الوقت- فرض صمود المقاومة الفلسطينية في وجه العدوان الاسرائيلي على قطاع غزة في العام 2014 ابرام تهدئة بوساطة نصّت على توقف الكيان الاسرائيلي عن اعتداءاته مقابل توقف المقاومة عن اطلاق الصواريخ والهاون، لكن ما كان يجري وبالخصوص خلال الاشهر الاخيرة الماضية تجاوز متكرر من قبل قوات الكيان الاسرائيلي، آخر هذه التجاوزات تمثل باختراق وحدات هندسية تابعة للعدو توغلت في محورين مختلفين، الأول شرق مدينة رفح بعمق 150-200 متر داخل الخط الزائل باتجاه الغرب وبعرض 300 متر باتجاه الشمال والجنوب، والمحور الثاني شرق مدينة غزة بعمق 200 متر داخل الخط الزائل باتجاه الغرب وبعرض 300 متر باتجاه الشمال والجنوب.
هذه الاعتداءات والتجاوزات المتكررة تطلبت رداً من المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة فقصفت الآليات العسكرية المتوغلة شرق مدينتي رفح وغزة بقذائف الهاون، تلاه قصف قوات الكيان المحتل بثلاث قذائف مواقع تابعة لسرايا القدس تقع شرق حي الشجاعية دون الابلاغ عن وقوع اصابات، كما وقصفت موقعاً لكتائب القسام شرق رفح جنوب قطاع غزة بعدة قذائف كما وقصفت برجاً للرصد والمراقبة يتبع لكتائب القسام شرق مدينة رفح جنوب القطاع، في سياق ذلك ومع الحديث عن عدم توفر النيّة لدى الكيان للذهاب في عدوان جديد كما وظروف القطاع الاقتصادية والانسانية التي لم يتعافى منها بعد عدوان 2014، يذهب الحديث عن دلالات ما يحدث والرسائل المراد توجيهها.
اولاً: ما يجري بالدرجة الأولى محاولة اسرائيلية ومنذ أشهر لفرض وقائع جديدة على الحدود لمسافة تزيد عن 200 متر تمهيداً لأي عدوان مستقبلي تشنه على قطاع غزة، ورسم قواعد اشتباك جديدة تتناسب وقدراتها العسكرية التي بات يشعر انها مقيدة وغير فاعلة، وعليه كانت رسالة المقاومة للكيان الاسرائيلي واضحة بأن الخطوط الحمراء لا يمكن تجاوزها بأي حال من الأحوال وهو ما يفيد ان المقاومة اصبحت جاهزة وعلى اهبة الاستعداد للتصدي لأي معركة جديدة ان فرضت عليها، اذن هي رسالة تحذيرية وفي الوقت نفسه تريد المقاومة ان تقول للكيان الاسرائيلي المحتل انه ذهب الآوان الذي ينتهك فيه الكيان ويخترق من دون ان يقابله رد، كما تشير معلومات بأن الكيان الاسرائيلي حصل مؤخراً على اعتدة وتجهيزات ودعم امريكي لمواجهة الانفاق، في مقابل ذلك جاء الرد من المقاومة الفلسطينية بأنه من غير المسموح تغير قواعد اللعبة.
ثانياً: السنوات الاخيرة ومن خلال الهزائم المتكررة التي مني فيها الكيان الاسرائيلي الى المخاوف التي بدأت تكبر لدى المستوطنين جراء الأنفاق من دون تحرك للجيش الاسرائيلي في مواجهتها، خاصة مع تكرار حالات الإخبار من قبل مستوطنين عن سماعهم اصوات حفر تحت منازلهم، الى الاوضاع الاقتصادية والانتقادات اللاذعة الموجهة الى نتنياهو وحكومته، ومع الاقتراب من الانتخابات الاسرائيلية، وفي مسعى من نتنياهو لإثبات قوته وقدرته، تأتي هذه التحركات الاسرائيلية بالقرب من قطاع غزة الفلسطيني، كما هناك حاجة لهذه التوغلات والخروقات لإرسال رسائل تطمينية للمستوطنين الصهاينة فيما يتعلق بالأنفاق، ولهذا اعلن الجيش الاسرائيلي اكتشافه لنفق علماً انه مكتشف منذ العام 2014.
ثالثاً: ان التصعيد الاخير محاولة اسرائيلية لجس نبض الشعب الفلسطيني ومقاومته، وعليه كانت المقاومة يقظة وأثبتت من خلال تصديها انها في اعلى مستوى الجهوزية، وأنها لن تسمح بمزيد من الإعتداءات الاسرائيلية، ففي الوقت الذي يوحي فيه الاحتلال بجهوزيته لأي حرب جديدة فالمقاومة في غزة أيضا قادرة على توجيه ذات الرسائل من خلال ضربها دوريات الجنود أمس باستخدام قذائف الهاون والتي كان لها أثر كبير في العدوان السابق.