الوقت- بعد أكثر من ثلاثة اعوام ونصف العام من الحصار والصمود، نجح الجيش السوري وحلفاؤه مساء الأربعاء 3 شباط 2016 في كسر القيد وفك الحصار عن مدينتي نبل والزهراء في ريف حلب الشمالي بعد معارك عنيفة بين الجيش السوري واللجان الشعبية من جهة ومسلحي جبهة النصرة ـ فرع تنظيم القاعدة في سوريا وحلفائه من حركة أحرار الشام، وغيرهما من الجماعات.
وفي معارك اليوم الاخير لفك الحصار، تسارعت التطورات الميدانية، وتمكن الجيش السوري واللجان الشعبية من الالتقاء في قرية معرستة الخان في ريف حلب الشمالي بعد فرض السيطرة عليها بشكل كامل ما مهد لفتح طريق عسكري باتجاه البلدتين المحاصرتين.
وقد أدى كسر الحصار عن نبل و الزهراء إلى فصل الريف الشمالي لحلب عن الريف الغربي. وقال مصدر عسكري سورية لوكالة فرانس برس "كسر الجيش السوري الحصار عن بلدتي نبل والزهراء وتمكن بذلك من "قطع طريق الامداد الرئيسي للمسلحين بين حلب وتركيا".
وقد اسفرت هذه المعارك عن تدمير منصة صواريخ "تاو" في بلدة بيانون، وستة اليات محملة بالرشاشات الثقيلة في بلدة معرستة الخان ومحيطها اضافة الى تدمير دبابة على الطريق الواصل بين بلدتي بيانون ورتيان.
نبذة عن البلدتين
تقع قريتا نبل والزهراء في ريف حلب الشمالي شمال غرب مدينة حلب. يبلغ عدد سكان البلدتين حوالي 70 الف نسمة وهما تتبعان إلى منطقة اعزاز . ويعد موقع نبل والزهراء ذا أهمية جغرافية واستراتيجية كبيرة.
نُبّل هي مركز ناحية نبل التابعة إلى منطقة اعزاز وتقع غرب الطريق الدولية المؤدية إلى تركيا. وتبعد عن حلب حوالي 20 كم على الطريق العام الذي يربط مدينة حلب بمنطقتي اعزاز وعفرين . كان أبناء نبل من العاملين في التجارة والصناعة.
بلدة الزهراء تبعد عن حلب 20 كم وتشتهر هي وبلدة نبل بطقس بارد جدا في الشتاء. وكان يعمل اهلها بالتجارة والزراعة.
ويبلغ عدد سكان البلدتين حوالي 70 ألف نسمة، وقد عانتا من ممارسات المسلحين طوال هذه المدة، قصفاً بالالاف من القذائف والصواريخ المختلفة الأنواع والاحجام ما اسفر عن استشهاد وجرح مئات المدنيين.
وجاء حصار البلدتين رغم موقف الأهالي في بداية الأزمة الرافض للعنف واصرارهم على العيش المشترك ونبذ الطائفية، الا ان المجموعات المسلحة العاملة وفق اجندات اجنبية، اصرت على الخوض في الفتنة وباشرت اعتداءاتها وعمليات الخطف وهو ما دفع الاهالي الى حمل السلاح ة للدفاع عن ارضهم وعرضهم.
وبدأت تتدهور الاوضاع بين البلدتين والمجموعات المسلحة في بلدات الجوار في 8 نيسان 2012، عندما اختطفت مجموعة "كتيبة نور الشهداء" سبعة عشر شابا من ابناء البلدتين اثناء عودتهم من عملهم وهددت بقتلهم جميعا ما اضطر أبناء البلدتين الى اختطاف مجموعة من الاشخاص للضغط على المجموعات المسلحة لاجراء عملية للتبادل وهو ما تم لاحقاً.
وبعد مرور شهرين، وبالتحديد في 17 حزيران عام 2012، بدأ حصار المسلحين لنبل والزهراء، واخذ المسلحون يمنعون دخول المواد الغذائية والانسانية ، ما اضطر الجيش الى استخدام المروحيات لنقل الأغذية والأدوية والحالات الانسانية العاجلة من المرضى.
وخلال فترة الحصار، لم تدخل المساعدات الانسانية الى البلدتين المحاصرتين الا مرتين فقط من قبل الهلال الأحمر، وكانت هذه المساعدات في غالبيتها خيم للاجئين وأكياس نايلون وكمية صغيرة جداً من الأدوية لا تكفي الا لعدة ايام.
وفوق ذلك عانى ابناء البلدتين من تعرضهما الى قصف متكرر بالقذائف طال المدنيين بشكل عشوائي وادى الى استشهاد واصابة الكثيرين منهم وبينهم نساء واطفال، كما كان التعرض لاصابات جراء القصف يفاقم منه عدم امكانية تلقي العلاج المناسب.
وحرم طلبة الجامعات من الوصول إلى جامعاتهم كما حرم الموظفون والعمال من الذهاب إلى عملهم خلال هذا الحصار الظالم، وتعرضت نبل والزهراء للعديد من الهجمات بالقصف بالأسلحة الثقيلة او بالهجوم المباشر ومحاولة الدخول لا سيما نظرا الى اهمية موقعهما الاستراتيجي ولكن دون التمكن من ذلك.
ورغم الظروف القاسية صمد اهالي البلدتين لمدة ثلاث سنوات ونصف تحت الحصار والقصف وشكلوا لجانا اهلية شعبية للدفاع عن البلدتين وبقيت البلدتان عصيتين على دخول الجماعات المسلحة رغم القصف شبه اليومي.
وترافقت ايام الحصار مع عشرات المحاولات من المجموعات المسلحة المتمركزة في القرى المجاورة لاقتحام البلدتين، غير ان هذه المحاولات فشلت في كسر ارادة الصمود لدى الاهالي او في اختراق دفاعات اللجان الشعبية الذين ظلوا صامدين في مواقعهم الى ان جاء الفرج.. وفك الحصار