الوقت- کان وزير الخارجية الروسي السابق في التسعينات يفغيني بريماكوف قد اقترح تشکیل ثلاثیة روسيا والصين والهند للتصدي لنظام أمريكا الأحادي القطبية. وفي حین کانت هذه الخطة تبدو ممکنة قبل 10 سنوات، إلا أنها لم تحدث عملیاً بسبب المصالح المختلفة للبلدان المذكورة. والآن تحاول روسيا مرة أخرى من خلال الاقتراب المتزامن من الصين والهند، خلق توازن أمام نهج الحضور في آسیا الوسطى.
طبعاً الدول الثلاث ونتیجة التنافس علی آسيا الوسطى، لا تستطیع أیضاً أن تتوحد بشکل کامل، ولکن قد تفضل موسكو الاقتراب من الهند علی الشراکة مع الصین. وسبب هذا الاحتمال هو أن مصالح الصين وروسيا تتناقض في آسيا الوسطى أکثر من مصالح الهند وروسيا.
وفي السنوات ال 25 التي مرت منذ انهيار الاتحاد السوفياتي، کانت الهند منشغلة بتحسين العلاقات مع دول آسيا الوسطى، والعديد من دول هذه المنطقة أیضاً حريصة على تحسين العلاقات التجارية مع الهند، وتعتبر نيودلهي بوابة التجارة مع أوروبا ودول الكومنولث.
الحكومة الهندية بقیادة "نارندرا مودي" لها سياسة خارجية أكثر نشاطاً، وقد أعلنت أن النظام الأمیرکي الأحادي القطب لم یحدث، وأن التعاون بین الصين والهند وروسيا سیؤدي إلی التوازن العالمي. وعلى الرغم من هذا، تری نيودلهي أن الصين هي المنافس الاستراتيجي لها في آسيا الوسطی، والعقبات التي تضعها الصين في بناء أنابيب "تابي" ، مثال على النهج الاستراتيجي الصيني من جهة، والهندي والروسي من جهة أخری في آسیا الوسطی.
ورغم هذه المنافسات، قد تکون "منظمة شنغهاي للتعاون" مکاناً لتکوین الأرضیة المناسبة للعلاقات الاستراتيجية بين الصين وروسيا والهند. والإعلان الأخیر لهذه المنظمة والذي یتحدث عن احتمال تغییر وضع نيودلهي من عضو مراقب إلی عضو دائم، یجعل آفاق التعاون الثلاثي أكثر وضوحاً، والروس علی وجه الخصوص یرحبون بانضمام الهند إلی حلف شنغهاي، ویعتبرون ذلك نوعاً من توازن القوى ضد الصين في آسيا الوسطی.