الوقت- الفشل الأمني الصعب للولايات المتحدة الأمريكية في مشروع مرلين التخريبي، لم يتم تحليله بدقة بعد، وهذه الصدمة الناجمة عن الفشل الأمني لأمريكا كانت ثقيلة إلی درجة لم تستطع مستشارة الأمن القومي ووزيرة الخارجية السابقة في إدارة بوش كوندوليزا رايس، إخفاء صدمتها ومفاجأتها بهذا الحدث.
کانت وكالة المخابرات المركزية من خلال هذه العملية تعتزم إیصال الخرائط المعيبة وأحد الأجزاء الهامة في صنع الأسلحة النووية للإيرانيین، وذلك من قبل مهندس روسي يطلق عليه اسم "مرلين". ووفقاً لسوانسون، فإنه على أساس مشروع واشنطن، عندما کانت إيران تشتکي من تلف الخطط ، كان علی مرلين أن یطلب المال، وفي حینها في حال متابعة إيران، کانت الولايات المتحدة تعثر علی الأدلة المطلوبة لاتهام إيران بالسعي لتطوير الأسلحة النووية.
مع ذلك فإن وكالة المخابرات المركزية قد فشلت في هذه العملية. ومن ناحية أخرى، بعد فشل هذه العملية خسر "ديفيد أولبرايت" و"أولي هاینونن" المسؤولان الرئيسيان في إیجاد التحریف ضد برنامج إيران النووي في الولايات المتحدة الأمريكية، قدرتهما الابتزازیة إلى حد كبير. وفي الوقت الحالي یبدو هاینونن وأولبرايت مذعورین للغاية من إثارة اسم "مرلين" وملفه. الأول هاینونن هو المساعد السابق لمنظمة الطاقة الذرية والذي وظفته الأجهزة الاستخباراتیة والأمنية الأمريكية بشکل غیر رسمي بعد دفع مبلغ كبير له. وبعد الكشف عن فشل الاستخبارات الأمريكية في مشروع مرلين ، يحاول إظهار نفسه بعیداً عن هذا الموضوع! ولکنه يعلم جیداً أن إعادة مراجعة مشروع مرلين، سیؤدي إلی الإخلال في عملية "إظهار أنشطة إيران النووية بشکل مقلوب" من قبله ومن قبل معهد أولبرايت.
والكشف عن المعلومات المتعلقة بمشروع مرلين يدل على أنه کیف فشل المسؤولون الأمريكيون في لعبتهم الأمنیة ضد أنشطة إيران النووية السلمية. مرلین هو مهندسي نووي روسي استلم 66000 دولار من وكالة المخابرات المركزية في عام 2000، لنقل المعلومات الكاذبة إلى إيران وتخريب البرنامج النووي الإيراني. وحسب ما قاله مرلین فقد حاول من خلال الاقتراب من الفريق الإيراني في الوكالة الدولية للطاقة الذرية، إدخال معلومات كاذبة وضارة في برنامج إيران النووي. ویکشف مشروع مرلین النهج الحقیقي للولايات المتحدة الأمريكية حیال الأنشطة النووية لجمهورية إيران الإسلامية.
وعلى الرغم من كل هذه الأنشطة الضارة، تواصل جمهورية إيران الإسلامية اتجاهها المتزايد نحو بناء المنشآت النووية السلمية. وقد جاء هذا التقدم النووي نتیجة جهود العلماء في اللیل وفي النهار وخاصة من استشهد منهم في هذا الطریق، حیث استطاعوا رغم المؤامرات المنظمة من قبل الجهات الحكومية والأمنية الغربیة، إعاقة فعالية هذه الأعمال التخریبیة في نمو البلاد علی صعید العلم والطاقة النوویة.
وخلال السنوات الماضیة حاول الغرب من خلال تقدیم تقاریر مضحکة وغیرصحیحة ومقلوبة عن برنامج إیران النووي ونشر الأخبار الکاذبة بهذا الصدد، حاول تحویل هذه الأزمة المفتعلة إلی أداة ضغط علی إیران. وفي الوقت الحاضر الوكالة الدولية للطاقة الذرية هي المتهمة في هذا الأمر، لأنها وفرت أرضیة التجسس الغربي علی أنشطة إیران النوویة السلمیة .
ومن هنا نفهم المواقف المفتعلة لأشخاص مثل المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية السید أمانو والدبلوماسيين الغربيين. ومن الواضح أن أعضاء مجموعة ۱+۵ومفاوضي هذه البلدان یخفون وراء ابتساماتهم الدبلوماسية وتصريحاتهم ، صورة مخادعة لا تطاق. ورصد هذه الوجوه الخفیة یجب أن یکون دائماً من ضمن جدول أعمال وسائل الإعلام والرأي العام في إيران. ومن البدیهي أن الشعب الإیراني سوف لن ینخدع إطلاقاً بهذه الوجوه الكاذبة التي یعلوها النفاق، الأمر الذي یجب علی الدبلوماسية الإيرانیة أیضاً أن تکون واعیة حیالها إلی أبعد درجات الوعي والیقظة.