الوقت- اعترفت وسائل إعلام عبرية بتصاعد الخلافات داخل المؤسسة الأمنية الإسرائيلية بشأن خطة التوغل البري في مدينة غزة، المعروفة باسم "مركبات جدعون 2"، وسط تحذيرات من مخاطر كبيرة على المستويين الإنساني والعسكري بين الجنود الصهاينة.
وذكرت قناة "كان" العبرية أن قادة بارزين في الجيش الإسرائيلي حذروا من أن هذه العملية قد تؤدي إلى مقتل الأسرى الإسرائيليين المحتجزين لدى الفصائل الفلسطينية، إضافة إلى احتمال فقدان السيطرة على الأوضاع الإنسانية لما يزيد عن مئات الآلاف من المدنيين في القطاع.
وأكدت القناة أن النقاشات داخل الاجتماعات الأمنية الخاصة بالخطة شهدت تباينا واضحا، حيث أشار القادة إلى أن العملية لن تكون قصيرة كما يتصور المستوى السياسي، بل قد تمتد لأشهر، مما يزيد من احتمالية سقوط ضحايا دون تحقيق نتائج استراتيجية ملموسة على الأرض.
في غضون ذلك، يواصل جيش الاحتلال تكثيف غاراته الجوية على قطاع غزة، إذ أعلن المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي عن تنفيذ ثلاث موجات قصف مؤخرا، استهدفت أكثر من 360 موقعا، من بينها مبان مرتفعة قال إنها استخدمت لأغراض عسكرية، إلى جانب نقاط مراقبة، ومخازن أسلحة، ومرافق لتصنيع الصواريخ.
وعلى الرغم من تأكيد المؤسسة العسكرية أنها تعتمد على معلومات استخباراتية دقيقة وتتخذ إجراءات لتقليل إصابات المدنيين، إلا أن مشاهد الدمار الواسع في الأحياء السكنية تعكس حجم الأضرار التي لحقت بالبنية التحتية المدنية.
من جانبه، قام رئيس هيئة الأركان،"إيال زامير"، بجولة تفقدية في قيادة المنطقة الجنوبية، حيث اجتمع مع كبار الضباط لمتابعة الاستعدادات الميدانية.
وخلال كلمته، وصف زامير المرحلة الحالية بأنها حاسمة في حرب مستمرة منذ عامين، مؤكدًا أن الجيش الإسرائيلي يقف أمام مهمتين مركزيتين:
الأولى هي إنقاذ الأسرى باعتبارها مسؤولية وطنية وأخلاقية.
والثانية هي إسقاط حكم حركة حماس، واصفًا إياه بجوهر الصراع بالنسبة للجيل الحالي من الإسرائيليين.
وفي تطور لافت، كشفت هيئة البث الإسرائيلية الرسمية عن رفض ستة جنود من لواء "جفعاتي" المشاركة في عدوان جديد على غزة، بعد أن أبلغوا قادتهم بمعاناتهم من إنهاك جسدي وضغط نفسي شديد نتيجة العمليات المستمرة.
وذكرت الهيئة أن الجنود كان من المقرر أن يدخلوا إلى منطقة جباليا شمال القطاع، لكنهم رفضوا الأوامر، ما أدى إلى تقديمهم لمحاكمة عسكرية وصدور أحكام بالسجن بحقهم، على الرغم من التحذيرات من تدهور حالتهم النفسية.