قالت صحيفة الإندبندنت البريطانية إن الغرب يخطئ مجددا في حربه على الإرهاب، مشيرة في تقرير كتبه الكاتب المخضرم باتريك كوكبورن إلى أن تنظيم داعش سيظل في قلب الأزمة المتصاعدة في الشرق الأوسط هذا العام مثلما كان العام الماضي، فالأراضي التي سيطر عليها في سلسلة من الحملات الصيف الماضي لا تزال خاضعة بأكملها تقريبا تحت سيطرته، حتى برغم خسارته بعض البلدات لصالح الأكراد والمسلحين الشيعة في الأسابيع الأخيرة .
وتابع الكاتب باتريك كوكبورن قائلا: ربما أدت الهجمات الجوية الأمريكية في سوريا والعراق إلى إبطاء تقدم داعش، وأدت إلى خسائر ثقيلة بين قواته في بلدة كوباني الكردية على الحدود السورية، إلا أن داعش لديه جهاز الدولة الخاص به، ويجند عشرات الآلاف من المقاتلين الذين يحلون محل من سقطوا مما يمكنه من القتال على عدة جبهات بدءا من الحدود العراقية مع إيران وحتى ضواحي حلب في سوريا، وفي غرب سوريا، يمتلك داعش قوة متزايدة مع خسارة حكومة الرئيس السوري بشار الأسد لميزتها في محاربة معارضة مجزأة، والتي توحدت الآن خلف قيادة داعش وجبهة النصرة .
ويضيف الكاتب المخضرم باتريك كوكبورن: ومع ذلك، لم يمر سوى عام واحد فقط على رفض الرئيس الأمريكي باراك أوباما الاعتراف بأهمية داعش، وقارنها بإحدى فرق كرة السلة الجامعية الصغيرة، فعندما تحدث أوباما عن داعش في يناير الماضي، قال: إن القياس الذي نستخدمه هنا أحيانا، واعتقد أنه دقيق هو لو أن فريقا ناشئا ارتدى زي فريق ليكرز لكرة السلة، فإن هذا لا يجعلهم مثل كوبي براينت، اللاعب الشهير بفريق لوس أنجلوس ليكرز لكرة السلة، وبعد مرور عام على هذا التصريح والحكم غير الدقيق على نحو كارثي، فإن هذا الرأي لابد وأنه كان يعكس أغلبية فريق أمنه القومي .
واعتبر الكاتب المخضرم باتريك كوكبورن أن تقليل أوباما من أهمية قوة داعش كان الخطأ الثالث الفادح الذي ارتكبته الولايات المتحدة وحلفائها الغربيين في سوريا منذ عام 2011، وهي الأخطاء التي عززت النمو الهائل لداعش، فبين عامي2011 و2013، كان الغرب مقتنعا بأن الأسد سيسقط بنفس الطريقة التي سقط بها معمر القذافي في ليبيا، وبرغم التحذيرات المتكررة من الحكومة العراقية، لم تدرك الولايات المتحدة أبدا أن الحرب المستمرة في ليبيا ستخل توازن القوى في العراق وتؤدي إلى استنئاف الحرب الأهلية هناك وبدلا من ذلك، حملوا رئيس الوزراء العراقي السابق نوري المالكي مسؤولية كل ما يحدث في العراق لكنه لم يكن السبب لعودة العراق إلى الحرب فالأنظمة الملكية السنية في دول الخليج لم تكن على الأرجح ساذجة للغاية واستطاعت أن ترى أن مساعدة المتطرفين في سوريا يمكن أن يمتد ويضعف الحكومة الشيعية في العراق.