الوقت ـ شکل حملة الضربات الجویة فی العراق وسوریا التی تشنها الولایات المتحدة علی رأس تحالف دولی ضد تنظیم داعش التکفیری الارهابی فرصة ذهبیة لصانعی الأسلحة الأمیرکیین .
وتفید التقاریر انه من المتوقع أن تتکلف الحملة , نفقات بملایین الدولارات لشراء قنابل وصواریخ وقطع غیار للطائرات , وتؤمن حججا إضافیة من أجل تمویل تطویر طائرات فائقة التقدم من مقاتلات وطائرات مراقبة وطائرات تموین .
وتقول التقاریر إنها الحرب المثالیة للشرکات التی تتعامل مع الجیش الامریکی وکذلک للمطالبین بزیادة الأموال المخصصة للدفاع .
وبدأت أسهم الشرکاء الرئیسیین للبنتاجون فی الأرتفاع بالبورصة , منذ أن أرسل الرئیس الامریکی باراک أوباما مستشارین عسکریین إلی العراق فی یونیو الماضی، وواصلت ارتفاعها لاحقا مع بدء الضربات الجویة فی العراق فی مطلع أغسطس .
وتصنع لوکهید مارتن بصورة خاصة صواریخ هیلفایر التی تجهز الطائرات دون طیار القتالیة "ریبر" وطائرات الجیش العراقی. وبعد أیام قلیلة علی توسیع الضربات لتشمل الشهر الماضی سوریا , فازت شرکة رایثیون بعقد بقیمة 251 ملیون دولار لتسلیم البحریة صواریخ کروز من طراز توماهوک .
وأطلقت السفن الأمریکیة 47 صاروخ توماهوک خلال اللیلة الأولی من الضربات فی سوریا فی 23 سبتمبر , وسعر کل منها حوالی 1،4 ملیون دولار , وبعد 3 ایام فقط من إطلاق السفن الامریکیة لهذه الصواریخ وقعت وزارة الدفاع الامریکیة عقداً بـ 251 ملیون دولار لشراء المزید من صواریخ توماهوک من شرکة رایثیون العملاقة عسکریاً .
وکانت صحیفة "لوس انجلس تایمز" قد افادت انه مع نهایة العملیات القتالیة الامریکیة فی العراق وأفغانستان , کانت صناعة الدفاع الأمریکیة قد أعلنت عن تخفیضات فی میزانیاتها , وهو ما دفع المقاولین العسکریین الرئیسیین إلی تقلیل عدد العمال والاندماج مع بعضهم البعض وإبطاء خطوط الإنتاج من أجل تقلیل الإنفاق .
ولکن , ومع قصف الولایات المتحدة والطائرات المتحالفة الآن لداعش عاد العدید من المحللین لتوقع أن هذه الضربات سوف تعطی دفعة لمصنعی الذخائر ومنتجی الأسلحة والمتعاقدین العسکریین الآخرین .
وکلف القصف الیومی الذی تنفذه القاذفات الأمریکیة والطائرات بدون طیار ما یقرب من ملیار دولار حتی الآن , وفقاً للمحللین , ومن المرجح أن هذه العملیة سوف تکلف وزارات الدفاع فی الدول المشارکة فی الائتلاف الدولی ملیارات أخری فی المستقبل .
وارتفعت أسهم المتعاقدین العسکریین الرئیسیین , وهم شرکات ریثیون , ولوکهید مارتن کورب , ونورثروب جرومان کورب , وجنرال دینامیکس , إلی ما یقرب من أعلی مستویات تداولها علی الإطلاق , حیث یتوقع المستثمرون ارتفاع الطلب علی الصواریخ دقیقة التوجیه , والقنابل , وغیرها من الأسلحة عالیة الثمن , وکذلک معدات المراقبة والاستطلاع المتطورة , بینما تستعد وزارة الدفاع الامریکیة لصراع یقول القادة بأنه من المرجح أن یستمر لسنوات طویلة .
ویقول المحللون ان هناک الکثیر من الأسباب للاعتقاد بأن الانفاق الدفاعی سیعود للارتفاع مرة أخری وان الصناعات الحربیة الامریکیة تنتعش مرة أخری , ویقدر مرکز التقییمات الاستراتیجیة , وهو مؤسسة بحثیة غیر حزبیة مقرها واشنطن, أن الحملة الجویة قد تکلف 2.4 إلی 3.8 ملیار دولار سنویاً إذا تم الحفاظ علی الإیقاع الحالی من الضربات الجویة. وقد وافق الکونغرس أیضاً علی توفیر ما قیمته 500 ملیون دولار من الأسلحة والتدریب للمتمردین السوریین الذین یمکن أن یکونوا بمثابة القوة البریة ضد المسلحین فی سوریا .
وقد صرح وزیر الدفاع الأمریکی، تشاک هاغل، بأن وزارته بحاجة إلی مزید من الأموال لمحاربة "داعش" , وقالد ان مسؤولی البنتاغون قد بدأوا بالعمل مع الکونغرس من أجل إجراء قرارات طارئة لتوفیر مزید من الأموال للحملة الجویة.
وأضاف الوزیر: إننا ذاهبون لطلب تمویل إضافی من الکونغرس، ونحن نعمل الآن مع اللجان المناسبة حول کیفیة المضی قدماً للحصول علی التراخیص والتمویل.
ویقول ریتشارد أبولافیه، وهو المحلل فی شرکة أبحاث فی فرجینیا: "الشرکاء فی الائتلاف قد اشتروا بالفعل قدراً کبیراً من الأسلحة من صانعی الأسلحة الأمریکیین، وبعد حملة من هذا القبیل , هم عرضة لشراء أکثر من ذلک" .
ویری الخبیر الاقتصادی الأمریکی کریستفر مودی ان "الحرب علی داعش تشکل فرصة حقیقیة لمزید من الانتعاش للاقتصاد الأمریکی، عبر إبرام العقود الضخمة مع الدول التی تخشی خطر التنظیم وتشارک فی التحالف.
وأضاف: "یبدو أنه من الأهداف الرئیسیة للولایات المتحدة، من الحرب علی داعش هو بیع المزید من الأسلحة , لدعم الاقتصاد والسوق الأمریکیة ".
ورغم وجود شکوک حول تأثیر الضربات الجویة علی تقدم تنظیم داعش , فإن المحللین یشیرون إلی أن ذلک لم یضعف إقبال المستثمرین علی توظیف أموال فی شرکات التصنیع العسکری، ویقول لورین تومسون من معهد لکسینغتون الذی یقیم علاقات کثیرة مع الصناعة العسکریة , إن أحوال کبریات الشرکات المتعاقدة "أفضل بکثیر مما کان الخبراء یتوقعونه قبل ثلاث سنوات".
ویصف الخبراء , الاقتصاد الامریکی بانه "اقتصاد حرب" لأنه یعتاش علی الحروب عبر تاریخه , وخصوصاً فی القرن الماضی , حیث خرج الاقتصاد الأمریکی قویاً ومزدهراً عقب الحرب العالمیة الأولی والثانیة , وحرب فیتنام وحرب الخلیج الثانیة , وذلک بفضل إیرادات الأسلحة التی صدرتها أمریکا " .