الوقت- البحرين من جديد الى الواجهة، حيث لم يمرّ لقاء وزير الخارجية الاميركي "جون كيري" بقيادات من المعارضة البحرينية الأسبوع الماضي مروراً عادياً. بعده تتالت الأسئلة: لماذا تنفتح الإدارة الأميركية اليوم بالذات على المعارضة في البحرين بعد خمسة أعوام على أحداث وتظاهرات الرابع عشر من فبراير؟ وهل سيُستكمَل ذلك في القمة الخليجية الاميركية المقرر عقدها الأسبوع المقبل في الرياض؟ ماذا أسمع "كيري" قادة المعارضة وماذا سمع منهم؟
بكل الأحوال كانت ايران الحاضر الغائب في هذه الزيارة و تكررت دعوتها الى تحسين علاقاتها مع دول الجوار، و عدم التدخل في الشأن الخليجي، حيث تصر السلطات البحرينية على اتهام المعارضة بارتباطها بايران تارة و تارة أخرى بالحصول على دعم منها، علماً أن المعارضة و ايران تنفيان ذلك. سبقها قبل 5 أعوام رئيس لجنة تقسي الحقائق "محمد بسيوني" الذي نفى وجود أي دلائل على تدخل أو دعم ايراني في أحداث البحرين. أيضاًعلى المستوى الحقوقي يرتفع الصوت عالياً من حين الى أخر، فمنظمة العفو الدولية تؤكد السلطات البحرينية سعت الى قمع حرية التعبير و الى الاعتقال التعسفي لمعارضيها و الغاء جنسياتهم و تستند في ذلك الى وجود حوالي 4000 ألاف مواطن بحريني من معتقلي الرأي في السجون بمن فيهم قادة المعارضة.
أهداف الزيارة و ماذا دار في اللقاء:
لم يكن لقاء المعارضة البحرينية على جدول أعمال وزير الخارجية الأمريكية الذي كانت زيارته تقتصر على هدفين أساسيين هما:
- الأول للقاء القيادة السياسية في البحرين و التشديد على الحل السياسي للتحديات في البحرين حيث قال قال مسؤول أميركي يرافق "كيري" إن الأخير "سيبحث أيضاً بعض الأفكار حول الطريقة التي يمكن من خلالها أن تحل الحكومة البحرينية التحديات الداخلية وبالتأكيد محاولة تحسين المناخ السياسي بشكل عام في ما يتعلق بحرية التعبير والدين والى ما هنالك"..
- الثاني هو التحضير للمباحثات مع نظرائه في دول مجلس التعاون الخليجي، تحضيراً للقمة الخليجية الأميركية التي ستعقد في الرياض في 21 نيسان/ أبريل الجاري.
و التقت المعارضة مع وزير الخارجية الأمريكية "جون كري" لعلمها أن الولايات المتحدة هي رأس الأفعى التي تدير كل المشاكل في الشرق الأوسط و ناقشة معه مرئياتها بأن البحرين تستحق حياة أفضل و وضع سياسي اجتماعي أفضل و أن المعارضة تحارب سلمياً النظام البحرين من أجل الحرية و العدالة الاجتماعية و بناء الدولة الديمقراطية المدنية في البحرين.
على الصعيد الاجتماعي
دعت منظمة العفو الدولية السلطات البحرينية إلى الإفراج عن المعارضين المسجونين "فورا ودون أية شروط"، وذلك مع بدء التجارب الإفتتاحية لسباق جائزة البحرين الكبرى للفورمولا 1 فى حلبة الصخير القريبة من المنامة الجمعة. وقال "جيمس لينش" نائب مدير المنظمة فى منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا أنه "وراء السيارات السريعة وجولات النصر هناك حكومة تشدد قبضتها الخانقة من خلال تكثيف عمليات الاعتقال والترهيب والمضايقة للمعارضة السياسية".
هذا وقد أصدرت منظمة العفو الدولية تقريرها العالمي السنوي والذي يسلط الضوء على الاعتداء غير المسبوق على الحريات في شتى أنحاء العالم. والدليل على حملة القمع هذه واضح جلي في البحرين، حيث سعت السلطات لقمع حرية التعبير، وتكوين الجمعيات والتجمع، من خلال مواصلة منع التظاهرات في العاصمة منامة، وتعريض المعارضين للمضايقة والتهديد، وتوقيفهم بصورة تعسفية، وفي بعض الحالات بإسقاط جنسيتهم مما يجعلهم عديمي الجنسية.
على أمل أن يكون هذا اللقاء بين المعارضة البحرينية و وزير الخارجية الأمريكية "جون كري" تأسيساً و يدفع باتجاه حل بحريني خالص تستطيع من خلاله المعارضة و النظام الجلوس على طاولة الحوار و طرح كل نقاط الخلاف و بالتالي الانتقال من مرحلة الاحتقان الى مرحلة الانفراج الأمني و السياسي و الذي من الممكن أن ينقذ البحرين من الدمار اذا ما استمر النظام بالانصات للسعودية. و يبدو أنه على المستوى الدولي و الاقليمي فتبدو البحرين حلقة تجاذب أخرى في سلسلة الانقسام العامودي بين دول المنطقة و هنا يطرح أكثر من تساؤل هل سينسحب الوضع القائم حالياً فيما يتعلق بسوريا و اليمن على البحرين؟ هل هو فعلا زمن التسويات الكبرى أم أن المرحلة المقبلة ستشهد مزيداً من التوترات و الفتن؟