الوقت ـ لم تبق العلاقات التي كانت في يوم من الايام خفية بين الكيان الاسرائيلي ودول الخليلج الفارسي، علی ما كانت علیه من سرية، حيث اصبحت الیوم علنية تشير الیها نفس هذه الدول وتؤيدها تل ابيب. اخيرا ذكرت صحيفة هآرتص الصهيونية في تقرير لها، قضية الرحلات الجوية المتبادلة بين الكيان الاسرائيلي والدول العربية دون ان تذكر اسماء هذه الدول بالتحديد.
حقا ان هذه الرذالة والحقارة التي وصل الیها بعض قادة الدول العربية اصبحت مصدرا للعار بكل ما تعنيه هذه الكلمة من معنی. لا نعرف كيف يسمح هولاء شبه الرجال لو صح التعبير لانفسهم بان يدشنوا خطوط رحلات ساخنة من بلادهم باتجاه الاراضي الفلسطينية المحتلة وتحط في مطار بن غوريون الدولي. كيف يتناسی هؤلاء القادة دماء الشعب الفلسطيني وكيف يتناسون المأساة التي حلت به إثر احتلال ارضه من قبل كيان العدو الاسرائيلي، حتى نری الیوم العلاقات التجارية والسياسية والاقتصادية و بدء الرحلات الجوية بصورة علنية لرؤساءعرب الى كيان الاحتلال. فهل يلآم شخص اذا سأل هل بقي لقادة الدول العربية شيء من الكرامة والانسانية والحمية العربية والاسلامية بعد كل هذه الحقارة التي قبلوها لانفسهم من خلال تعاملهم مع كيان الاحتلال؟، الجواب واضح ولايصح أن يكون غیر كلا.
صحيح ان الشعب الفلسطيني ليس بامكانه فعل الكثير وحتی من الممكن انه عاجز عن معاتبة تلك الدول العربية التي تتعامل مع كيان الاحتلال المتناسية معاناة ملايين الفلسطينيين في الداخل والخارج، لكنه من دون اي شك ستضل هذه المواقف المخزية من قبل دول العربان التي خذلت شعب فلسطين باكمله و تعاملت علی دمائه وباعت هذه الدماء بثمن رخيص، محفورة فی ذاکرته. ومن حق الشعب الفلسطيني أن يقول لقادة هذه الدول انه لو انكم قد تخاذلتم عن نصرتنا بالمال والسلاح ومنعتم كفاحنا ضد من احتل ارضنا، فلماذا تزيدوننا الما من خلال تعاونكم مع من قتلنا وشردنا من ارض آبائنا واجدادنا منذ آلاف السنين قبل ان یتم احتلالها؟. بالطبع ان العتاب والكلام مع قادة الدول العربية الذين فقدوا جميع مشاعرهم الانسانية والاسلامية تجاه القضية الفلسطينية، لايفيد ولا يحرر فلسطين. لكن المهم أن تحتفظ ذاكرة التاريخ هذه المواقف غير المشرفة حتی يبقی الذين نسوا قضية فلسطين يلعنون علی لسان اللآعنين متی ما ذكرت اسماؤهم احياء او امواتا تحت التراب.
نحن لا يوجد لدينا شك ان فلسطين ستعود الی اهلها وما ذلك ببعيد ان شاء الله بفضل رجال عرف منهم من عرف وبقي خفي منهم و لم يعرفه كثيرون. ولا يوجد لدينا ايضا اي شك من ان جميع المحاولات التي تصدر عن العربان مع احترامنا الفائق الی الشعوب العربية الابية الشريفة التی ابتليت بقادة قل ما عرف التاريخ مثلهم بالرذالة والجبن والخساسة، ان مؤامرات هؤلاء الزعماء لا يمكن ان تحرم الشعب الفلسطيني حقه من العودة الی ارضه سواء فتحوا خطوط جوية مباشرة مع تل ابيب ام لم يفتحوا او اعترفوا باسرائيل ام لم يعترفوا بها.
دون ان نلتفت الی من يعجبه الكلام اومن لم يعجبه نقول ان مرحلة تحرر الشعب الفلسطيني وكثيرا من الشعوب المقهورة قد بدأت منذ ان انتصرت الثورة الاسلامية في ايران عام 1979 بقيادة الامام الخميني رضوان الله تعالی علیه. وهذا لا يعني اننا ننسی كفاح الشعب الفلسطيني العظيم والشعوب العربية والاسلامية التي ساندت هذا الشعب خاصة الشعب المصري العظيم والشهداء الذين راحوا ضحية دفاعا عن الشعب الفلسطيني طيلة فترة الصراع مع الصهيونية العالمية، لكن كل انسان منصف يوافق علی ان انتصار الثورة الاسلامية في إيران والدعم الذي قدمته للشعب الفلسطيني خاصة في مجال التسليح، ساهم بشكل كبير في الانتصارات الكبيرة التي تحققت علی العدو الاسرائيلي خلال العقود الثلاثة الماضية. وبالطبع فان ايران وبعيدا عن كل الاشكالیات ستستمر في دعمها لاهلنا في فلسطين حتی ينالوا كامل حقوقهم علی ارضهم من البحر الی النهرحتى زوال اسطورة الصهيونية من علی ارض فلسطين المقدسة.
وأما كلمة اخيرة ممزوجة بالعتاب الی الشعوب العربية نقول الی متی يجب ان تبقی الانظمة المتخاذلة والعميلة مع الكيان الاسرائيلي جاثمة علی صدوركم، بعد ان فقدنا الامل بما سمي بالربيع العربي؟. فهل من المقبول ان تبقی الشعوب العربية رهينة بيد قادتها الذين اتخذوا الصهاينة اربابا لهم، دون ان تفعل هذه الشعوب شيء للنجاة من هؤلاء الحكام، الجواب واضح فان المسؤلية الانسانية والاسلامية لا تقبل ان يستسلم الانسان الی من يضيع كرامته وحرمته وحقوقه، وجميع هذه الامور ترتكب الیوم من قبل القادة العرب تجاه شعوبهم. حيث ان هؤلاء القادة لم يبقوا كرامة ولا مكانة للشعوب العربية لدی سائر شعوب العالم بسبب تصرفاتهم المخزية، خاصة في مايخص تعاملهم بالنسبة الی القضية الفلسطينية، لذا ما بقي للسكوت معنی علی تصرفات هولاء القوم، علی الاطلاق.