الوقت- "سنصنع لهم إسلاماً يناسبنا" مقولة لرئيس وكالة المخابرات الأمريكية CIA السابق "جيمس وولسي". اسلام يساعدهم على تفتيت الاسلام, واظهاره خاليا" من الجوهر والمضمون, اي اسلام الجهل والسيف والخوف والتخلف, معتمدين على جهلاء الامة, ولا يريدونه على طريقة ايران الاسلام المبني على التسامح والثقافة والفن, ويجعل من المواطن عالما "او مثقفا" ينهض بالمجتمع والامة.
لذلك سعوا بكل ما لديهم من اجل طمس الحضارة والتاريخ, بسرقتهم الكتب القيمة وتدمير المكاتب كما حدث في العراق ايام الاحتلال البريطاني, وها هي داعش الارهابي الذي ولد من رحم افكارهم تعيث فسادا "في التاريخ والفن والثقافة متممة" ما خططوا له من الامعان في تدمير الارث الثقافي والعلمي.
"داعش" المغول الجدد
ما فعله تنظيم داعش الارهابي في العراق تحديدا" نسخة جديدة عن المغول, المداهمين في العصور الوسطى، الذين نهبوا بغداد عام 1258، وألقوا مجموعات الكتب القديمة من مجالات التاريخ والطب وعلم الفلك في نهر دجلة، حيث روي أن المياه تحولت إلى اللون الأسود من الحبر الجاري .
فمغول العصر لا يختلف عن القدامى والفرق الوحيد هو أن المغول رموا الكتب في نهر دجلة، بينما الآن داعش تحرقها ... طريقة مختلفة، ولكن نفس العقلي.
لذلك فعندما اجتاح مسلحو "تنظيم داعش الارهابي" المكتبة المركزية في الموصل في وقت سابق، كانوا في مهمة لتدمير عدو مألوف هو أفكار الآخرين.
وقال السكان إن المتطرفين حطموا الأقفال التي كانت تحمي أكبر مستودع للتعلم في المدينة الواقعة شمالي العراق، وقاموا بتحميل حوالي 2000 كتاب، بما في ذلك قصص الأطفال والشعر والفلسفة، ومجلدات عن الرياضة والصحة والثقافة والعلوم، وذلك في 6 شاحنات من طراز بيك أب، وتركوا النصوص الإسلامية فقط، وفق ما أوردت وكالة "أسوشيتيد برس".
ووفقا لرجل ممن يعيشون في الجوار نقل عبارة قالها له مسلح من داعش: "هذه الكتب تروج للكفر وتدعو إلى عصيان الله، لذلك سيتم حرقها".
وقال الرجل إن المسؤول في "تنظيم داعش الارهابي" ألقى كلمته المرتجلة أثناء تعبئة الآخرين للكتب في أكياس الطحين الفارغة.
ومنذ سيطرة أعضاء التنظيم على مناطق في العراق وسوريا المجاورة، سعوا لتطهير المجتمع من كل ما لا يتوافق مع تفسيرهم العنيف للإسلام، فدمروا بالفعل العديد من القطع الأثرية التي اعتبروها وثنية، وحتى المواقع الإسلامية التي اعتبروها وثنية، وأصبحت الكتب حاليا بشكل متزايد مستهدفة أيضا.
وتضم الموصل، وهي أكبر مدينة في الخلافة التي أعلنها "التنظيم"، سكانا" متعلمين ومتنوعين نسبيا"، وهم الذين يسعون إلى الحفاظ على المواقع التراثية والمكتبات.
فالمجموعات التي يعتقد أنها دمرت في المكتبة المركزية هي الصحف العراقية التي يرجع تاريخها إلى أوائل القرن العشرين والخرائط والكتب من الإمبراطورية العثمانية ومجموعات كتب قدمتها نحو 100 من العائلات الراسخة في الموصل.
وبعد يوم من نهب المكتبة المركزية، اقتحم المسلحون مكتبة جامعة الموصل، وأضرموا النار في مئات من كتب العلم والثقافة، مدمرين إياها أمام الطلاب.
بعد سيطرته على الموصل الصيف الماضي، دمر هذا النظيم الارهابي عشرات المواقع التاريخية، بما في ذلك أضرحة في مساجد أقيمت منذ قرون.
ومن جهتها أدانت منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة "اليونسكو" في باريس، عملية حرق آلاف الكتب في الفلسفة والقانون والشعر والعلوم في الموصل، والتي جرى حرقها عمدا على أيدي تنظيم داعش الإرهابي في الأسابيع الماضية.
وقال أستاذ التاريخ في جامعة الموصل إن "المتطرفين بدأوا في تدمير مجموعات كتب في المكتبات العامة الأخرى الشهر الماضي"، وأفاد بوجود أضرار جسيمة بشكل خاص للمحفوظات في مكتبة سُنية، وفي مكتبة الكنيسة اللاتينية البالغ عمرها 265 سنة، وفي دير الآباء الدومينيكان، ومكتبة متحف الموصل مع الأعمال التي يعود تاريخها إلى 5000 سنة قبل الميلاد.
وقالت اليونسكو في بيان، أن هذا الأمر سيكون واحدا من أكبر أعمال التدمير المتعمدة للكتب في تاريخ البشرية. وذكر البيان أن "حرق الكتب يندرج في خط الهجوم على المعرفة والثقافة والذاكرة. ويعكس هذا العنف مشروع تعصب، يستهدف على حد سواء الناس وكل أدوات التفكير.
ان كل تفعله داعش يتنافى مع مفاهيم الرسالة المحمدية وما كان يوصى النبي محمد(ص) الذي قال" لا تغلوا و لا تمثلوا، ولا تغدروا، ولا تقتلوا شيخا فانيا ولا صبيا ولا امرأة، ولا تقطعوا شجرا إلا أن تضطروا إليها وأيما رجل من أدنى المسلمين".