الوقت- تمكنت القوات الأمنية اللبنانية وبالتعاون مع أجهزة استخبارية أجنبية من الحصول على صيد ثمين، فقد نجحت بتوجيه ضربة قوية للارهاب الذي يجتاح المنطقة وعلى رأسه تنظيم «داعش» وذلك من خلال إلقاء القبض على إحدى زوجات قائده أبو بكر البغدادي، بالقرب من أحد الحواجز الأمنية بالقرب من منطقة عرسال. إلى جانب إنجاز آخر تمثل في اعتقال مخابرات الجيش، السورية" آلاء العقيلي" زوجة القيادي في «النصرة» أنس شركس، المعروف بـ«أبو علي الشيشاني»، وذلك بعد مداهمة إحدى المدارس الرسمية في حيلان ـــ قضاء زغرتا في الشمال اللبناني .
زوجة البغدادي العراقية المدعوة سجى الدليمي" التي سرقت أضواء وسائل الاعلام فور صدور خبر اعتقالها، كانت تتنقل بهوية سورية مزورة برفقة أحد أبنائها. وقد اقتيدت إلى مقر وزارة الدفاع اللبنانية حيث تتواصل التحقيقات معها هناك. حيث أفادت الدليمي أنها كانت متزوّجة في السابق من العراقي فلاح إسماعيل جاسم، وهو أحد قادة «جيش الراشدين»، الذي قتله الجيش العراقي خلال معارك الانبار في العام ۲۰۱۰. وفي ما بعد قام والدها، على حد زعمها، الى تزويجها من ابراهيم السامرائي الذي يعتقد المحققون أنه الاسم الحقيقي لأبي بكر البغدادي. وبحسب المعلومات المعروفة عنها، فأن الدليمي تعتبر الابنة الكبرى في أسرة لها باع طويل في الارهاب فوالدها حميد إبراهيم الدليمي، أحد أمراء "داعش" في سوريا وأحد الممولين المؤسسين للتنظيم، وشقيقتها دعاء تعد من أشهر الارهابيات في العراق، باعتبارها الانتحارية الأولى التي أرادت تفجير نفسها سنة 2008 في أربيل، ثأراً لزوجها حارث، أمير داعش في منطقة العامرية في بغداد، لكنها أخفقت بسبب عطل فنيّ.
يشار الى أنها ليست المرة الأولى التي تتدوال وسائل الاعلام اسم الدليمي التي سبق وتردد اسمها قبل عشرة أشهر بعدما قيل عن قصة الإفراج عنها في إطار صفقة الإفراج عن راهبات معلولا في آذار 2014. وهي على ما يبدو مدربة ولها باع طويل في تضليل التحقيقات فقد نجحت سابقا بإقناع المخابرات السورية خلال التحقيق معها، بعد اعتقالها عند مركز حدودي سوري عراقي برفقة ابنيها وشقيقتها، أنها قادمة للزواج بليبي يقاتل في صفوف «الكتيبة الخضراء» في يبرود.
ومما سرب من اعترافات الدليمي انها أدلت بأعترافات و معلومات عن أشخاص لهم علاقة بالشبكات الإرهابية، فسارع الجيش اللبناني الى تنفيذ مداهمات في أكثر من منطقة، أسفرت عن توقيف بعضهم.
وفي الوقت الذي تكتمت المؤسسة العسكرية اللبنانية عن الخبر ولم يجر تداوله على الاعلام الا بعد عشرة أيام من الاعتقال، نقل عن مصدر أمني رفيع المستوى أن السلطات تكتمت على عملية الاعتقال لإفساح المجال أمام اتخاذ الإجراءات الأمنية الاستباقية المناسبة، لم تفلح هذه الاحترازات في كبح المجموعات الإرهابية التي حاولت الرد بعد انتشار خبر التوقيف، فقامت أمس بنصب كمين لدورية عسكرية في جرود بلدة رأس بعلبك في المكان الذي اعتادت قوات الجيش اللبناني إقامة كمائن استباقية متقدمة للمجوعات الارهابية، وهو الأمر الذي اكتشفته «النصرة»، فلجأت الى نصب كمين للكمين، ما أدى إلى استشهاد ستة عسكريين وجرح سابع، وفق بيان الجيش اللبناني.
وفي وقت مبکر من صباح يوم الاربعاء أعلنت قيادة الجيش في بيان لها ،أن دورية تابعة للجيش عثرت أثناء تنفيذها مهمة تفتيش في منطقة جرود عرسال على عبوة ناسفة، ولدى قيام العناصر المختصة بالكشف عليها تمهيداً لتفكيكها، انفجرت العبوة المذكورة، ما أدى إلى مقتل أحد العسكريين وإصابة عسكريين اثنين بجروح غير خطرة.
ومع تزايد عدد «زوجات الأمراء» الموقوفات لدى الجيش، يُفترض أن تكون قد أضيفت ورقة جديدة ونوعية الى أوراق القوة المتوافرة بحوزة المفاوض اللبناني، في ملف العسكريين المخطوفين، الا إذا كانت حسابات الخاطفين مختلفة.
ربما يشكل اعتقال «زوجات الأمراء» عنصر ضغط مؤثر بيد الجيش اللبناني سيحتاجه بشکل أكيد، أقله خلال ملف التفاوض حول العسكريين اللبنانيين الذين اختطفتهم الجماعات الارهابية منذ أكثر من خمسة أشهر، لاسيما أن من بين مطالب الخاطفين، أن تقوم الدولة السورية بالإفراج عن المعتقلات في سجونها.