الوقت - نشرت لجنة حرب أفغانستان، وهي مؤسسة أنشأها الكونغرس الأمريكي عام ٢٠٢١، تقريرها الثاني حول الحرب الأمريكية في أفغانستان التي استمرت ٢٠ عامًا، ويقول مسؤولون أمريكيون إن الاعتماد المفرط للمؤسسات الأفغانية على المساعدات الخارجية وضعف الاستراتيجية الأمريكية مهدا الطريق لانهيار الحكومة وعودة طالبان إلى السلطة.
ووفقًا للتقرير، بينما كان هدف الولايات المتحدة استقلال المؤسسات الأفغانية واعتمادها على نفسها، فإنها في الواقع زادت من اعتماد هذه المؤسسات على مساعداتها المالية والتقنية والعسكرية، وتجلى هذا الاعتماد بشكل خاص في الهياكل الأمنية، حيث لم تتمكن القوات الأفغانية من العمل بشكل مستقل دون دعم أجنبي.
ويشير جزء آخر من التقرير إلى أن محادثات السلام مع حكومة طالبان بدأت متأخرة جدًا؛ عندما سحبت الولايات المتحدة معظم قواتها من أفغانستان وفقدت نفوذها، أدى هذا إلى انتهاء المحادثات دون أي نتائج عملية، وزيادة جرأة طالبان.
كما أشارت لجنة الحرب إلى "اللعبة المزدوجة" لباكستان؛ دولة تعاونت ظاهريًا مع الولايات المتحدة، لكنها في الوقت نفسه وفرت ملاذًا آمنًا للمعارضين، بمن فيهم طالبان، ولعبت دورًا رئيسيًا في استمرار الحرب.
كما تناول التقرير الفساد المستشري، والخلافات السياسية، وعدم كفاءة الحكومة الأفغانية، واعتبر هذه العوامل، إلى جانب السياسات الأمريكية الغامضة، الأسباب الرئيسية لانهيار الحكومة.
أقر مسؤولون أمريكيون سابقون بأن واشنطن سعت إلى تحقيق أهداف متناقضة في أفغانستان؛ من مكافحة الإرهاب إلى مشروع بناء الدولة، ووفقًا للمسؤول الأمريكي السابق دوغلاس لوت، "كانت جذور فشلنا على المستوى الاستراتيجي، لا التكتيكي".
وكان جون سوبكو، المفتش العام الأمريكي الخاص السابق لإعادة إعمار أفغانستان، قد صرّح مؤخرًا في مؤتمر أمني في هرات بأن العديد من المسؤولين العسكريين والدبلوماسيين الأمريكيين في أفغانستان كذبوا بشأن الوضع في البلاد من أجل الحصول على ترقيات وكسب المزيد من المال.
كما ذكر أن عوامل عديدة، منها الفساد في الحكومة الأفغانية السابقة وضعف الحماس في الحرب مع طالبان، تسببت في سقوط الجمهورية، إلا أن أداء أمريكا نفسه لعب دورًا كبيرًا في هذا السقوط.
دخلت الولايات المتحدة أفغانستان بعد هجمات 11 سبتمبر 2001 بهدف مكافحة الإرهاب والقضاء على تنظيم القاعدة، وسرعان ما تحول مسار هذه المهمة إلى مشروع بناء دولة، في السنوات الأولى، بعث وجود المجتمع الدولي أملًا واسع النطاق بين الأفغان، لكن هذا التفاؤل تحول تدريجيًا إلى يأس.
يُعتبر الفساد المستشري، والاعتماد الكبير على المساعدات الخارجية، وعدم وجود استراتيجية واضحة من جانب الولايات المتحدة، من أهم أسباب فشل المشروع الذي استمر 20 عامًا، في أغسطس 2021، ومع انسحاب القوات الأمريكية وهروب أشرف غني، دخلت طالبان كابول دون قتال خطير.