الوقت - بعد أشهر من تعرض محافظة الانبار العراقية لهجوم تنظيم داعش الارهابي اعلنت عشائر المحافظة النفير العام ضد داعش في إطار حلف جديد، وأكد القائمون عليه أنه يضم جميع عشائر المحافظة التي يسيطر التنظيم على 85 في المئة من مساحتها.
وكشف شيخ عشيرة البو فهد الشيخ رافع الفهداوي، أن هذا الحلف هدفه توحيد الصف من أجل محاربة التنظيم، وقال : أن كل العشائر في الأنبار موجودة في هذا الحلف، فالكل مجمع على طرد المسلحين وتطهير الأرض من أجل عودة الأمن والسلام والمهجرين والنازحين الذين زاد عددهم على المليون.
ويلتقي أكثر من ثلاثة آلاف من أبناء عشيرة البوفهد والمناطق القريبة في شرق الرمادي وذلك من أجل التدريبات في قاعدة الحبانية العسكرية مع كثير من أبناء العشائر العربية في محافظة الأنبار .
وقال رئيس مجلس محافظة الأنبار صباح كرحوت إنه من أصل 24 ألف منتسب في جهاز شرطة المحافظة يوجد حالياً عشرة آلاف شرطي فقط ، وشدد كرحوت على ضرورة تسليح وتدريب المتطوعين من أبناء الأنبار للتصدي للهجمات المستمرة من قبل مسلحي تنظيم داعش الارهابي على المناطق في مدن الأنبار، كاشفاً عن وجود عمليات عسكرية وأمنية واسعة النطاق في محافظة الأنبار ضد تنظيم داعش .
وتأتي هذه التطورات الميدانية في وقت اجرى وفد من الأنبار محادثات في واشنطن، وطالب الوفد أميركا بسلاح نوعي وبوجود للقوات الأميركية على الحدود العراقية - السورية لمنع تسلل الإرهابيين وضرورة إرسال خبراء عسكريين ومستشارين أميركيين إلى قاعدة الحبانية لتدريب قوات الأمن ومتطوعي العشائر العراقية .
في هذه الاثناء اعلن رئيس مجلس محافظة الانبار صباح كرحوت أن رئيس الوزراء حيدر العبادي وافق مبدئياً على دعم واشنطن لمحافظة الأنبار من خلال الحكومة المركزية، لافتاً الى أن العبادي وعد بزيادة الدعم للقوات الامنية ومقاتلي العشائر في الانبار.
وقال كرحوت : إن وفداً من حكومة الانبار برئاستي التقى رئيس الوزراء حيدر العبادي في بغداد وبحث معه جميع المواضيع التي ناقشها وفد الانبار خلال زيارته الى واشنطن .
واضاف كرحوت، أن العبادي وافق مبدئياً على دعم واشنطن للانبار من خلال الحكومة المركزية، وزيادة الدعم بالتسليح والتجهيز للقوات الامنية ومقاتلي العشائر لغرض تحرير الانبار من تنظيم داعش الارهابي .
واشار كرحوت الى أن الوفد بحث مع العبادي ضرورة ايصال المواد الغذائية والمساعدات الانسانية والمشتقات النفطية الى اهالي المحافظة بسبب الظروف التي يعيشونها هناك.
الى ذلك قال أعضاء من وفد عشائر الانبار الذي زار واشنطن ان جدول لقاءاتهم تضمن اجتماعا مع نائب الرئيس الاميركي جو بايدن، والمنسق الأميركي الجنرال جون آلن وفريقه، ورئيس الأغلبية الجمهورية في الكونغرس، ومساعدي وزير الدفاع الأميركي لشؤون التسليح والتدريب، ولشؤون الشرق الأوسط.
ورجحوا انه بحلول نيسان المقبل، ستنتهي استعدادات امريكا لبدء معركة تحرير الانبار بقطع خط الإمدادات مع سوريا، واكدوا ان هناك "قيد الدرس" أفكارا بنشر قوات برية أميركية على الحدود الفاصلة مع سوريا لذلك الغرض، كما ستصل في وقت قبل ذلك بقليل، أولى شحنات السلاح الأميركي الجديد المخصص الى القوات السنية ضمن تشكيلات الحرس الوطني.
وستجهز واشنطن بحسب وفد الأنبار الذي عاد مؤخرا من امريكا، ما يعادل فرقتين عسكريتين في المحافظة، بسلاح اقل مستوى من تجهيز الجيش واعلى من تسليح الشرطة، فيما ستبدأ واشنطن بتكثيف عمليات التدريب للقوات العراقية في معسكرات جديدة شرق الفلوجة، وتفتح مقر عمليات في المحافظة، بينما ستقتصر الضربات الجوية على قادة "داعش الارهابي" ومراكز تجمعهم.
بالمقابل يؤكد أعضاء الوفد الانباري ان امريكا طالبتهم بدعم حكومة حيدر العبادي، وأبدت قلقها من "الميليشيات"، ولم تشترط او تأخذ اي تعهدات مقابل إعطاء السلاح باستثناء تأكيدها على مرور الصفقة عن طريق الحكومة العراقية.
الى ذلك قال قائممقام حديثة، غربي الانبار، عبدالحكيم الجغيفي وهو احد اعضاء الوفد ايضا ان "واشنطن لديها خطة لتحرير الانبار وباقي المناطق التي يسيطر عليها المسلحون من خلال قطع خط الامدادات الواصل بين العراق وسوريا"، مشيرا الى ان "الوفد طالب المسؤولين العسكريين بنشر قوات برية أميركية على الحدود لتمكينهم من قطع خط الإمدادات".
ويرجح الجغيفي ان "توافق امريكا على طلب الوفد وتنشر قوات برية على الحدود الفاصلة بين العراق وسوريا، على الرغم من تأكيده ان واشنطن قالت بانها ستدرس الأمر ولم تؤكد موافقتها".
بالمقابل يؤكد الجغيفي بأن "الأسلحة الاميركية الجديدة ستبدأ في الوصول الى الانبار نهاية شهر آذار المقبل"، مرجحا ان تكون استعدادات معركة تحرير الانبار جاهزة في بداية شهر نسيان المقبل، نافيا في الوقت ذاته توقيع الوفد على اي وثيقة او تعهد مقابل الموافقة على تسليح القوات في الأنبار، باستثناء طلبهم ان تتم عملية التسليح عبر الحكومة العراقية، فيما يقول الجيغفي بانهم "ذهبوا ليحركوا الاجواء في واشنطن للحصول على الدعم وغير مخولين بالتوقيع على اي وثيقة او ابرام اتفاقية".
في موازاة ذلك كشف عضو اخر في الوفد وهو قائممقام الفلوجة فيصل العيساوي عن ان "واشنطن وافقت على فتح مركز عمليات مشترك مع عمليات الانبار في المحافظة، لمتابعة العمليات العسكرية عن كثب، وزيادة التعاون والضربات الجوية".
وقال العيساوي ان "الوفد الذي زار واشنطن التقى مع اغلب المسؤولين في البيت الابيض والبنتاغون والكونغرس ومعاهد البحث والفكر في الولايات المتحدة، حيث التقى الوفد مع نائب الرئيس الأميركي جو بايدن، والمنسق الأميركي الجنرال جون آلن وفريقه، ورئيس الأغلبية الجمهورية في الكونغرس، ومساعدي وزير الدفاع الاميركي لشؤون التسليح والتدريب، ولشؤون الشرق الأوسط".
هذا ويتخوف المراقبون من ان تكون امريكا تخفي نواياها الحقيقية من خلال ارسال قوات برية الى الانبار بذريعة قطع طريق امدادات داعش الارهابي بين العراق وسوريا حيث يمكن للقوات العراقية القيام بهذا الامر اذا توفرت الاسلحة والعتاد الكافيان من اجل ذلك.
