الوقت - تحت شعار "المعركة الحضارية لإيران الإسلامية مع الغرب المتوحّش"، انطلقت رسمياً فعّاليات الدورة الــ16 من "مهرجان عمّار الشعبي للأفلام".
وبحسب البيان الرسمي للمهرجان، فإنّ "قروناً من خبرة إيران في مواجهة الاستعمار والإرهاب والعقوبات والرقابة والحرب والتغلغل الثقافي لا يمكن تحليلها بصورة شاملة إلا عبر منظور "الصراع الحضاري". ويتجلّى هذا الصراع اليوم في ساحات الحرب الإعلامية، وتشويه خطاب المقاومة، والهجمات على الهوية الإسلامية، ومساعي تصوير الحركة الثورية على أنّها غير فاعلة".
وتؤكّد أمانة المهرجان أنّه في ظلّ هذا العدوان، "لا جبهة أنجع من ميادين الفن الملتزم والفكر والإعلام".
يدعو المهرجان في دورته الجديدة السينمائيين وصنّاع الأفلام الوثائقية والكُتّاب والناشطين الإعلاميين والمؤثّرين على وسائل التواصل والمجموعات الشعبية والشباب المتحمّسين، إلى إنتاج أعمال متنوّعة بمختلف الصيغ للمساهمة في هذا السرد الحضاري. ويُدعى الفنانون وصنّاع الأفلام والناشطون الإعلاميون إلى إرسال أعمالهم حتى 6 تشرين الثاني/نوفمبر المقبل.
وتشمل الأعمال المؤهّلة للمشاركة، الأفلام الروائية القصيرة والمتوسطة والطويلة والتلفزيونية والمسلسلات، والأفلام الوثائقية، والرسوم المتحركة، والفيديوهات الموسيقية، والبرامج التلفزيونية بصيغها المختلفة، مثل البرامج المدمجة والواقعية والمسابقات الوثائقية والتقارير الإخبارية، والبرامج الإلكترونية، ومحتوى شبكات التواصل بما في ذلك المقاطع القصيرة والصفحات ذات الطابع الإنساني أو القائم على المحتوى، والإنتاجات المرئية المعتمدة على الذكاء الاصطناعي، إضافة إلى النصوص والسيناريوهات الكاملة.
ويشدّد المهرجان على أن تتوافق جميع الأعمال المقدّمة مع مبادئ الثورة الإسلامية في إيران وتتناول حاجات المجتمع الراهنة، مع إعطاء الأولوية للموضوعات المرتبطة بالصراع الحضاري لإيران مع الغرب.
ويركّز المهرجان على محاور تعكس استمرار المقاومة والقيم الثورية في إيران، من أبرزها محور الصراع الحضاري مع "الغرب المتوحّش"، بما يشمل موضوعات مثل الاعتداءات الإسرائيلية على الأراضي الإيرانية، وردّ الشعب الإيراني، ومساعي الإمبريالية الغربية للمحافظة على هيمنتها، وغيرها من العناوين.
يتناول محور آخر الحركات الشعبية حول العالم، والمقاومة في فلسطين، وإنجازات وتحدّيات محور المقاومة، والسرديات التاريخية لنضالات مناهضة الإمبريالية في أميركا اللاتينية وأفريقيا.
يحضر كذلك مفهوم "الوحدة المقدّسة"، عبر تعزيز مشاركة الإيرانيين في كشف العملاء، ودعم شهداء المقاومة، وتشجيع المبادرات المجتمعية خلال حالات الطوارئ.
كما يهدف المهرجان إلى إعلاء قيمة العدالة من خلال سرديات المقاومة الفاعلة ضد الفساد والظلم البنيوي، ودور الإعلام في ترسيخ الإنصاف، وأهمية الإصلاحات القانونية والمؤسسية. فيما يقدّم قسم "الحلم الإيراني بالتقدّم" قصصاً عن المنجزات التقنية والعلمية والاقتصادية، ويعرض نماذج ناجحة في مجالات متعدّدة تشمل الطاقة النووية والفضاء والتقنيات الحيوية والقطاع الطبي، إلى جانب الإدارة القاعدية والإنجازات الرياضية.
كذلك يولي أهمية لحفظ الذاكرة الثقافية لإيران عبر موضوعات تغطي تاريخ المقاومة والمحطات الثقافية والتضحيات خلال حرب إيران والعراق.
ويشجّع المهرجان أيضاً الأفلام التي تصوّر قدرة الاقتصاد الإيراني على الصمود، بما في ذلك إمكانات الريف ومبادئ الاقتصاد الإسلامي مثل القروض الحسنة والعمل الخيري والتعاون. كما تحضر "الحرب الثقافية" كموضوع محوري، مع التركيز على الدفاع عن الهوية الإسلامية ونموذج الأسرة التقليدي وهوية الشباب، ومجابهة الحركات الرجعية التي تشوّه قيم الثورة. ويُبرز أيضاً دور المبادرات الثقافية القاعدية والمساجد والفنون في مواجهة القوة الناعمة.
ومن ملامح هذه الدورة فقرة "فيلمنا"، التي تشجّع الجمهور العام وخصوصاً الشباب على إنتاج أفلام قصيرة باستخدام الهواتف المحمولة أو الكاميرات المنزلية حول موضوعات محلية ومجتمعية وبيئية. ويمكن للمشاركين التسجيل عبر الموقع الرسمي الذي سيقدّم مواد إرشادية لدعم صنّاع الأفلام الهواة.
ويواصل المهرجان تقليد العروض المجتمعية على امتداد البلاد، بما يتيح للناشطين الثقافيين والطلاب والمجموعات الدينية والمبادرات الشعبية تنظيم عروض، والمشاركة في عروض أولى محلية، وخوض جلسات نقد للأفلام بعد التسجيل على منصة المهرجان.
وتأسس "مهرجان عمّار الشعبي للأفلام" عام 2010 على يد عدد من الشخصيات الإيرانية لتكريم النتاجات السينمائية والفنية التي تروّج لموضوعات المقاومة والثورة. وقد سُمّي باسم عمّار بن ياسر، أحد كبار صحابة النبي محمد.