الوقت - انقطعت الكهرباء، مساء الخميس، عن مستشفى العودة في مخيم النصيرات وسط قطاع غزة، بعد نفاد الوقود اللازم لتشغيل مولدات الكهرباء، في ظل استمرار قيود جيش الاحتلال على إدخال الكميات المنصوص عليها في اتفاق وقف إطلاق النار، ما أدى إلى تعطّل خدمات الطاقة في المستشفى.
وأفادت مصادر طبية في مستشفى العودة بأن المولدات الكهربائية توقفت عن العمل بالكامل عقب استهلاك آخر كميات الوقود المتوافرة، الأمر الذي تسبب بانقطاع التيار الكهربائي عن جميع أقسام المستشفى، باستثناء بعض الخدمات المحدودة التي تعتمد على بطاريات احتياطية، لا تكفي لتلبية الاحتياجات المتزايدة للمرضى، ولا سيما الحالات الحرجة.
وأكدت إدارة المستشفى أن استمرار انقطاع الكهرباء يهدد حياة المرضى بشكل مباشر، خاصة في أقسام العناية المركزة، والأطفال، وغرف العمليات، في وقت يشهد فيه المستشفى ضغطاً جراء أعداد المصابين والمرضى الذين خلفتهم حرب الإبادة.
وطالبت الإدارة المنظمات الدولية والهيئات الإنسانية بالتدخل العاجل، والضغط على سلطات الاحتلال للسماح بإدخال الوقود اللازم بشكل فوري ومنتظم.
وتأتي هذه التطورات في سياق أزمة إنسانية متفاقمة يشهدها القطاع الصحي في غزة منذ إعلان وقف إطلاق النار في 10 أكتوبر/تشرين الأول 2025، إذ تعهد الاتفاق بالسماح بإدخال كميات كافية من الوقود لتشغيل المستشفيات والمرافق الحيوية.
وتؤكد معطيات وثقها المكتب الإعلامي الحكومي بغزة، أن ما دخل فعلياً من وقود منذ ذلك الحين ظل أقل بكثير من الاحتياجات الفعلية، ما أبقى المنظومة الصحية في حالة شلل جزئي ومهددة بالانهيار في أي لحظة.
بلغت شحنات الوقود الواردة إلى قطاع غزة بعد 73 يوماً على وقف إطلاق النار، 394 شاحنة فقط من أصل 3,650 شاحنة وقود يفترض دخولها، بمتوسط 5 شاحنات يومياً من أصل 50 شاحنة، أي بنسبة التزام لا تتجاوز 10%.
ومنذ سريان وقف إطلاق النار، حذرت وزارة الصحة في غزة مراراً من أن القيود الإسرائيلية على إدخال الوقود والمستلزمات الطبية تُفرغ الاتفاق من مضمونه الإنساني، وتحوّل المستشفيات إلى مرافق تعمل عند حافة التوقف الكامل.
كما وثّقت تقارير أممية تعرض عدد من المستشفيات ومراكز الرعاية الصحية لانقطاعات متكررة في الكهرباء، ما أجبر الطواقم الطبية على تقليص الخدمات، وتأجيل عمليات جراحية، والاعتماد على حلول إسعافية محدودة.
ويُعد مستشفى العودة من المرافق الصحية الرئيسية التي تقدم خدمات طبية لآلاف السكان والنازحين في وسط قطاع غزة، في ظل بنية صحية منهكة بفعل الحرب الطويلة، واستمرار الحصار، ما يجعل أي انقطاع في الكهرباء أو الوقود تهديداً مباشراً لحياة المرضى والجرحى.
