تظهر صورا تنتشر بين الحين والآخر وجود قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني اللواء قاسم سليماني في العراق يدير المعارك ضد تنظيم داعش الارهابي التكفيري .
وقد شوهد اللواء سليماني مرارا وبشكل علني منذ معركة آمرلي بمحافظة صلاح الدين الأيوبي العراقية بين القيادات العراقية، كما شوهد مؤخرا في منطقة جرف الصخر بمحافظة بابل، حيث تمكنت قوات الجيش العراقي وقوات الحشد الشعبي من تحريرها .
وقد تمكنت قوات الجيش العراقي وبمساندة من الحشد الشعبي والعشائر في تسجيل الانتصار في احدي ابرز واكبر عملياته في جرف الصخر حيث فرض سيطرته الكاملة على المنطقة وانزل اعلام داعش التي كان الارهابيون قدرفعوها على الابنية.
وكانت هذه العملية التي قتل فيها 200 مقاتل من داعش وجرح 60 منهم قد بدات مساء الجمعة 24 اكتوبر وسميت باسم عملية "عاشوراء" وتسببت بتحرير هذه المنطقة الاستراتيجية والهامة في شمال محافظة بابل .
وكان اللواء سليماني يقود المعارك ضد تنظيم داعش في مناطق حزام بغداد الجنوبي، حيث ظهر في صورة له بجانب زعيم منظمة بدر هادي العامري والسيد محمد طباطبائي معاون الامين العام لعصائب الحق والشيخ عدنان الشحماني قائد كتائب التيار الرسالي .
وتشير تقارير إعلامية إلى أن اللواء سليماني موجود في العراق، حيث يساعد القوات العراقية في مواجهة زحف الجماعات الارهابية والتكفيرية .
وقد تحدثت الشبكات الاجتماعية في العراق عن الدور الاساسي للواء سليماني في تحرير امرلي كما انها قالت ان اللواء سليماني كان مؤثرا في تحرير جرف الصخر بنسبة مئة بالمئة .
واكتسب سليماني الذي يبلغ من العمر (57 عاما) إثر المواجهات التي خاضها في العراق إلى الأدوار التي لعبها في النزاعين السوري والعراقي، لقب "أقوى مسؤول أمني" في الشرق الأوسط حسب الاعلام العربي والغربي ..
وساعد سليماني في الأعوام الثلاثة الأخيرة الجيش السوري على قلب المكاسب التي حققها الجماعات الارهابية والتكفيرية والوهابية في سوريا .
وكان التلفزيون الرسمي الإيراني قدنشر في وقت سابق ايضا صورة نادرة لقائد فيلق القدس وهو يقف إلى جانب مقاتلين أكراد عراقيين يقاتلون داعش .
والصورة التي نشرت تظهر الجنرال قاسم سليماني باللباس المدني وتحيط به مجموعة من الرجال من البشمركة الأكراد، وقالت المواقع الاعلامية انه مع بداية هجمات داعش نشرت صور للواء قاسم سليماني في العراق ولا سميا أثناء معركة امرلي .
وامرلي المدينة التي تقطنها غالبية تركمانية على بعد 160 كلم شمال بغداد، تعرضت للحصار من قبل داعش لمدة 11 اسبوعا قبل ان يحررها المقاتلون الاكراد والجنود العراقيون وقوات الحشد الشعبي في نهاية أغسطس وأعلنت ايران إرسال الأسلحة ومستشارين عسكريين الى العراق لمساعدة القوات الحكومية والمقاتلين الاكراد العراقيين منذ بداية هجوم داعش في مطلع يونيو .
وأكد مسؤول في السلطة القضائية الإيرانية أخيرا أن اللواء سليماني كان موجودا أيضا إلى جانب القوات الكردية أثناء المعارك قرب أربيل، عاصمة إقليم كردستان العراق الذي يتمتع بحكم ذاتي، في بداية أغسطس.
وفيلق القدس هو وحدة من قوات النخبة في الحرس الثوري الإيراني الذي يقوم في الخارج بمهمات أمنية تعتبر ضرورية ، ولا يظهر قائد هذا الفيلق اللواء قاسم سليماني الا نادرا في وسائل الإعلام الإيرانية، وتجعل منه سمعته كرجل بعيد عن الاضواء و من أحد المسؤولين الإيرانيين الأكثر نفوذا .
وفي سياق التعليقات الايرانية حول الصور التي انتشرت مؤخراً للواء قاسم سليماني إلى جانب بعض البشمركة وغيرهم من المقاتلين العراقيين ضد داعش في العراق قال مستشار ممثل الولي الفقيه في الحرس الثوري الإيراني يد الله جواني ان القائد سليماني وجه معروف عالمياً، وهو من بقية أيام الدفاع المقدس (الحرب العراقية المفروضة على إيران)، وطريقته في القيادة هي نفسها أبان الدفاع المقدس، وكما كان مع غيره من القيادات مثل الشهيد خرازي والشهيد همت والشهيد باكري وغيرهم حاضرين في الصف الأول والمقدمة، فإنه حاضر ميدانياً في مناطق العمليات وأثناء تحريرها .
كما أكد جواني تواجد فيلق القدس في الصف الأول في جبهات القتال ضد تنظيم داعش التكفيري الإرهابي في العراق وسوريا، للدفاع عن الشعبين السوري والعراقي ومقدساتهما وحكوماتهما المشروعة، واعتبر أن داعش تم إيقافها عند حدودها، مشككاً في مصداقية التحالف الأميركي لمحاربة داعش والإرهاب .
وقال جواني إن داعش منيت بهزيمة مدوية خلال الأشهر الأخيرة، في وقت كانت تتصور أن باستطاعتها السيطرة على مدن كبيرة، وتوسع من دائرة نفوذها، حتى أنها كانت قد خططت للسيطرة على دمشق، لكنها فشلت .
وأضاف: إن داعش ومن خلال مؤامرة معقدة استطاعت أن تسيطر في فترة زمينة قصيرة في ثلاث محافظات في العراق هي صلاح الدين والأنبار ونينوى على مدن كبيرة ومهمة مثل تكريت والموصل، وكانت تحسب أن الظروف الحاصلة ستمكنها من السيطرة أيضا على سامراء وبغداد ومناطق مهمة واستراتيجية أخرى .
وحذر جواني من: اننا نواجه اليوم مؤامرة من قبل الأميركيين ضد العالم الإسلامي، ومع الأسف بالاستفادة من بعض الإمكانيات الدولية وإذا ما أمعنا النظر في تركيبة داعش وغيرها من المجموعات التكفيرية فسنلاحظ أن قيادات هذه المجموعات مرتبطة بالاستخبارات العالمية وبشكل واضح، حيث نلاحظ اليوم الدعم لهؤلاء من قبل السعودية وقطر وتركيا والكيان الصهيوني في سوريا والعراق .