الوقت- بدأ رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي أمس الاثنين أول زيارة لدولة خليجية منذ تسلمه منصبه قبل اربعة أشهر مدشنا انفتاحا عراقيا على دول الخليج الفارسي عبر البوابة الاماراتية، في خطوة تهدف لطي صفحة الجفاء بين البلدين، واستعادة علاقات العراق مع محيطه الخليجي.
فقد وصل رئيس مجلس الوزراء العراقي حيدر العبادي، والوفد المرافق له، إلى إمارة ابو ظبي، وكان في استقباله في مطار الرئاسة الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد امارة ابوظبي، حيث جرت مراسم الاسقبال الرسمي له.
واكد العبادي، في بيان لمكتبه الإعلامي،اعتزازه بتطور العلاقات بين البلدين الشقيقين، معرباً عن "تطلعه لان تحقق هذه الزيارة اهدافها في توسيع التعاون في جميع المجالات"، مشيرا الى ان "هذه الزيارة تأتي ضمن توجه الحكومة العراقية في الانفتاح على الدول الشقيقة بما يعزز المصالح المشتركة والامن والاستقرار والتقدم لجميع شعوب ودول المنطقة".
كما اعرب عن تطلعه لان تحقق هذه الزيارة اهدافها في توسيع التعاون في جميع المجالات، مشيرا الى ان هذه الزيارة تأتي ضمن توجه الحكومة العراقية في الانفتاح على الدول الشقيقة بما يعزز المصالح المشتركة والامن والاستقرار والتقدم لجميع شعوب ودول المنطقة.
من جانبه عبّر الشيخ محمد بن زايد نيابة عن حكومة وشعب الامارات عن بالغ ترحيبه بزيارة رئيس مجلس الوزراء، وعن امنياته بان تسهم الزيارة في تعميق العلاقات بين البلدين الشقيقين، كما اعرب عن استعداد الامارات للوقوف مع الشعب العراقي في كل ما يحقق أمنه واستقراره وازدهاره.
وأكد آل مكتوم "وقوف دولة الإمارات قيادة وحكومة وشعبا الى جانب الشعب العراقي لإعادة بناء دولته المستقرة الآمنة بعد تمكنه من دحر الإرهاب والجماعات المسلحة التي تلحق الأذى والدمار في البنية التحتية العراقية والاقتصاد والتعايش الطبيعي والأخوي بين مختلف فئات وطوائف المجتمع العراقي".
وشدد على "أهمية تضافر جميع الجهود الدولية والإقليمية لمحاربة الإرهاب أينما نما وترعرع وتفرغ حكومات وشعوب المنطقة الى التنمية الاجتماعية والاقتصادية وخلق فرص مواتية للشباب للتعلم والعمل والإسهام بشكل فعلي في بناء مجتمعات حديثة".
واشار نائب رئيس دولة الامارات الى "ضرورة إشراك كافة مكونات الشعب العراقي الشقيق في بناء دولته العصرية القائمة على التسامح ونبذ الطائفية والعيش بسلام في ظل حكومة قوية جامعة وقادرة على تحقيق طموحات شعبها"، معربا عن "ثقته بقدرة الحكومة الجديدة والشعب العراقي على تجاوز التحديات والتغلب عليها وصولا الى تحقيق آمال وتطلعات الشعب العراقي".
وتأتي زيارة العبادي هذه للامارات بعد قطيعة استمرت اشهرا حيث كانت وزارة الخارجية الاماراتية استدعت سفيرها في بغداد عبدالله الشحي للتشاور في 18 حزيران (يونيو) الماضي في عهد الحكومة السابقة.
استعادة دور العراق في المنطقة
تدخل هذه الزيارة ضمن الجولات الحالية التي يقوم بها العبادي لدول الجوار في اطار برنامج الحكومة العراقية لتقوية العلاقات مع الدول الاقليمية والمجاورة من اجل تفعيل المواقف المشتركة في الحرب ضد الارهاب اضافة الى تطوير العلاقات العراقية مع هذه الدول. وكان العبادي التقى في نيويورك في 24 ايلول (سبتمبر) الماضي رئيس الوزراء الكويتي الشيخ جابر مبارك الحمد الصباح على هامش المشاركة في اجتماعات الدورة 69 للجمعية العامة للأمم المتحدة.
مواجهة داعش
وتاتي زيارة العبادي الى الامارات في سياق حاجة العراق الانفتاح على الجوار وخصوصاً في الوقت الحالي من اجل التصدي للارهاب الداعشي الذي يعصف بالبلاد.
وتناولت مباحثات العبادي مع الجانب الاماراتي دعم وتطوير المشاركة الامنية والعسكرية بين البلدين في مواجهة الارهاب في المنطقة، ودور الامارات من خلال مشاركتها في التحالف الدولي والتعهدات التي قطعتها خلال اجتماع دول التحالف ضد داعش في بروكسل مطلع الشهر الحالي وزيارة وزير خارجيتها الشيخ عبد الله بن زايد الى بغداد وتأكيده دعم الحكومة العراقية بمجال مكافحة وتجفيف منابع الارهاب.
دعم صندوق اعمار العراق
كما سيركز العبادي في مباحثاته على دعم الامارات لصندوق اعادة اعمار المناطق العراقية المتضررة من المواجهات العسكرية مع داعش وتقديم المساعدات الانسانية والطبية للنازحين العراقيين الذي ارتفع عددهم الى مليونين ونصف المليون نازح. وستتناول زيارة العبادي ايضا تعزيز آليات التبادل التجاري والاقتصادي وتوسيع الاستثمارات الاماراتية في العراق خلال المرحلة المقبلة.
قائمة الارهاب
وسيجدد العبادي خلال هذه الزيارة مطالب بلاده برفع بعض القوى السياسية العراقية من قائمة المنظمات الارهابية في الامارات، خاصةً أن هذه القائمة اثارت استغراب حلفاء الامارات قبل اعدائها، لاحتوائها على العديد من التناقضات وخلط الاوراق.
كتلة الصادقون البرلمانية طالبت رئيس الوزراء العراقي بضرورة حث الامارات في زيارته لتقديم الاعتذار الى فصائل المقاومة والحشد الشعبي وشطب اسمائها من على قائمة الارهاب الخاصة بها.
وشدّدت الكتلة على أن هذه الفصائل هي من ضمن منظومة الدولة ولم تخرج عن السياقات القانونية اضافة الى انها اصبحت احد مكونات الحكومة وعلى الجانب الاماراتي ان يحترم ذلك " مشيرةً الى ان " فصائل الحشد الشعبي قدموا مجهودا رائعا وشهداء كثر في سبيل تحرير البلاد من دنس الدواعش.
واستنكرت بعض القوى السياسية عدم قدرة العبادي على اصطحاب وزير الداخلية العراقي الى الامارت لأنه ارهابي في عرف الأخيرة، وتسائل البعض قائلاً: لماذا امتنع عن اصطحاب وزير الاسكان؟ هل لانه من منظمة بدر وان شرطة الامارات ستضع القيد في يده بمجرد وصوله الى الامارات لانه ارهابي بعرفها؟
ويعتبر بعض المحليين أن قائمة الارهاب التي اصدرتها دولة الامارات العربية المتحدة، تضمنت منظمات واحزاب عراقية تقاتل الإرهاب، في اطار سعي جهات إقليمية ومحلية الى تشويه صورة المقاومة الشعبية في العراق.
وتشير بعض التحليلات الى ان انضمام الامارات الى التحالف الدولي ضد داعش ومن ثم اصدار قائمة الارهاب تأتي في اطار ابعاد ابوظبي عن نفسها شبهة دعم الارهابيين والجماعات المسلحة، خاصة وأن الامارات كانت في طليعة الدول التي دعمت الارهابيين في سوريا تحت غطاء "مؤتمر اصدقاء سوريا".
واتهمت الحكومة السورية الامارات وقطر والسعودية وتركيا بدعم الجماعات المسلحة في سوريا ومن بينها داعش، بل ان دمشق تؤكد ان امراء خليجيون متورطون مباشرة في دعم المنظمات الارهابية في سوريا.
يذكر أن وزير الخارجية الاماراتي عبدالله بن زايد آل نهيان التقى برئيس الوزراء حيدر العبادي الشهر الماضي ووجه دعوة رسمية للاخير لزيارة الامارات.
وفي اطار الانفتاح العراقي على دول الخليج الفارسي، ينتظر ان يتوجه العبادي الى الكويت مطلع الاسبوع المقبل تلبية لدعوة رسمية وجهت له من قبل نظيره الكويتي جابر مبارك الحمد الصباح، كما سيزور العبادي اواخر الشهر الحالي تركيا بناء على دعوة وجهها له نظيره التركي احمد داود اوغلو خلال زيارته الى العراق في 20 من الشهر الماضي والتقى اثناءها مع العبادي وعددا آخر من المسؤولين حيث بحث في العلاقات الثنائية وسبل تعزيزها اضافة لمناقشة ملف الارهاب وتعاون البلدين لمواجهته.