الوقت- اذاً لا تريد أمريكا وإسرائيل لإيران أن تمتلك ما تمتلكان، ومن المؤكد أن المسألة لا علاقة لها بالأخلاق ولا بالأمن العالمي"فلو كانت لبانت"، فمنذ ان قررت الجمهورية الاسلامية الايرانية ممارسة حقوقها التي يكفلها القانون الدولي بامتلاك التقنية النووية واستعمالها للأغراض السلمية، منذ ذاك الحين بدأت أمريكا وأذنابها وبذريعة الادعاء بأن طهران تسعى لامتلاك السلاح النووي، بفرض العقوبات وكل انواع الضغط والحصار، واستنفذت المنظومة الدولية وكل ما تملك للمواجهة مع الجمهورية الاسلامية علّها تستطيع "ليّ الذراع الايراني".
لم تكن أي جولة تفاوض ذات دور وقيمة كمفاوضات السنوات التي عرفت بمفاوضات الخمسة زائداً واحداً، لأنها كانت بداية الاعتراف الغربي بالبحث عن حلّ سياسي جدّي للأزمة مع إيران، فقد شهدت سنوات التفاوض مراحل من التجاذب بين واشنطن وطهران، لصناعة ميزان قوى يصيغ التفاوض، وينتهي بحل الأزمة، الا أن اصرار طهران على الاستفادة من حقوقها النووية السلمية والمشروعة من جهة، والتعنت الغربي-الأمريكي وفرض العقوبات من جهة ثانية أخر هذه المفاوضات حوالي العقد من الزمن.
استخدمت الدول الغربية وعلى رأسها الولايات المتحدة منذ منتصف العقد الماضي العقوبات التجارية والاقتصادية وسيلة رئيسية ضد إيران، كما استخدمت مجلس الأمن الدولي بالإضافة إلى العقوبات "أحادية الأجانب" في التضييق والضغط على طهران، فتصاعدة وتيرة العقوبات الأمريكية في السنوات الأخيرة الأمر الذي أثر سلبا على سير المفاضات وأخر الاتفاق بين الجانبين، فلا تكاد تنتهي جولة من المفاوضات حتى تفرض الحكومة الأمريكية عقوبات جديدة على ايران.
لطالما أكدت الجمهورية الاسلامية الايرانية عبر قائد الثورة الاسلامية اية الله خامنئي ورؤساء الجمهورية والوزراء والمفاوضين سلمية الملف النووي، موازاةً مع عدم تخليها عن حقوقها النووية، ، ففتوى اية الله خامنئي في تحريم صنع واستعمال السلاح النووي كانت واضحة ولا يشوبها أي ابهام.
في هذا السياق ايران فتحت منشآتها النووية للتفتيش الدولي وفقاً لقواعد اتفاقية حظر انتشار الاسلحة النووية، وقدمت الدليل تلو الدليل بأنها لا تسعى وليست لديها النية لتصنيع القنبلة النووية، واغنتها بالفتوى الشرعية، رغم كل ذلك بقيت امريكا على مواقفها وادعائها بأن ايران تسـعى لامتـلاك السلاح النووي وانها تخفي عن الغرب ما لديها من تقنية وما انجزته على طريق امتلاك القنبلة النووية. هذه الادعاءات التي لم يقم الغرب دليلاً واحدا عليها تعامل معها على اساس انها الحقيقة مع ادراكه في الواقع عدم صحتها أكثر من طهران نفسها، وبالتالي لا بد من طرح الأسئلة التالية: أولاً ما الهدف من الاصرار الأمريكي؟ ثانياً:هل مشكلة أمريكا هي مع السلاح النووي أو حتى السلمي منه؟ ثالثاً: هل قلق واشنطن ينبع من حرصها على السلم العالمي كما تدعي؟
التاريخ يثبت أن أمريكا هي اخر من يهتم للسلم العالمي، فهي أكبر قوة نووية على وجه الأرض، كما أنها الدولة الوحيدة التي استخدمت السلاح النووي، رغم ذلك تنفذ ايران التزاماتها للوكالة الدولية ولا توجد لديها اسلحة نووية ولا تهدد جيرانها ولم تبدأ حربا مع اي منهم ، واسرائيل على الجانب الآخر لديها المئات من الاسلحة النووية وبعكس ايران ترفض التوقيع على اتفاقية حظر نشر الاسلحة النووية ولا تسمح لمفتشي الوكالة بالدخول الى منشآتها،لذلك تسقط حجة "السلم العالمي".
الرد على السؤال الثاني جاء من الأمريكيين أنفسهم عبر المسؤول البارز في مجلس الأمن القومي " فيليب جوردن" الذي قال في مقابلة صحفية أجراها مؤخراً:"واشنطن ترغب بوقف طهران للتخصيب نهائياً"،"نريد التخصيب صفر" أي تريد الادارة الأمريكية أن تتوقف ايران عن التخصيب كلياً وبالتالي تحرم من حقها النووي ولو كان سلمياً، اذاً المشكلة مصطنعة فما هو هدف هذه المشكلة المصطنعة؟.
بالعودة الى السؤال الأول تتوضح نوعية "المشكلة المصطنعة"، فقد بدأت الولايات المتحدة عدواناً اقتصادياً شرساً ضد ايران على امل ان تكون هناك معاناة وعزلة اقتصاديتين تؤديان الى تغيير النظام. المشكلة مع ايران هي أنها اسلامية تدافع عن حقوق الشعوب ، وتدعم القضية الفلسطينية، وتريد تحقيق استقلال حقيقي وقدرة على اتخاذ القرار بحرية، في المقابل تريد أمريكا أن تبقي نفط االمنطقة تحت هيمنتها دون غيرها،و تخشى من منازعة إيران لها على زعامة المنطقة، كما تريد أن تحتفظ بقوة ردع ساحقة لاسرائيل حتى لا تتمكن أي دولة في المنطقة أن تنازعها بقاءها وهيمنتها. اذا الملف النووي الايراني ذريعة أمريكية لتحقيق اهداف اخرى لا يشكل الموضوع النووي الا جزءا بسيطا منها، فالاصراراً الغربي على مواصلة الضغوط بشتى الوجوه يهدف لتحقيق تلك الاهداف وليّ ذراع طهران واعادتها الى حظيرة التابعين المستسلمين للغرب .
عجز الغرب عن استعمال القوة (لاسباب يدركها جيداً) في تدمير المنشآت النووية الايرانية بالطريقة التي تعاملت اسرائيل بها مع المفاعل النووي العراقي ، وفشل سياسة العقوبات التي حولتها طهران الى فرصة ثمينة للتقدم العلمي والاكتفاء الذاتي، وافشال ايران للحرب الكونية على محور المقاومة بدايةً من فلسطين الاقصى مروراً بلبنان المقاومة فسوريا الصامدة والعراق الجريح وصولاً الى اليمن، و تأثير الملف الايراني على انتخابات الرئاسة الأمريكية، شكل أزمة حادة لحكومة أوباما ووضعها أمام خيارين: اما اعلان العجز خاصة مع المتغيرات الدولية المتمثلة بالصعود الروسي مدعوما بالصين ودول البريكس، معطوفاً على تغيرات المنطقة، اوالاقرار بالحقوق النووية السلمية لايران وبالتالي الاكتفاء بنصرمعنوي عبر التزام ايراني علني بعدم امتلاك امتلاك السلاح لنووي .
اذاً طهران تستكمل المفاوضات مع الغرب صاحب "الصفحة السوداء"، تحت قيادة المرشد الأعلى رغم سعي بعض الأدوات التي تنصب العداء لايران في التأثير سلباً على سيرها ، ولكن يبدو ان 24 تشرين2 -نوفمبر2014 يوم انتهاء المهلة المتفق عليها للإعلان عن الاتفاق النهائي بين ايران والدول (5+1)، سيكون تاريخا ومفصلياً في المواجهة، يوقع فيه اتفاق يضمن لايران حقوقها النووية، خاصةً بعد قناعة الغرب بأن التأخير سيفاقم خسائره، وأن هذا الملف رهن المسار التفاوضي ، كما انه جرب البديل وفشل.
لم تكن أي جولة تفاوض ذات دور وقيمة كمفاوضات السنوات التي عرفت بمفاوضات الخمسة زائداً واحداً، لأنها كانت بداية الاعتراف الغربي بالبحث عن حلّ سياسي جدّي للأزمة مع إيران، فقد شهدت سنوات التفاوض مراحل من التجاذب بين واشنطن وطهران، لصناعة ميزان قوى يصيغ التفاوض، وينتهي بحل الأزمة، الا أن اصرار طهران على الاستفادة من حقوقها النووية السلمية والمشروعة من جهة، والتعنت الغربي-الأمريكي وفرض العقوبات من جهة ثانية أخر هذه المفاوضات حوالي العقد من الزمن.
استخدمت الدول الغربية وعلى رأسها الولايات المتحدة منذ منتصف العقد الماضي العقوبات التجارية والاقتصادية وسيلة رئيسية ضد إيران، كما استخدمت مجلس الأمن الدولي بالإضافة إلى العقوبات "أحادية الأجانب" في التضييق والضغط على طهران، فتصاعدة وتيرة العقوبات الأمريكية في السنوات الأخيرة الأمر الذي أثر سلبا على سير المفاضات وأخر الاتفاق بين الجانبين، فلا تكاد تنتهي جولة من المفاوضات حتى تفرض الحكومة الأمريكية عقوبات جديدة على ايران.
لطالما أكدت الجمهورية الاسلامية الايرانية عبر قائد الثورة الاسلامية اية الله خامنئي ورؤساء الجمهورية والوزراء والمفاوضين سلمية الملف النووي، موازاةً مع عدم تخليها عن حقوقها النووية، ، ففتوى اية الله خامنئي في تحريم صنع واستعمال السلاح النووي كانت واضحة ولا يشوبها أي ابهام.
في هذا السياق ايران فتحت منشآتها النووية للتفتيش الدولي وفقاً لقواعد اتفاقية حظر انتشار الاسلحة النووية، وقدمت الدليل تلو الدليل بأنها لا تسعى وليست لديها النية لتصنيع القنبلة النووية، واغنتها بالفتوى الشرعية، رغم كل ذلك بقيت امريكا على مواقفها وادعائها بأن ايران تسـعى لامتـلاك السلاح النووي وانها تخفي عن الغرب ما لديها من تقنية وما انجزته على طريق امتلاك القنبلة النووية. هذه الادعاءات التي لم يقم الغرب دليلاً واحدا عليها تعامل معها على اساس انها الحقيقة مع ادراكه في الواقع عدم صحتها أكثر من طهران نفسها، وبالتالي لا بد من طرح الأسئلة التالية: أولاً ما الهدف من الاصرار الأمريكي؟ ثانياً:هل مشكلة أمريكا هي مع السلاح النووي أو حتى السلمي منه؟ ثالثاً: هل قلق واشنطن ينبع من حرصها على السلم العالمي كما تدعي؟
التاريخ يثبت أن أمريكا هي اخر من يهتم للسلم العالمي، فهي أكبر قوة نووية على وجه الأرض، كما أنها الدولة الوحيدة التي استخدمت السلاح النووي، رغم ذلك تنفذ ايران التزاماتها للوكالة الدولية ولا توجد لديها اسلحة نووية ولا تهدد جيرانها ولم تبدأ حربا مع اي منهم ، واسرائيل على الجانب الآخر لديها المئات من الاسلحة النووية وبعكس ايران ترفض التوقيع على اتفاقية حظر نشر الاسلحة النووية ولا تسمح لمفتشي الوكالة بالدخول الى منشآتها،لذلك تسقط حجة "السلم العالمي".
الرد على السؤال الثاني جاء من الأمريكيين أنفسهم عبر المسؤول البارز في مجلس الأمن القومي " فيليب جوردن" الذي قال في مقابلة صحفية أجراها مؤخراً:"واشنطن ترغب بوقف طهران للتخصيب نهائياً"،"نريد التخصيب صفر" أي تريد الادارة الأمريكية أن تتوقف ايران عن التخصيب كلياً وبالتالي تحرم من حقها النووي ولو كان سلمياً، اذاً المشكلة مصطنعة فما هو هدف هذه المشكلة المصطنعة؟.
بالعودة الى السؤال الأول تتوضح نوعية "المشكلة المصطنعة"، فقد بدأت الولايات المتحدة عدواناً اقتصادياً شرساً ضد ايران على امل ان تكون هناك معاناة وعزلة اقتصاديتين تؤديان الى تغيير النظام. المشكلة مع ايران هي أنها اسلامية تدافع عن حقوق الشعوب ، وتدعم القضية الفلسطينية، وتريد تحقيق استقلال حقيقي وقدرة على اتخاذ القرار بحرية، في المقابل تريد أمريكا أن تبقي نفط االمنطقة تحت هيمنتها دون غيرها،و تخشى من منازعة إيران لها على زعامة المنطقة، كما تريد أن تحتفظ بقوة ردع ساحقة لاسرائيل حتى لا تتمكن أي دولة في المنطقة أن تنازعها بقاءها وهيمنتها. اذا الملف النووي الايراني ذريعة أمريكية لتحقيق اهداف اخرى لا يشكل الموضوع النووي الا جزءا بسيطا منها، فالاصراراً الغربي على مواصلة الضغوط بشتى الوجوه يهدف لتحقيق تلك الاهداف وليّ ذراع طهران واعادتها الى حظيرة التابعين المستسلمين للغرب .
عجز الغرب عن استعمال القوة (لاسباب يدركها جيداً) في تدمير المنشآت النووية الايرانية بالطريقة التي تعاملت اسرائيل بها مع المفاعل النووي العراقي ، وفشل سياسة العقوبات التي حولتها طهران الى فرصة ثمينة للتقدم العلمي والاكتفاء الذاتي، وافشال ايران للحرب الكونية على محور المقاومة بدايةً من فلسطين الاقصى مروراً بلبنان المقاومة فسوريا الصامدة والعراق الجريح وصولاً الى اليمن، و تأثير الملف الايراني على انتخابات الرئاسة الأمريكية، شكل أزمة حادة لحكومة أوباما ووضعها أمام خيارين: اما اعلان العجز خاصة مع المتغيرات الدولية المتمثلة بالصعود الروسي مدعوما بالصين ودول البريكس، معطوفاً على تغيرات المنطقة، اوالاقرار بالحقوق النووية السلمية لايران وبالتالي الاكتفاء بنصرمعنوي عبر التزام ايراني علني بعدم امتلاك امتلاك السلاح لنووي .
اذاً طهران تستكمل المفاوضات مع الغرب صاحب "الصفحة السوداء"، تحت قيادة المرشد الأعلى رغم سعي بعض الأدوات التي تنصب العداء لايران في التأثير سلباً على سيرها ، ولكن يبدو ان 24 تشرين2 -نوفمبر2014 يوم انتهاء المهلة المتفق عليها للإعلان عن الاتفاق النهائي بين ايران والدول (5+1)، سيكون تاريخا ومفصلياً في المواجهة، يوقع فيه اتفاق يضمن لايران حقوقها النووية، خاصةً بعد قناعة الغرب بأن التأخير سيفاقم خسائره، وأن هذا الملف رهن المسار التفاوضي ، كما انه جرب البديل وفشل.