الوقت - بعد مرور أکثر من ثلاثة أعوام علی بدء الحرب فی سوریة، ورغم جمیع المحاولات التی بذلت ومازالت تبذل من قبل السعودیة لتشویه سمعة إیران و محور المقاومة، ها هی دول العالم الداعمة لسیاسات إیران فی هذا البلد تزداد یوما بعد یوم، وکان آخر هذه الدول سلطنة عمان الذی أعلن وزیر خارجیتها فی مقابلة مع صحیفة «الحیاة» أن السلطنة تدعم سیاسة إیران فی سوریا باعتبارأن ایران ترید إنهاء الازمة السوریة عبر الطرق الدبلوماسیة و لیس عبرالحلول العسکریة کما تریدها الریاض وحلیفاتها من الدول لإسقاط النظام فی دمشق.
و اظهرت المقابلة التی اجرتها الصحیفة مع یوسف بن علوی فی الآونة الأخیرة خلافات جمة بین السعودیة و سلطنة عمان تجاه مختلف قضایا المنطقة خاصة الأزمة فی سوریا و دعم إیران تجاه الشعب والحکومة السوریة حیث أن سلطنة عمان تری کما أعلن وزیر خارجیتها خلال هذه المقابلة أن الدعم الایرانی للحلول الدبلوماسیة لإنهاء هذه الأزمة من الممکن أن یؤدی الی ایقاف إراقة الدماء و قتل الابریاء فی سوریا علی ید الجماعات الإرهابیة التی تلطخت أیدیها بدماء عشرات الآلاف من الابریاء خلال الأعوام الثلاثة الماضیة.
ومن الملفت أن سلطنة عمان التی تعتبر أحد أعضاء دول "مجلس التعاون فی الخلیج الفارسی" تعارض الیوم وبشکل علنی سیاسات السعودیة إزاء سوریة وتدعم سیاسات إیران دون أی لبس أو مجاملات لیری العالم مرة أخری نجاعة السیاسة الإیرانیة و التأیید الإقلیمی لها من قبل دول المنطقة لأخذ شعوب هذه المنطقة الی برالأمان و تخلیصهم من المؤامرات التی تحاک ضدهم من قبل أعداء العالم الإسلامی خاصة الکیان الصهیونی والولایات المتحدة الأمریکیة.
کما أن سلطنة عمان لم تکن آخر دولة تدعم سیاسات الجمهوریة الإسلامیة الإیرانیة حیال القضیة السوریة و تعارض سیاسات السعودیة المعادیة للشعب السوری بالرغم من أنها تدعی أن دعمها للجماعات المسلحة یأتی فی إطار تطلعات الشعب السوری!، بل هناک دول أخری سرعان ما ستعلن عن دعمها لسیاسة طهران فی سوریا التی تبتنی علی دعم الشعب و الحکومة السوریة فی مواجهة الجماعات المتطرفة والإرهابیة.
وفی هذا السیاق تعتبر تصریحات وزیر خارجیة سلطنة عمان حین قال أن إیران لیست مسؤولة عن الإقتتال الجاری فی سوریا فإن هذه الإعترافات تدل علی أن الجهة الثانیة المتمثلة بقیادة الریاض هی من یقع علی عاتقها مسؤولیة قتل عشرآت الآلاف من الشعب السوری البرئ منذ بدایة الإزمة فی هذا البلد لیومنا هذا و یجب علی النظام السعودی الکف عن مواصلة سیاساته الإرهابیة فی المنطقه خاصة فی سوریا قبل أن تأتی المطالبة بمحاکمة النظام السعودی إزاء الجرائم التی اقترفها فی هذا السیاق.
وکذلک یعتبر تأکید بن علوی بأن فی سوریا جهات عدیدة تقاتل الحکومة السوریة من بینها جهات شیشانیة حسب ما جاء فی تصریحاته، بمثابة إعتراف جلی لا لبس فیه من أن سوریا تواجه ألیوم حرب کونیة مدعومة من قبل دول اقلیمیة و عالمیة و من حق إیران و حزب الله أن یدعما سوریا فی مواجهة هذه الجماعات الخارجیة ألتی دخلت الاراضی السوریة بشکل غیر قانونی و هذا ما تکفله القوانین و الأعراف الدولیة.
إذا وشهد شاهد من أهلها، أن مواقف إیران إزاء الأزمة فی سوریا أصبحت تلقی تأییدا اقلیمیا أوسع مما کانت علیه بعد ثبوت عقلانیة هذه المواقف وفشل مساعی المعسکر المعادی، الذی کان یهدف الإطاحة بالنظام السوری عبر استخدام جمیع الطرق الإرهابیة وغیرالأخلاقیة حتی وصل إلامر الی استخدام الأسلحة الکیماویة ضد الأبریاء عبر دعم سعودی للجماعات المسلحة التی کانت تظن أن تلفیق الحقائق و إتهام النظام السوری بهذه الجریمة یمکن أن ینهی حیاته، لکن النتیجة کانت الفشل تلوالفشل بالنسبة لسیاسات الریاض و ها هی سوریة الیوم تقترب أکثر فأکثر من الانتصار الإستراتیجی علی جمیع أعدائها بفضل صمود شعبها و سیاسة حلفائها الحکیمة المتمثلة بالجمهوریة الإسلامیة الإیرانیة.