الوقت- قال خبراء ودوائر عبرية إن الإسرائيليين ما زالوا في حالة صدمة من قرار ترامب وقف الهجمات على اليمن، مؤكدين أن موقف ترامب هو في الواقع رسالة للمنطقة بأكملها مفادها بأن أنصار الله قادرون على ضرب "إسرائيل" وليس لنا علاقة بالأمر، وحسب عدد من المصادر الإخبارية، فإن الصدمة في الأوساط الصهيونية من القرار الأمريكي المفاجئ بوقف الهجمات على اليمن مستمرة، ويعتقد الصهاينة أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أفسد أوراق "إسرائيل" بإعلانه قرار وقف الغارات الجوية على اليمن.
ارتباك وصدمة في الأوساط الصهيونية
وذكرت القناة 14 الإسرائيلية في هذا الصدد أن مسؤولين سياسيين إسرائيليين صدموا من تصريحات ترامب بشأن اليمن، وأن هناك ارتباكا كبيرا في الأوساط السياسية الإسرائيلية، ويحاول المسؤولون دراسة تداعيات الموقف الأمريكي الجديد.
وأكدت وسائل إعلام عبرية أن وقف الهجمات الأمريكية على اليمن سيضع "إسرائيل" أمام معضلة جديدة، ويتركها وحيدة في مواجهتها مع صنعاء، كان هذا الموقف الذي اتخذه ترامب بمثابة قنبلة انفجرت فوق "إسرائيل"، وعلى وجه الخصوص، قرر ترامب الدعوة إلى وقف إطلاق النار في اليمن بعد وقت قصير من بدء "إسرائيل" هجماتها، ما يعكس الاختلاف المتزايد في النهج بين الولايات المتحدة و"إسرائيل".
ترامب يترك "إسرائيل" وحدها في اليمن
وذكرت وسائل الإعلام: الأمر الأكثر إثارة للقلق هو أن ترامب لم يقل في إعلانه عن وقف الهجمات على اليمن إنه سيواصل حماية "إسرائيل" من العمليات اليمنية، وقال الخبير الصهيوني في القناة 12 التابعة للنظام، أميت سيجل: إن إعلان ترامب وقف الهجمات الأمريكية على اليمن رسالة قوية إلى المنطقة بأسرها: "ادخلوا إسرائيل، اضربوها أو تعرضوا للضرب، لكن ليس لدينا ما نفعله"، "لو كنت إيرانيًا، لكان هذا هو رأيي في موقف ترامب الجديد".
كما أفادت وسائل إعلام عبرية أخرى بأنه لا يزال من غير الواضح ما إذا كانت "إسرائيل" مشمولة بالاتفاق الذي تحدث عنه ترامب بشأن اليمن، مشيرة إلى أن البيت الأبيض سيقدم على الأرجح توضيحات بشأن وقف إطلاق النار بين الولايات المتحدة واليمن ومكانة "إسرائيل" في هذا الاتفاق.
وقال محلل الشؤون العربية في القناة 13 الإسرائيلية، تسوي يحزكيلي: إن تصريحات ترامب ربما تعني أن الأمريكيين يسعون إلى اتفاق سلمي مع اليمن، ولا يستطيع أن يرى أي تفسير آخر لموقف ترامب، وأضاف المحلل الصهيوني: "إن وقف الهجمات الأمريكية على اليمن يضع إسرائيل في مأزق ويتركها وحيدة في مواجهة اليمنيين"، وهذه المرة لم تعد المسألة مجرد مهاجمة السفن، بل إطلاق النار المباشر من اليمن على "إسرائيل".
وأعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، مساء الثلاثاء (بتوقيت طهران)، أنه سيوقف الهجمات الأمريكية على اليمن، حسبما أفادت وكالة تسنيم، ترامب يزعم: الحوثيون لا يريدون القتال، نحن نقبل كلمتهم بأنهم لن يقوموا بتفجير السفن بعد الآن وسنتوقف فورًا عن قصف مواقعهم، وبعد ذلك، ذكرت شبكة "سي إن إن" الإخبارية نقلا عن مسؤول في وزارة الدفاع الأمريكية، أن الجيش الأمريكي تلقى أوامر بوقف الهجمات ضد قوات أنصار الله (الحوثيين).
وحسب الشبكة، فإن وقف إطلاق النار هذا هو نتيجة محادثات عقدت الأسبوع الماضي بين واشنطن وأنصار الله، بوساطة سلطنة عمان، وقادها فريق برئاسة ستيف ويتاكر، وفي رد على موقف ترامب، قال محمد عبد السلام، المتحدث باسم أنصار الله ورئيس الوفد اليمني المفاوض، في مقابلة مع قناة المسيرة: "إن موقف اليمن الحالي يثبت قوتنا واستقرارنا"، "هذا الطلب بوقف إطلاق النار وصل إلينا من أمريكا عبر عُمان".
وأكد: "لم نتقدم بأي طلبات من أمريكا، بل أرسل الأمريكيون رسائلهم وطلباتهم إلينا عبر عُمان، إسرائيل تشعر بخيبة أمل كبيرة من الموقف الأمريكي، لأن أمريكا حاولت إنقاذ نفسها من المستنقع اليمني"، وقال مهدي المشاط رئيس المجلس السياسي الأعلى في اليمن في هذا الصدد: "لن نتراجع عن دعم غزة ولو كان الثمن غاليا وما حدث يدل على أن ضرباتنا كانت مؤلمة وستستمر".