الوقت- نفى الناطق الصحفي باسم وزارة الدفاع الروسية، اللواء إيغور كوناشينكوف، المزاعم الأمريكية حول تدمير مستشفيين في حلب الأربعاء 10 فبراير/شباط بـ"قصف روسي"، مؤكداً أن الغارات التي استهدفت المدينة في هذا اليوم كانت أمريكية.
وفي مؤتمر صحفي الخميس 11 فبراير/شباط، أكد اللواء الروسي أن سلاح الجو الروسي لم يعمل في سماء حلب على الإطلاق يوم الأربعاء، وأقرب هدف قصفته الطائرات الروسية كان يبعد عن المدينة 20 كيلومترا، ولفت كوناشينكوف إلى أن البنتاغون لم يكشف أي تفاصيل حول هذه الغارات المزعومة، ولم يشر إلى توقيتها أو إحداثيات المستشفيين.
ووصف الناطق باسم وزارة الدفاع الروسية هذه الاتهامات بأنها "هراء" ، واعتبر أنه عندما يكون مصدر هذه المزاعم "نشطاء حقوقيون في لندن" يعد الأمر بسيطا، لكن عندما تصدر هذه الاتهامات عن متحدث باسم البنتاغون فهو أمر مختلف تماما، مؤكداً أن وزارة الدفاع الروسية حللت جميع المعلومات المتوفرة لديها حول الوضع الميداني في حلب، واستنتجت أن جميع الطائرات الحربية والطائرات بدون طيار التي عملت في سماء حلب الأربعاء كانت تابعة للتحالف الدولي بقيادة واشنطن.
وأضاف كوناشينكوف أن طائرتي هجوم من طراز "آ-10" تابعتين لسلاح الجو الأمريكي دخلتا المجال الجوي السوري من الأجواء التركية في الساعة 13.55 بتوقيت موسكو يوم الأربعاء وشنتا غارات على 9 مواقع داخل المدينة.
الى ذلك أكد اللواء كوناشينكوف أن الإرهابيون هم من يجبرون سكان حلب على النزوح، وقال: "إننا نسجل هروبا جماعيا لمسلحي العصابات التي تنشط في محيط حلب. ويقوم الإرهابيون بتخويف السكان المحليين ويجبرونهم على الانتقال إلى الحدود التركية. ويحاول الإرهابيون الذين ألقوا سلاحهم، الاختباء في صفوف قوافل النازحين، وهم يعرفون جيدا أن الطيران الروسي والقوات السورية لا تستهدفان المدنيين أبدا".
وأردف قائلا: "لكن جميع القنوات الغربية بدأت منذ أواخر الأسبوع الماضي بشكل متزامن وكأنه يأتي تنفيذا لأمر ما، ببث لقطات لهؤلاء النازحين مع توجيه اتهامات لروسيا بشن غارات همجية على حلب ".
وتابع أن القنوات الأمريكية والأوروبية تعرض أيضا لقطات لمناطق متضررة في حلب، دمرت قبل فترة طويلة من انطلاق العملية العسكرية في سوريا، وتزعم أنها تظهر آثار الغارات الروسية.
كما كشف كوناشينكوف أن وزارة الدفاع الروسية تتلقى في الآونة الأخيرة من البنتاغون توصيات بشأن ضرورة تغيير الاستراتيجية الروسية في سوريا من أجل "تقديم المساعدة" للجانب الأمريكي في إحراز هدف التوصل إلى انتقال سياسي للسلطة في هذه البلاد.
وشدد المتحدث على أن روسيا لا تخطط لتبني استراتيجيات جديدة في سوريا، مضيفا: "نراقب منذ 5 سنوات النتائج التي تؤدي إليها استراتيجيات واشنطن لإحداث "انتقالات سياسية"، ونرى في كل مكان دمارا ودماء ونازحين بدلا من انتصار الديمقراطية"، وشدد قائلا: "يكمن هدف عمليتنا في سوريا في القضاء على الإرهاب الذي يعد خطرا مباشرا يهدد أمن بلادنا والعالم. أما جميع المسائل السياسية، فيجب على السوريين أنفسهم حلها بوساطة دولية".