الوقت- أحبط الجيش السوري وحلفائه بالأمس هجوم جبهة النصرة على جبهة مزارع الملّاح بالأمس ما أدى إلى فشل عملية "كسر الحصار" التي أعلنتها.
فبعد أيّام من إقتراب الجيش السوري من طريق الكاستلو شمالاً وقطعه ناريّاً، سَعَت الفصائل المسلحة وبقيادة جبهة النصرة لعملية عسكرية هدفها فَكُّ الحصار عن أحياء حلب الشرقية الخاضعة لسيطرتها من منطقة مزارع حريتان ومنطقة الكاستلو جنوب غرب مزارع الملّاح إنطلقَ هٌجوم النصرة، وبعربتين مفخّختين فُجّرت قبيل وصولهما إلى نقاط الجيش السوري بالصواريخ الموجّهة.
على صعيد متّصل، شنّت الطائرات الروسية والمروحيات السورية غارات مكثّفة على الخطوط الخلفية للمسلحين في الكاستلو وضهرة عبد ربه ومزارع حريتان ومنطقة الشقيف، إضافة إلى إستهداف مواقع حسّاسة للمسلحين، أبرزها مقر غرفة قيادة عمليات الملاح بالقرب من كفر حمرة في ريف حلب الشمالي، والتي دٌمّرت بشكلٍ كامل.
شراسة المواجهة والقصف العنيف بالمدفعية والراجمات السورية خلّفت قتلى وجرحى في صفوفهم بينهم قادة، عرف منهم العقيد المنشق "محمد بكار" والرائد المنشق "زهير حربا" القادة البارزين في فيلق الشام، والقائد العسكري في كتائب الصفوة الإسلامية "عبد الرحمن منصور". كما أصيب القائد العسكري لحركة نور الزنكي "عثمان حسين"، وتحدّث المرصد المعارض عن مقتل 29 مسلحاً من جبهة النصرة و"فيلق الشام" في معارك الملّاح، في حين أن مصادر أخرى أكّدت أن عدد القتلى بلغَ الخمسين مسلحاً.
معارك داخل مدينة حلب
في مدينة حلب، وبالتزامن مع هجوم الريف الشمالي، إندلعت إشتباكات عنيفة وسط المدينة في محيط قلعة حلب، دون تغيّير في خريطة السيّطرة، وقد سجّل سقوط عدد من القذائف على أحياء حلب المدينة في ضاحية الأسد والحمدانية والجميلية ما أدى إلى استشهاد خمسة مدنيين وعدد من الجرحى.
تقدّم مهمّ للجيش السوري في معامل الليرمون أحرزه على حساب جبهة النصرة والفرقة 16، حيث سَيطر الجيش على محالج الثورة والرّصافة وتشرين ومباني الكولونيز ومعمل التبغ، ليقترب من دوار الليرمون ويزيد الخناق على حي بني زيد في الشمال الغربي الذي يحدّه من الجهة الشمالية حي الشيخ مقصود الخاضع لسيطرة الأكراد، حي بني زيد يعدّ مركزاً لإطلاق 70% من القذائف وجرر الغاز المتفجرة على أحياء حلب الغربية، والذي راح ضحيتها مئات الشهداء والجرحى من المدنييّن. وقد تزامن هذا التقدم مع عمليات الريف الشمالي بفرضه طوقاً على حلب المدينة من الشمال وكمّاشة من جهة المدينة هدفها على ما يبدو وصل قواته من الشمال والشمال الغربي، ويمهّد لمعارك جديدة تسقط حي بني زيد ومعامل الليرمون بالكامل.. وربّما تمتد إلى الريف الشمالي بشكلٍ كامل.
يذكر أن الكاستلو هي عبارة عن هضبة مرتفعة جاءت تسميتها بسبب وجود مجمع مطاعم ومقصف سياحي، وتشرف على بعض الأحياء الغربية للمدينة وتعتبر بوابة حلب من الجهة الشمالية الغربية ونقطة وصل بين المدينة إلى ريف حلب الشمالي وصولاً إلى تركيا "طريق غازي عنتاب - تركيا"وطريق الكاستلو يبلغ طوله أربعة كيلو مترات.