الوقت- شهدت باكستان قبل أيام حادثة إرهابية اثيمة راح ضحيتها 141 انسان بريء، 132 منهم من الطلاب، حيث كانت حركة طالبان في هذه المرة ايضا بطلة هذا المسلسل الإجرامي القبيح، كما كانت هذه الحركة مسؤولة عن الجرائم الارهابية المتعددة التي شهدتها باكستان خلال الاعوام الماضية.
مما تعكس هذه الحادثة الالیمة المنطق الاجرامي والبعيد عن مبادىء الدين الاسلامي الحنيف الذي تتبعه طالبان ضد الشعب الباكستاني وحكومته، التي تعاني من مشاكل داخلية علی رأسها عدم مقدرتها تأمين الامن الداخلي في البلاد.
وفي هذا السياق زار «محمد نواز شريف» رئيس الوزراء الباكستاني والجنرال «راحل شريف» قائد الجيش الباكستاني مكان حدوث الجريمة في منطقة بيشاور ليطلعا شخصيا علی مجريات اختطاف الرهائن في أحدی المدارس العسكرية من قبل طالبان.
الملفت في هذه الجريمة أن معظم الضحايا هم من الاطفال الذين لا تتجاوز أعمارهم الـ 18 عاما، ذنبهم أنهم ينتمون الی عوائل الجيش الباكستاني وفق ما أعلنه المسئوولون الباكستانيون.
وفي اتصالات من قبل حركة طالبان، اعلنت هذه الحركة مسئووليتها عن ارتكاب الجريمة موكدة أنها تاتي ردا علی الهجمات التي نفذها الجيش الباكستاني ضد مواقع الحركة في شمال غرب باكستان.
وفي هذا السياق قتلت قوات الجيش الباكستاني منذ 6 أشهر حوالی 1300 من افراد المليشيات المسلحة في مناطق وزير استان الشمالي الذين ينتمون الی حركة طالبان الارهابية. ووصف مسؤولون عسكريون باكستانيون الهجوم على المدرسة بأنه أسوأ هجوم إرهابي خلال العام الأخير.
وقال مسؤول عسكري بارز «يبدو أن الهجوم يمثل بصورة أساسية رد فعل لنجاح العملية العسكرية الجارية في شمال وزيرستان». كما صرح مسؤولون عسكريون وخبراء أمنيون باكستانيون بأن الهجوم الأخير يعد نتاجا مباشرا للحملة العسكرية الناجحة الجارية في شمال وزيرستان، وهو ما أكده المتحدث الرسمي باسم طالبان، الذي ادعى أن الهجوم يأتي ردا على استهداف القوات الحكومية للجماعة.
وفي افغانستان، أدان الرئيس الأفغاني أشرف غني الهجوم الذي وصفه بـ «البربري» الذي استهدف المدرسة العسكرية في باكستان. وقال غني، في بيان «قتل أطفال أبرياء ليس من الإسلام إطلاقا وعمل غير إنساني. إنني أدين هذا الهجوم البربري بأقوى العبارات». فيما وصف رئيس الوزراء البريطاني الهجوم بـ«الصادم» حسب قوله، وفي برلين، أدان وزير الخارجية الألماني فرانك فالتر شتاينماير هذا الهجوم كما ادانت دول اخری كالهند والصين وايطالیا ومصر وروسيا هذه الجريمة الارهابية.
وهذا الهجوم هو الاكثر دموية الذي تشنه طالبان باكستان منذ أشهر، ضمن حربها المستمرة ضد الحكومة الباكستانية منذ 2007. وقال طلعت مسعود الجنرال المتقاعد في الجيش الباكستاني والمحلل الامني إن الهجوم هدفه "اضعاف عزيمة الجيش".
وفي المقابل ادانت حركة طالبان الافغانية هذا الهجوم الارهابي معتبرتا اياه عمل غير مبرر.
ومن المؤكد ان هذه العملية الاجرامية تؤكد عجز حركة طالبان عن مواجهة الجيش الباكستاني ولهذا فانها قد نفذت هذه العملية ضد اناس ابرياء لمجرد أنهم يدرسون في أحدی المدارس التي تنتمي الی الجيش الباكستاني. لكن في الواقع هذه العملية ليس فقط لم تعد انجازا لطالبان، بل اصبحت سببا لنبذها من قبل المجتمع الباكستاني والدولي.
وفي النهاية ثمة من يقول أن الارهاب التي تقوم به سواء القاعدة او طالبان في باكستان، هو ارهابا مدعوما من قبل الدول الغربية خاصة امريكا بالرغم من ادانة العمليات التي تقوم بها هذه الجماعات المتطرفة من قبل الدول الغربیة، حيث ان هذه الادانة تعتبر شكليا من قبل هذه الدول، ويمكن للمتابع ان يصل الی جذور الارهاب ومصادرها التي هي الدول الغربية. حيث تهدف مثل هذه العمليات الی زعزعة الامن والاستقرار في المنطقة بشكل عام وفي باكستان بشكل خاص.