الوقت- فيما تضاربت المعلومات حول عدد القتلى الذين راحوا ضحية أعمالٍ جرت خلال مباراة الفريقين المصريين، بدأ تضارب المسؤوليات بين الشرطة المصرية وأعضاء من ألتراس وايت نايتس (فريق نادي الزمالك). فما الذي جرى؟ ومن يتحمل المسؤولية؟ يذكر أن المجزرة التي حصلت مساء أمس الأحد هي الثانية لمشجعي الأندية والتي وقعت لمشجعي فريق نادي الزمالك، وهي أكبر ثاني مجزرة بعد مجزرة مشجعي فريق النادي الأهلي في مدينة بورسعيد التي قتل فيها 72 مشجعا من "ألتراس أهلاوي" عام 2011.
أولاً: ما هي الرواية الرسمية؟
جاء في الرواية الرسمية على لسان وزارة الداخلية " أن عشرات الآلاف من المشجعين تدافعوا مساء أمس الأحد لاقتحام بوابات ملعب الدفاع الجوي المقامة عليه مباراة بين ناديي الزمالك وإنبي، وأصيب عشرات الأشخاص نتيجة التدافع". وأوضحت وزارة الداخلية - في بيان صحفي- أن " قوات الأمن قامت بتنظيم دخول حاملي التذاكر عبر بوابات الملعب، وقامت بتفريق المشجعين ممن حاولوا اقتحام ملعب المباراة بدون تذاكر، حيث توجهوا إلى الطريق المؤدي إليه وقاموا بتعطيل حركة المرور في الاتجاهين". وقالت إنهم حاولوا إيقاف الحافلة التي تقل لاعبي فريق الزمالك ومنعهم من الوصول إلى الملعب وإضرام النيران في إحدى سيارات الشرطة، وتم تفريقهم وتأمين وصول اللاعبين والجهاز الفني لأرض الملعب. وأضاف البيان أن الأجهزة الأمنية تلقت بلاغا يفيد بوفاة عدد من المصابين نتيجة التدافع، وأنه تم إخطار النيابة العامة. وتابع البيان أنهم "حاولوا اقتحام بوابات الملعب بالقوة، مما دعا القوات إلى الحيلولة دون استمرارهم في التعدي على منشآت الملعب". وقد نفت الشرطة استخدام الرصاص أو الخرطوش ضد حشود المشجعين فيما وصفت رابطة المشجعين(ألتراس وايت نايتس) ما حدث بالمجزرة.
ثانياً: ماذا في الروايات الأخرى؟
بحسب صفحة وايت نايتس عبر الفايس بوك، بدأت المجزرة الجديدة عندما أقدمت قوات الشرطة على إطلاق الغازات المسيلة للدموع والرصاص الخرطوش على المشجعين وهم يقتحمون قفصاً حديدياً وضعته الشرطة للحد من مرورهم وضمان تفتيشهم بدقة، بعدما تركوهم ليتدافعوا. وقالت الرابطة إن "الداخلية تبادر الجماهير بقنابل الغاز المدمع أمام ملعب الدفاع الجوي، وحالات إغماء واختناق بالجملة". وأضافت "إن الشهداء الآن يرقدون في مستشفيات القاهرة الجديدة، وجار التعرف عليهم لإبلاغ ذويهم". وتابعت أن الداخلية خصصت بوابة حديدية محاطة بأسلاك شائكة لا تحتمل إلا دخول فرد واحد، وعند تدافع الناس بدأ الضرب بالغاز والخرطوش.
بدورها قالت حركة 6 أبريل إن ما جرى في ملعب الدفاع الجوي بـالقاهرة هو محاولة للتغطية على التسريبات التي صدرت مؤخرا عن مكتب الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي عندما كان وزيرا للدفاع قبل أيام من ترشحه لرئاسة الجمهورية حول علاقة مكتبه بدول الخليج الفارسي.
فيما نقلت وسائل إعلام عن شهود عيان بقيام جماهير الزمالك بإشعال النيران في سيارات تابعة للشرطة أمام الملعب بعد تعدي الأمن عليهم. وقالت مصادر أخرى أن معظم الضحايا قتلوا نتيجة إصابتهم بالرصاص الحي أو الخرطوش، وإن عددا قليلا منهم ماتوا نتيجة التدافع أو الاختناق، مضيفا أن أعداد القتلى مرشحة للإرتفاع، وأن هناك نحو خمسين مصابا حالاتهم حرجة أصيبوا بالرصاص الحي في البطن والرأس.
وكان قد أعلن التلفزيون المصري عقب هذه الأحداث الدامية أن مجلس الوزراء قرر تأجيل دوري كرة القدم إلى أجل غير مسمى. وقد سادت حالة من الغضب والذهول بين ذوي الضحايا بعد أن رفض المسؤولون عن مشرحة زينهم دخولهم للتعرف على قتلاهم، كما تحدث شهود عيان عن إجبار السلطات لهم على التوقيع على إقرار بانتحار ذويهم قبل السماح لهم باستلام جثثهم.
محمد موسى أمين الاعلام والمتحدث الاعلامي لحزب المؤتمر كان قد وصف قتل بعض المشجعين امام استاد الدفاع الجوي، بالحادث المدبر من قبل بعض المجموعات وذلك بعد فشلهم في تحويل المطرية لبؤرة إرهابية فقاموا بالتخطيط لهذه الفاجعه الكبيرة مثل التي حدثت، للفت النظر إلي ان مصر بها توترات وعدم إستقرار.
ورأى أن هذا الحادث إستغلال لواقع سياسي حيث انه جاء قبل زيارة الرئيس الروسي بيوم واحد وذلك لأفشال الزيارة.
وحمل موسي إتحاد الكره ووزاة الرياضة مسؤولية ما حدث حيث أنهم لم يفكروا فيما يحدث في مصر من أحداث بل كان همهم كيفية عودة الجماهير الى الملاعب دون النظر لما تمر به البلاد من أعمال إرهابية تحمل الأمن أعباء فوق أعبائه ورأى أنه كان من المفترض تأجيل هذه المباراة لما بعد زيارة الرئيس الروسي لمصر حيث ان الاجواء التي سبقت المباراه كانت لا تبشر بالخير.
وقال "موسى" إن ما حدث اليوم يؤكد ان هناك مجموعات دخيلة تلعب دور الطرف الثالث ومهمتها إحداث فتنة في البلاد وتحديدا من خلال احداث مشاكل بين جماهير الأولتراس والشرطة وتستغلها في تنفيذ مخططات عنف لخدمة أهدافهم.
في ظل تضارب المسؤوليات لا بد من انتظار الأيام المقبلة لكي يتبين حقيقة ما جري ومن الذي يقف وراءه ولكنه من المؤكد أن هناك من لا يريد لمصر الإستقرار، بل يريد لها الإنزلاق الى الفتنة من جديد. فماذا ستبين الأيام المقبلة في مصر، في ظل واقعٍ من الإستياء لما جرى أمس؟؟؟