الوقت ـ بعد مرور أكثر من عقدين من الزمن علی بدء المفاوضات التي وافقت علیها السلطة الفلسطينية في تسعينيات القرن الماضي والتي وعد الشعب الفلسطيني من خلالها، بانها ستكون الآلیة المجدية لنيل حقوقه المسلوبة من قبل الكيان الإسرائيلي، لکن رغم ذلک فان المفاوضات لم تجلب للشعب الفلسطيني، سوی المزيد من الكوارث والويلات مثل الحروب ومصادرة ما تبقی من الأراضي الفلسطينية. ورغم أن السلطة الفلسطينية ودول عربية كثيرة أعلنت كرارا ومرارا أن المفاوضات مع الكيان الإسرائيلي قد ماتت ودفنت وتعفنت ولم يبقي منها شيء يذكر، إلا أن السلطة الفلسطينية علی مايبدو باتت الیوم مرة اخری علی إستعداد للعودة لهذه المفاوضات، متناسية أن كيان الإحتلال يستغل المفاوضات لإكمال مشاريعه وليس منح الفلسطينين شيء من حقوقهم. وخلال الأيام الاخيرة فقد دعی وزير الخارجية الفرنسية «لوران فابيوس» السلطة الفلسطينية وكيان الإحتلال بالعودة الی جولة جديدة من المفاوضات لإنهاء الأزمة الفلسطينية بناء علی حل الدولتين علی حد زعمه، فما هو موقف حماس من أية مفاوضات جديدة محتملة من قبل السلطة الفلسطينية مع كيان الإحتلال؟ولمعرفة الإجابة علی هذا السؤال وقضايا أخری، أجری موقع «الوقت» حوارا مع «اسماعيل الاشقر» عضو المجلس التشريعي الفلسطيني وأحد قيادات حماس، في هذا السياق.
الوقت: عن ماذا تبحث فرنسا ووزير خارجيتها «لوران فابيوس» من وراء طرح قضية بدء المفاوضات مرة اخری بين الكيان الإسرائيلي و السلطة الفلسطينية، بذريعة تأسيس الدولة الفلسطينية بناء علی حل الدولتين؟
الاشقر: الغرب يعتقد بان حل القضية الفلسطينية ياتي من خلال وجود دولتين، دولة فلسطينية كما متعارف علیها، وأن تكون منزوعة السلاح وضعيفة ومثل بقع علی جلد النمر، ودولة إسرائيلية مستقوية علی شعبنا الفلسطيني. باعتقادي ما يحاولون طرحه من جديد قد فشل فشلا ذريعا في السابق، لان الاحتلال الصهيوني قد اكل معظم الاراضي الفلسطينية في الضفة الغربية من خلال الاستيطان ومن خلال الانتشار في الضفة الغربية بشكل واسع، فبالتالي أصبح هذا المشروع (حل الدولتين) مشروعا غير ممكن أن يتحقق علی أرض الواقع. أعتقد أن الدول الاوروبية ومن ضمنها فرانسا أصبحت من جديد تسعی لکي تجد حل للقضية الفلسطينية، سوی كان حلا مرضيا او غير مرضيا بالنسبة لشعبنا الفلسطيني
الوقت: ما هي التهديدات التي تراها حماس في حل الدولتين؟
الاشقر: طرح قضية المفاوضات للوصول الی حل الدولتين هو تضیيع للوقت مرة اخری، لان القضية الفلسطينية لا يجب أن تطرح بهذا الشكل بل أن القضية الفلسطينية يجب أن تكون واضحة المعالم، وقضية حل الدولتين أصبحت أمرا غير واقعيا ومرفوضا وبالتالي نحن لا نجد سوی حل واحدا وأن الحوار مع الاحتلال الصهيوني هو فقط من خلال البندقية ومن خلال طرده من أرضنا ومقدساتنا، ولم يکن الحوار مع الکيان الإسرائيلی عبر المفاوضات مجديا.
الوقت: صدرت تصريحات من قبل بعض المسؤولين الإسرائيليين بان مواقف فابيوس الاخيرة والتي قال خلالها في حال فشل المفاوضات هذه المرة فان فرنسا ستعترف بالدولة الفلسطينية، ستكون مشجعة للفلسطينيين لكي يفشلو المفاوضات إذا ماجرت مرة اخری بين الفلسطينيين والكيان الإسرائيلي!، ما هو تحليل حماس تجاه مثل هذه التصريحات الإسرائيلية المشبوهة؟
الاشقر: أكرر مرة اخری أن أي عودة الی المفاوضات سوف لم يكن لها أية نتيجة للشعب الفلسطيني، سوی مضيعة المزيد من الوقت، حيث أن هذه المفاوضات أضاعت لحد الآن أكثر من 22 عاما دون طائل، وبالتالي فان ما يحاول طرحه فابيوس وأمثاله، هومحاولة لتفتيت القضية الفلسطينية من خلال مفاوضات جديدة. نحن نری من خلال الواقع الذي نعيشه ونراه علی أرض الواقع أن امكانية تحقيق حل الدولتين، حيث أن تكون هنالک دولة فلسطينية ودولة إسرائيلية هو أمر مستحيل، وبالتالي ليس أمام شعبنا إلا خيارا واحدا وهو خيار الكفاح المسلح.
الوقت: هنالك تحليل يقول بان الغرب والكيان الصهيوني يسعيان من خلال ما طرحه فابيوس وهو العودة الی المفاوضات وحل الدولتين، خدع الفلسطينيين مرة أخری حتی يعودوا الی المفاوضات ثانية لكي يجد الكيان الصهيوني فرصة كافية ليستمر في بناء المستوطنات والاستمرار بسياساته الإجرامية الحالیة ضد الفلسطينيين، فما هو رأيك في ذلك؟
الاشقر :نعم هذا تحليل صحيح وهذه رؤية صحيحة ودقيقة جدا. لأنه كيف ستقام دولة فلسطينية والاحتلال الصهيوني لازال يبتلع أراضي الضفة الغربية وأين ستقام الدولة الفلسطينية، هل ستقام في الهواء؟، هل ستقام علی الورق؟، هل سيكون لها أية مكانة في العالم؟، أنا باعتقادي لا يمكن للفلسطينيين أن يسترجعوا حقوقهم عبر حلول مثل حل الدولتين وبالتالي علی الشعب الفلسطيني أن لا ينخدع مرة اخری بالمشاركة في مفاوضات عبثية جديدة.
الوقت: هنالك حديث نسمعه هذه الايام حول أن «محمد دحلان» يسعی ومن خلال دعم بعض الدول مثل الامارات العربية المتحدة ، أن يصبح رئيسا للسلطة الفلسطينية بدل السيد «محمود عباس»، ما هو موقف حماس تجاه دحلان وهل تقبلون به رئيسا لفلسطين ام لا؟
الاشقر: هنالك حوارات اقليمية ودولية من قبل الإمارات وغيرها من الدول لتقديم محمد دحلان مرة ثانية علی أنه يكون بديلا للسيد محمود عباس وهذا مرفوض من قبل شعبنا الفلسطيني. السيد دحلان مرفوض من قبل حركة فتح ومن قبل اهلنا في قطاع غزة وأهلنا في الضفة الغربية. وهو غير مقبول فلسطينيا ولم يكن له حظ لكي يفرض نفسه علی الشعب الفلسطيني وهنالك مساعي كثيرة من قبل بعض الدول أن ياتو بشخصية تكون مقبولة أمريكيا واسرائيليا، لاستبدال السيد محمود عباس، لكن شعبنا الفلسطيني لا يمكن أن يقبل إلا بشخص ينتخبه من خلال صناديق الإنتخابات.