الوقت ـ اثبت الشعب الفلسطینی مرارا وتکرارا انه موحد بوجه الاحتلال الصهیونی سواء کان فی الضفة وغزه والاراضی المحتلة فی عام 1948 وکذلک فی المهجر والشتات، وان جمیع هذه الاجزاء من الوطن الواحد مصممة علی مواصلة الکفاح والمقاومة بشتی طرقها حتی طرد آخر جندی من ارض فلسطین وتطهیرها من دنس الاحتلال الغاشم الصهیونی.
لعبت الضفة الغربیة خلال العدوان الاخیر الصهیونی علی غزه، دورا مهما فی ممارسة الضغوط علی العدو الصهیونی من خلال المظاهرات والاحتجاجات التی عمت الکثیر من مدن هذه المنطقة خاصة رام الله والخلیل. حیث تعتبر هذه المظاهرات التی خرجت فی هذه المناطق ذات وجهین، فالوجه الاول یشیر الی تأیید سکان الضفة الی المقاومة المسلحة فی غزه ضد العدو الصهیونی والوجه الثانی یشیر الی أن سکان الضفة وکما غزة یرفضون استمرار الاحتلال الاسرائیلی البغیض لمدنهم وقراهم التی اصبحت مسرحا یصول ویجول فیها المستوطنون.
الیوم وخاصة بعد ما عرضت الجمهوریة الاسلامیة الایرانیة فکرة تسلیح الضفة لاشراکها فی الکفاح المسلح ضد العدو الصهیونی، اصبح قادة هذا العدو یشعرون بخطر اصبح یواجههم عسی ان یکون اکبر من الخطر الذی یواجهونه فی غزه من قبل فصائل المقاومة. وإذا ما اصبحت فکرة تسلیح الضفة عملیة وهذا غیر مستبعد انما هو عملی للغایة، فان ساحة القتال فی الضفة ضد العدو المحتل ستکون اکثر فتکا بالمحتلین الصهاینة مقارنة بغزة لعدة اسباب منها القرب الجغرافی لهذه المنطقة بالنسبة الی الاراضی المحتلة وکذلک المساحة الشاسعة التی تشکلها مقارنة بغزة.
وفی الجمعة السابقة واجه الاحتلال الصهیونی بالرصاص الحی، الاحتجاجات فی الضفة التی انطلقت تندیدا بمصادرة اراضی هذه المنطقة من قبل کیان الاحتلال. هذه الاحتجاجات تشیر الی ان الارضیة اللازمة لتوسیع هذه الاحتجاجات فی هذه المنطقة مهیئة وإذا ما تم التنسیق لها فان بامکانها ان تشکل معضلة امنیة کبیرة للاحتلال الصهیونی وقواته الامنیة. کما تشیر المعلومات الواردة من الضفة الغربیة فان سکان هذه المنطقة وبالرغم من قمعهم من قبل سلطات رام الله فانهم یعتقدون ان لاسبیل لانهاء احتلال للاراضی الفلسطینیة سوی آلیة المقاومة، التی یجب التخطیط لانشاءها فی الضفة الغربیة باسرع وقت ممکن.
وفی حال تمکن سکان الضفة التخلص من القیود المفروضة علیهم من قبل السلطة الفلسطینیة وتشکیل لجان مقاومة مسلحة فانها دون ای شک ستنال الدعم اللازم من جهات خارجیة لیشتد عودها ویصبح بمقدورها اطلاق الصواریخ باتجاه الاراضی المحتلة کما هو حاصل الیوم فی غزة. وفی حال الوصول الی هذه المرحلة فان هذا یعنی اقتراب الاحتلال من زواله ویعنی کذلک ان فلسطین اصبحت قریبة علی عودتها الی سکانها التی شردوا منها بسبب الاحتلال فی شتی بقاع العالم. وکذلک یعنی اننا سنشهد انتهاء آخر احتلال فی العالم الحدیث وعودة الصهاینة الی الدول التی توافدوا منا الی فلسطین.
کما ان حتی قبل ان تصبح الضفة منطقة مسلحة، فان مجرد استمرار الاحتجاجات العارمة من قبل مئات الآلاف فی هذه المنطقة سیکون له دور ممیز فی دعم القضیة الفلسطینیة وسکان غزة الذین لایزالون لیومنا هذا تحت الحصارالظالم الذی یمارس علیهم من قبل قوی الشر الصهیونیة التی تعمل بعیدا عن جمیع الاعراف والقوانین الدولیة. لذا علی سکان الضفة بذل جمیع الجهود التی من شأنها تصعید الاحتجاجات والمظاهرات فی هذه المنطقة لابقاء الضفة جبهة ملتهبة وقابلة للانفجار بوجه الاحتلال فی ای لحظة.
وعلی مایبدو فان حلول السلطة الفلسطینیة لارکاع واخضاع سکان الضفة امام السیاسات الجائرة الصهیونیة باتت غیر مجدیة بالرغم من الزج بالمناهضین لسیاسات الاحتلال الصهیونی فی سجون هذه السلطة التی کانت ومازالت عبئا کبیرا علی الشعب الفلسطینی. وهذا ماینذر بان التنسیق الامنی الذی تقوم به سلطات رام الله مع القوات الامنیة الصهیونیة لمکافحة الاحتجاجات فی الضفة اصبح لیس بوسعه صد هذه الاحتجاجات التی اخذت منحا تصاعدیا خلال الآونة الاخیرة خاصة بعد العدوان الاخیر علی غزة.
ومن هنا یری المراقبون أن الضفة الغربیة اصبحت بمثابة برمیل بارود قابل للانفجار بوجه السلطة والاحتلال فی آن واحد، ولهذا یجب تنسیق الاحتجاجات الشعبیة وتوسیعها فی هذه المنطقة من قبل القوی الحیة والناشطة والشخصیات والقیادات المناضلة فی هذه المنطقة بشکل افضل. وبالطبع فان سکان الضفة سیحصدون ثمار احتجاجاتهم ضد العدو الصهیونی سریعا لان هذا العدو اصبح الیوم فی اضعف مراحل حیاته خاصة بعد ما اضطر الی الاستسلام امام المقاومة الباسلة فی غزه بعد 51 یوما من ممارسة القتل والاجرام والتنکیل بالاطفال والنساء وکبار السن.