الوقت- الاسائة الى حرمة الرموز الدينية واهانة القادة وعلماء الدين، سياسة دأب نظام ال خليفة البغيض على تطبيقها، وان دلت على شيئ انما تدل على فشل السياسة الأمنية والطائفية الخبيثة لحكام المنامة في مواجهة الاحتجاجات السلمية للشعب البحريني، كما تعكس حالة اليأس التي يعيشها النظام الخليفي بعد انتخابات نزعت عنه كل شرعية وأثبتت للعالم حجمه الحقيقي.
لم تمض سوى بضع ساعات على فشل انتخابات المهزلة في البحرين بعد المقاطعة الشعبية الواسعة التي فاقت الـ 70 في المئة، حتى أقدم مرتزقة ال خليفة بأمر من شخص الملك على هذه الجريمة النكراء. هذا الهجوم البربري على عالم ديني كبير في البحرين يكشف اللثام عن وجه حاقد يحكم بلاده بالحديد والنار، ويحمل في طياته أهداف عدّة، منها:
أولاً: ارعاب كافة الرموز الدينية في البحرين وثنيهم عن دعم الثورة السلمية للشعب وبالتالي الحصول على حد أقل من الشرعية أمام الشعب البحريني والمجتمع الدولي.
ثانياً: تحويل الثورة السلمية الى ثورة طائفية عبراستهداف الرموز الدينية، ومن ثم الانقضاض عليها بحجة تهديد أمن البحرين ودول الخليج الفارسي.
ثالثاً: استدراج الشعب البحريني الى الثورة المسلحة ودفعه للمواجهة والاصطدام مع مرتزقة ال خليفة، لسحب الشرعية من ثورته السلمية.
الشيخ قاسم في أول رد منه على السلطات، قال "إن عالم الدين الحقيقي لا يوقفه تهديد، وأن على السلطة أن تيأس من حصول ذلك"، في أبرز إشارة على تحديه ممارسات الطغاة ضده، منذ اقتحام منزله، مؤكداً أنه لم يكن يرى السلطة رؤوفة بالشعب، حريصة على دمه وحرماته ومقدساته، وأنه لا زال يعرف أن لدى الحكومة من قوّة التدمير المشتراة بأمواله ما يكفي لإثمانه، وأنها مستعدةُ بأن تُقدم على كثيرٍ من التدمير كلما سمحت لها الظروف العالمية وأوضاع الأمم والشعوب اليوم بذلك.
لا يختلف اثنان على الدور الكبير للعلامة عيسى قاسم في مقاطعة انتخابات ال خليفة، وبالتالي تعريتهم وكشف عورتهم أما العالم بأسره، وهذا ما دفع نظام البحرين للقيام بهذا العمل الجبان والخطوة الحمقاء التي لا تقل عن حماقة الانتخابات، وكانت بمثابة اعتداء على كل الشعب البحريني، وجريمة هزت وجدان الغيارى على مذبح الوطن.
لم تجرى رياح البحرين بما تشتهي سفن ال خليفة، التي هدفت لارعاب الشعب البحريني عبر ضرب رأس السلطة الدينية، لأن تداعيات هذا الاعتداء السافر رسخت الشيخ عيسى قاسم كقائد عظيم وقلب نابض لثورة البحرين، وزادت من حظوظه لدى معارضيه قبل غيرهم، وقد توارت ردود الفعل المستنكرة لما جرى في الدراز على الصعيدين المحلي والاقليمي.
لقد أكدت كافة الرموز الدينية وجمعية الوفاق ومنتدى حقوق الانسان والكثير من الرموز السياسية المعارضة وقوفها الى جانب اية الله عيسى قاسم، كما شهدت صلاة الجمعة حضور حشد كبير من المصلين خلف العلامة قاسم رغم منع مرتزقة ال خليفة وفرضهم طوقا أمنيا على الدراز بعد دعوة السيد عبدالله الغريفي إلى صلاة جمعة إستثنائية وموحدة بإمامة الشيخ عيسى قاسم في جامع الإمام الصادق عليه السلام، واعتباره المشاركة والحضور مسؤولية شرعية ووطنية. الشعب البحريني حذّر من التعرض لسماحة "شيخنا المفدّى" لأنها تدخل الصراع بين الشعب والسلطة في نفق مجهول وتفتحه على كل الاحتمالات، كما لبّى نداء الواجب وتوجه للصلاة خلف الشيخ عيسى قاسم في رسالة كرست هذا المرجع الديني أكثر من أي وقت مضى رمزاً وعلماً لا يمكن تجاهله فضلاً عن التعرض اليه.
"سلم لمن سالمكم وحرب لمن حاربكم" هكذا عبرت جماهير الشيخ قاسم عن غضبها لممارسات السلطة الجائرة بحق أبناء الشعب والتعدي على صمام أمان البحرين الذي لولاه لكان نظام ال خليفة من الماضي، مؤكدةً وقوفها في صفّ متراص خلف قيادته الحكيمة.
اذاً، هذه هي المرة الثانية التي يتم فيها استهداف هذا العلم البحريني الكبير، الاّ أن كافة أطياف المجتمع البحريني أكدوا مجدداً وأكثر من أي وقت سابق وقوفهم خلف الشيخ قاسم والمضي في ثورتهم تحت رايته وهم يرددون "دونك الأنفس يا قاسمنا".