الوقت- لا يزال العلويون في سوريا يتعرضون لضغوط من الحكومة المؤقتة، وقد سلطت صورٌ نُشرت مؤخرًا لمقبرة جماعية تعود للعلويين في ضواحي حمص الضوء على وضعهم في سوريا، في الوقت نفسه، أفادت تقارير بأن ميليشيات تابعة للحكومة السورية الجديدة بدأت بتوزيع منشورات تهديدية تُعلن أنها ستقتل وتذبح العلويين في ريف حمص الغربي، وفي هذه المنشورات، التي تُهدد العلويين، أُعلن أن عليهم الاختيار بين القتل والذبح أو النزوح وترك منازلهم.
تُعتبر مجزرة العلويين في سوريا، عمومًا، لحظة تاريخية فارقة في تاريخ البلاد بعد سقوط بشار الأسد، خلال هذه الحادثة التي وقعت في مارس/آذار 2025، شنّت جماعات مسلحة تابعة للحكام السوريين الجدد هجومًا عشوائيًا لقتل العلويين في غرب سوريا، في مدينة بانياس، حوّل عمال الإنقاذ متجر أثاث منهوبًا إلى مشرحة مؤقتة، وعثروا على جثث علويين هامدة في الشوارع.
في الـ 27 من يونيو/حزيران، أفادت مصادر إخبارية بمقتل سبعة مواطنين من عائلتين علويتين في غرب سوريا، ووفقًا للمصادر، فإن هؤلاء المواطنين العلويين كانوا من سكان قرية جورة الماء، التابعة لقضاء مشقيتا بمحافظة اللاذقية، وكانوا يعملون في الزراعة في أراضيهم الزراعية عندما تعرضوا لهجوم من مسلحين.
وكان المرصد السوري لحقوق الإنسان قد أعلن سابقًا في تقرير له أنه منذ بداية عام 2025، قُتل 683 مواطنًا سوريًا، بينهم 20 امرأة و9 أطفال، في عمليات انتقامية وتطرف ديني على يد جماعات مسلحة، وفقًا للتقرير، سُجِّلت 23 حالة وفاة في محافظة دمشق، و62 حالة في ريف دمشق، و242 حالة في حمص، و129 حالة في حماة، و65 حالة في اللاذقية، و47 حالة في حلب، و64 حالة في طرطوس، و15 حالة في إدلب، وثلاث حالات في السويداء، و28 حالة في درعا، وخمس حالات في دير الزور.
اختطاف النساء
في الوقت نفسه، سلط موقع "ذا كرادل" الضوء على حالات اختطاف النساء العلويات في مناطق سورية في تقرير، ويُقال إن هؤلاء النساء هنّ في الغالب علويات، وقد اختُطِفن على يد فصائل مسلحة تابعة للحكومة السورية الجديدة، واستُخدِمن كعبيد في محافظة إدلب، تُعَدُّ إدلب المعقل التقليدي لهيئة تحرير الشام، التي سيطرت على دمشق منذ العام الماضي.
من ناحية أخرى، تُذكّر عمليات اختطاف النساء العلويات واستعبادهن على نطاق واسع، التي تنفذها حاليًا فصائل تابعة لهيئة تحرير الشام، باستعباد آلاف النساء الإيزيديات على يد "داعش" خلال الإبادة الجماعية في سنجار بالعراق عام ٢٠١٤.
قادة إرهابيون
منذ وصولها إلى السلطة في دمشق، ضمّت قوات الأمن السورية الجديدة بقيادة هيئة تحرير الشام جماعات متطرفة مسلحة، بما في ذلك الأويغور من الحزب الإسلامي التركستاني (TIP) والتركمان السوريين من فصائل الجيش الوطني السوري (SNA)، المدعومة من المخابرات التركية، إلى الهيكل الأمني السوري الجديد، حاليًا، يضم جزء من قوات الأمن التابعة للحكومة السورية المؤقتة أعضاءً من الحزب الإسلامي التركستاني، المصنف كجماعة إرهابية في العديد من الدول.
من ناحية أخرى، عُيّن عناصر من قوى متطرفة وإرهابية أجنبية في مناصب عليا بوزارة الدفاع السورية، تشير تقارير عديدة إلى أن وحدات الأمن العام التابعة لهيئة تحرير الشام شاركت في مجازر السابع من مارس/آذار في العديد من المناطق العلوية في سوريا، ويُقال إن مقاتلين أجانب شاركوا في المجازر، وإن هذه القوات المتطرفة داهمت القرى والأحياء العلوية من باب إلى باب، وأعدمت جميع الرجال ونهبت المنازل.
هيئة تحرير الشام، استمرار "داعش"
بالنظر إلى الانتماء الأيديولوجي لهيئة تحرير الشام، فإن وجود نساء علويات كعبيد جنس في إدلب ليس مفاجئًا، فهيئة تحرير الشام، التي سيطرت على إدلب عام ٢٠١٥ بصواريخ تاو من وكالة المخابرات المركزية الأمريكية، تشترك في الرؤية العالمية نفسها لـ"داعش"، تأسست الجماعة في الأصل على يد "داعش"، ويقودها الرئيس السوري الحالي، أحمد الشرع، المعروف آنذاك باسم أبو محمد الجولاني، أُرسل الشرع إلى سوريا عام ٢٠١١ من قِبل أبو بكر البغدادي لتأسيس جبهة النصرة، التي غيّرت اسمها لاحقًا إلى هيئة تحرير الشام.
في غضون ذلك، ورغم وقوع صدامات بين هيئة تحرير الشام و"داعش" عام ٢٠١٤، استمرت روابطهما، ولا سيما على الصعيد الأيديولوجي، حتى أبو بكر البغدادي قُتل عام ٢٠١٩ في قرية باريشا بمحافظة إدلب السورية، التي كانت تحت سيطرة هيئة تحرير الشام، وأفادت التقارير بأن زعيم "داعش" كان مختبئًا في باريشا آنذاك.