لسنا هنا في وارد اثبات كذب وحقد وطائفية الاعلام الخليجي لاسيما السعودي والقطري، ضد المسلمين الشيعة في العالم، فهذا الكذب والحقد ليس بحاجة الى اثبات فهو اوضح من الشمس في رابعة النهار.
قد يسأل سائل اذا كان كذب هذا الاعلام على الشيعة واضح بهذا الشكل، ترى كيف يمكن ان يقبل هكذا اعلام على نفسه ان يكون مثارا للسخرية؟، جوابا على هذا السؤال نقول، ان كذب هذا الاعلام واضح كل هذا الوضوح للشيعة فقط وبعض اخوتنا من السنة الذين تحرروا من الاحقاد الطائفية، فهم يعرفون ان هذا الاعلام كذاب.
هذا الاعلام يعرف جيدا انه يخاطب قطاعات من المسلمين يستأنسون بهذا الكذب على الشيعة، لانهم نشأوا على هذا الكذب الذي يروي حقدهم على الشيعة ، فهم من الاساس تم تلقيحهم بلقاح كره الشيعة والحقد عليهم، ومن هذه الخلفية ينطلق الاعلام الخليجي في سرد الاكاذيب التي تصل الى الخرافة في بعض الاحيان والتي لا يمكن ان تقنع حتى السفيه، الا ان هذا الاعلام يعرف، ان من يخاطبهم هم اسفه من السفهاء، فهؤلاء يقبلون كل ما يقال عن الشيعة حتى لو تعارض مع البديهيات.
الاعلام الخليجي يكن حقدا مرضيا ضد الشيعة في كل انحاء العالم، فلا فرق بين شيعي وشيعي من وجهة نظر هذا الاعلام، المهم ان تكون شيعيا لتكون هدفا لاكاذيبه وحقده، فشيعة ايران والعراق والبحرين ولبنان وسوريا والسعودية واليمن وباكستان وافغانستان وافريقيا واوروبا وامريكا، كلهم في دائرة الاستهداف، فلا تغفر للشيعي محاربته الكيان الصهيوني كشيعة لبنان، ولا تغفر للشيعي وقوفه الى جانب الحق الفلسطيني والقضايا العربية ومناهضتة للصهاينة والاستكبار كشيعة ايران، ولا تغفر للشيعي مظلوميته وقتله على مدار الساعة كشيعة العراق، ولاتغفر للشيعي تمسكه بحراكه الحضاري السلمي رغم القتل والتنكيل والقمع كشيعة البحرين، ولاتغفر للشيعي محاربته للقاعدة و وقوفه الى جانب باقي مكونات الشعب الاخرى للمطالبة بالحرية والعدالة كشيعة اليمن، ولا تغفر للشيعي سكوته على كل النعوت التي ينعت بها واتهامه بالكفر والشرك والنفاق كشيعة السعودية، ولاتغفر للشيعي وطنيته وانخراطه في هموم شعبه و وطنه ومشاركته في بناء النهضة التنموية في بلاده كشيعة الدول الخليجية، فالشيعي في كل مكان مهما اتى من فعل يصب من الفه الى يائه في مصلحة بلده وشعبه، فهو متهم بالولادة في دينه و وطنيته و عقيدته واخلاقه وعرضه، من قبل الاعلام الخليجي.
الشيء الذي يمكن ان يجعل الاعلام الخليجي ينظر نظرة رضا الى الشيعي، هو ان ينقلب هذا الشيعي على عقيدته ويتنكر لتربيته ويخون اصله ويطعن بنسبه، وقبل كل هذا وذاك ان يعلن الحرب على ايران ويجعلها عدوا ابديا له، وان يحتقر مراجعه الدينيين، وان يستهزيء بشعائره.
ومن اجل ان نعضد قولنا بدليل نقتطف سطورا من خبر، يثير سخرية حتى البلهاء ، قامت بصناعته صحيفة قطرية تصدر في لندن يضم اسمها اسم مقدس هو القدس، الا انها تنضح حقدا مرضيا ضد اتباع اهل البيت عليهم السلام، يقول هذا الخبر: "أكد مصدر من ميليشيا «السلام» التابعة لمقتدى الصدر توصلهم إلى اتفاق مع «وزارة الدفاع» يقتضي بتمويل نشاطاتهم ودفع رواتب مقاتليهم عن طريق غنائمهم من المناطق الحاضنة لتنظيم «داعش»، وذلك بسبب عدم اقرار الموازنة المالية للعام الحالي، ما ادى الى عجز في توفير السيولة النقدية المخصصة لتنظيم الحشد الشعبي والذي تشكل «السلام» احد اركانه الرئيسة.... وقال ابو زهراء القريشي الذي يشغل منصب مساعد قائد منطقة جنوب بغداد في ميليشيا «السلام»، إن اجتماعا موسعا جرى في مبنى وزارة الدفاع في بغداد، وضم القادة الميدانيين في قوات الحشد الشعبي وضباط من مكتب قائد الاركان وقسم الميره (التمويل) في الوزارة، لتدارس مشكلة تأخر رواتب المقاتلين المتطوعين المتأخرة منذ اكثر من شهرين ...ويضيف القريشي ان الاتفاق ينص على التصرف بالغنائم يكون من صلاحية خادم السرية «قائد وحدة من 50 مقاتلا»، وهو الذي تتجمع لديه الاشياء التي يتم الاستيلاء عليها ويتولى توزيعها بين افراد وحدته مع اقتطاع نصيب يخصص للوحدات غير الميدانية في ميليشيا «السلام»".
هذا الخبر وكما هو متوقع اثار موجة من التعليقات التي اخذت تشتم وتلعن من اوصل العراق الى ما وصل اليه وهم الشيعة طبعا !!، الملفت ان كل المعلقين قبلوا ما جاء بالخبر وكانه وحي منزل، دون ان يسألوا انفسهم: اذا كان هذا حقا هو فعل الاكثرية الشيعية بالاقلية السنية، لماذا لم يُشاهد نزوح جماعي من المحافظات الجنوبية والوسطى للسنة كما حدث في المحافظات الغربية بسبب "داعش"؟، ترى كيف يعيش السنة احرارا وهم اقلية في بغداد وديالي والبصرة وباقي المحافظات الجنوبية الاخرى، دون ان يتعرضوا لسوء من قبل الشيعة وهم الاكثرية الساحقة؟، لماذا لم تشاهد ردة فعل حتى ولو بسيطة من قبل الشيعة على عمليات الذبح اليومي لابنائهم بالسيارات المفخخة على مدى عشر سنوات؟، كيف يمكن تفسير وجود السنة في المحافظات الشيعية، ولا اثر للشيعة في المحافظات السنية؟ لماذا لم ينتقم الشيعة لقتالهم في سبايكر؟، لماذا فتح ابناء المحافظات الشيعية ابواب بيوتهم وحسينياتهم لاستقبال السنة الفارين من "داعش"؟ ، من المؤكد ان مخاطبي الاعلام الخليجي لا يمكن ان يفكروا حتى مجرد تفكير بهذه الاسئلة، لانها خارج نطاق منظومتهم المعرفية اصلا، اما جواب هذه الاسئلة فسينسف كل ما يعشعشع في رؤوسهم من مزاعم واهية ازاء ما يجري في العراق، وسيثبت بالدليل القاطع كذب الاعلام الخليجي الطائفي، وسيكشف ان لا حرب بين الشيعة والسنة في العراق ، بل هي حرب بين العراقيين والتكفيريين ، كما سيؤكد على انسانية واسلامية و وطنية الشيعة.
منيب السائح/وکالة نون