر فيه مبايعته لزعيم "داعش"، أبو بكر البغدادي.
و يذكر صحافيو شبكة الـ"CNN " العالمية ان "العلم الأسود لداعش يرفرف فوق جميع المباني الإدارية فيها وسيارات الشرطة تحمل شارة هذا التنظيم ويستخدم ملعب كرة القدم لعمليات الإعدام العلنية فيها.
وبحسب صحيفة "دير شبيغل" الألمانية، فقد اصبح بالمدينة الساحلية محاكم تطبق القانون على اساس الشريعة الإسلامية وشرطة إسلامية تقوم بدوريات في الشوارع، كما تم بناء جدار فاصل بين طالبات وطلاب الجامعات مع ازالة الاختصاصات في مجالات القانون، والعلوم الطبيعية واللغات، وكل من يعارض النظام القائم يعرض نفسه للموت، لتصبح درنة بذلك معسكرا للإرهاب.
ويعتبر بعض المراقبين الغربيين والمحللين مدينة درنة معقلا تاريخيا فعليا للمتشددين في ليبيا، وبحسب وكالة "رويترز"، تحول ميناء المدينة إلى نقطة تجمع للمتشددين والمتعاطفين مع القاعدة.
وقال مسؤولو امن مصريون ان 15 من عناصر داعش، بزعامة مواطنين احدهما مصري والاخر سعودي، توجهوا الى درنة قادمين من سوريا في ايلول الماضي في محاولة لحشد تاييد واقامة فرع للتنظيم في ليبيا.
وبحسب الـ"CNN "، فان عدد مقاتلي داعش في درنة يبلغ 800 عنصر ويديرون نحو 6 مخيمات باطراف المدينة وفي الجبال القريبة يتم فيها تدريب عناصر من مختلف دول شمال افريقيا.
و تقول صحيفة "الحياة" اللندنية، ان درنة فعليا "امارة إسلامية" خارج سيطرة السلطات الليبية، حتى قبل إعلان "داعش"، فقد استقطبت العديد من المقاتلين الأجانب بانتظام منذ سقوط نظام القذافي عام 2011، ليتم تدريبهم قبل ارسالهم الى العراق و سوريا.
الحكومة المصرية اذا اخذت ثار شهدائها قبل مرور يوم على شهادتهم و توعدت بالحرب على داعش الارهابي لكن الملفت في الامر ان داعش لم تعد تعتبر حدودها في العراق والشام فقط، و الاخطبوط الداعشي يتمدد شيئا فشيئا للقبض على اطراف الدول كافة فمتى سينتفض العالم لتقطيع اوصال الاخطبوط الداعشي؟ سؤال برسم المستقبل...