الوقت- قام المصمم اليمني الشهير كمال شرف بتصميم صورة تخليداً لذكرى إسقاط طائرة إف-18 الأمريكية على يد اليمن.
وفقًا لمجموعة بورنا للثقافة والفنون؛ تم الكشف عن أحدث جدارية في ساحة فلسطين بطهران، من تصميم الفنان والمصمم اليمني الشهير كمال شرف، بعد أن أعلن أنصار الله رسمياً عن عملية مشتركة جديدة ضد حاملة الطائرات هاري ترومان في البحر الأحمر وإسقاط طائرة مقاتلة من طراز إف-18.
وأعلن الفنان كمال شرف عن إزاحة الستار عن الجدارية عبر صفحته الشخصية، بنشر صور الجدارية مع شعار "يد الله فوق أيديهم/ يمن المتوكلين على الله".
"ريشتي سلاحي": الفن وسيلة لفضح العدوان
يقول كمال شرف: إنّ "الكاريكاتير فن صادم وجريء، وفي أحيان كثيرة وقح وشديد لا يرحم، فهو عمل صحفي وكيان شعبوي، دوره التوعية والفضح والإيضاح، وكشف التناقضات، وإبراز المشكلة، واختزال اللحظة في لقطة، وهذه كلّها أشياء فيها الكثير من القبح، ويحاول الكاريكاتير تقديمها بشكلٍّ فنّي"، ويتابع شرف: "نستطيع القول إنّ الكاريكاتير فن صحفي شعبوي، بسيط وعميق في اللحظة نفسها، يصرخ في وجهك بقسوة وجرأة، وربما بهدوء، ليقول لك الكثير باختصار، وبطريقة فنية جاذبة، لها جمالها الخاص".
ويرى شرف أيضاً أنّه مهما كان عمل الرسام قاسياً بالنسبة إلى معارضيه، فهو يظلّ عملاً منطلقاً من رؤية حقيقية وواقعية، أما حين يعبّر الرسام عن مشكلته الشخصية، أو يشنّ هجوماً شخصياً خالياً من أي دافع أخلاقي، فهو "مجرّد بلطجي بريشة فنية"، ومع ذلك فهو يعترف بفشله أحياناً، على الرغم من حرصه الشديد على أن يكون فناناً ذا قيمة أخلاقية، ويشاركه في هذا الرأي الرسام صالح لقمان، الذي يقول إنّ ما يجري من توظيفٍ للفن في حالة الحرب المستمرة منذ سنوات على اليمن "ليس توظيفاً، بل تعبيراً عن مواقف مناهِضة للعدوان على الوطن، وريشتي سلاحي في هذه المواجهة."
"من العراقيل صنعنا المستحيل"
يكمل الرسام كمال شرف حديثه عن مسيرته الفنية، بالقول: "في البداية كنت شاباً صغيراً غير ناضج، يتأثّر كثيراً بالنقد ويتألّم منه، لأنّي لم أكن أمتلك فكراً ناضجاً، ثم كبرت وحاولت أن أكابر وألغي أي أثرٍ للنقد عليّ، ومع مرور السنوات نضجت، وعرفت أن الاستفادة من النقد الجيد أمر مهم، وهو بمثابة منحة مجانية مهمة لا بُدّ من استثمارها، مع الإشارة إلى أنّ هناك نقداً بلا معنى، عليك أن تتحاشاه لأنّه لا يُقدّم ولا يؤخّر، وهو ردة فعل طبيعية لمن يخالفك الرأي".
ويبيّن شرف أنّ "أهم نجاح حققته في مسيرة حياتي تمثّل بجعل فني سلاحاً ضد المعتدين، وفاضحاً لهم ولممارساتهم، وقد تطوّرت أدواتي ونضجت أفكاري كثيراً، فحتى الحرب لها إيجابيات، فهي بيئة محفِّزة للمقاومة والعمل، لمن يتملك إيماناً وعقيدة وقضية يؤمن بها"، ويعلّق شرف على تحدّي التكنولوجيا وشحّ الإمكانيات بالقول: "منذ زمن كانت هناك الورقة والقلم الرصاص، وثم أقلام الحبر، أما الآن فأرسم باللوح الرقمي عبر الكمبيوتر، وهو يصنع بيئة رقمية مشابهة للأدوات القديمة، يتمّ العمل عليها بنفس القواعد الفنية التي يعمل عليها الفنان لسنوات."
الجهاد الإسلامي تكرّم الرسام والفنان التشكيلي كمال شرف
كرّم ممثل حركة الجهاد الإسلامي في صنعاء، أحمد بركة، الرسام والفنان التشكيلي، كمال شرف، نيابة عن الاتحاد العام للتشكيليين الفلسطينيين، وشارك الرسام كمال شرف في معرض وحدة الساحات، الذي نظمه الاتحاد الفلسطيني، بالشراكة مع الاتحاد السوري للفنانين التشكيليين أواخر الشهر الماضي، بالتزامن مع اليوم الوطني للصمود، وتقدّم شرف بالشكر والتقدير لحركة الجهاد الإسلامي وللاتحادين الفلسطيني والسوري، وللسفارة اليمنية في دمشق على هذه اللفتة الكريمة، التي تؤكد على وحدة وتلاحم محور المقاومة في مواجهة المشروع الصهيو-أمريكي في المنطقة.
اليمنيون يبدعون في التعبير عن دعم غزة وسط تفاعل واسع
منذ انطلاق طوفان الأقصى، ابتكر اليمنيون طرقا عديدة للتعبير عن تأييد القضية الفلسطينية وحق المقاومة في مواجهة الاحتلال الإسرائيلي ونشر الوعي بين أوساط الشعب اليمني بكل فئاتهم باعتبار أن فلسطين بوصلة الجميع كقضية عادلة توجب عليهم بذل الغالي والنفيس من أجل دفع العدوان الإسرائيلي وإنقاذ الفلسطينيين، ويبدو الفعل الشعبي في اليمن واضحا في التعبير عن تبني وتأييد المقاومة في غزة من خلال كتابة لافتات باسم "طوفان الأقصى" وفلسطين وغزة والقدس على واجهات المحال التجارية والمطاعم ومختلف المرافق، بالإضافة إلى وسم شوارع وتقاطع طرق ومواقع ومستشفيات باسم فلسطين.
موقف اليمن الاستثنائي تجاه غزة جسد حكمة القيادة وقوة المشروع القرآني
في خضم العواصف السياسية والعسكرية التي تعصف بالمنطقة، وفي ظل تواطؤ أنظمة التطبيع والخضوع أمام الهيمنة الأمريكية الصهيونية، برز اليمن بمشهد تاريخي وموقف استثنائي تجاه قضية الأمة "فلسطين"، جسد قوة المشروع القرآني الذي تبناه الشعب اليمني وقيادته الحكيمة الواعية، لم يكن دعم اليمن لغزة مجرد موقف عابر أو دعاية سياسية، بل كان تجسيداً عمليا للمبادئ والقيم التي يؤمن بها، وانعكاسا طبيعيا لعقيدة إيمانية راسخة ترى في المقاومة فريضة وفي مناصرة المظلومين واجبا لا يقبل المساومة.
فمنذ بدء العدوان على غزة، كان الصوت اليمني هو الأوضح، والموقف الأجرأ والأكثر تأثيرا، فبينما ارتمت بعض الأنظمة العربية في أحضان الكيان الصهيوني، كان اليمن يؤكد أن القضية الفلسطينية ليست مجرد شعار، بل قضية جوهرية في عقيدته، وهذا التميز لم يأت من فراغ، بل من نعمة المشروع القرآني الذي أرسى أسس العزة والكرامة والاستقلال في مواجهة المشاريع الغربية والصهيونية.
ومنذ انطلاق المعركة في غزة، لم يكتف اليمن بإطلاق التهديدات، بل ترجمها إلى أفعال هزت الكيان الصهيوني وأربكت حساباته العسكرية، بعمليات عسكرية كبرى، استهدفت مواقع حساسة في إيلات (أم الرشراش)، وضربت السفن الإسرائيلية في البحر الأحمر، وأدت هذه العمليات إلى تعطيل ميناء إيلات، وإرباك خطوط الشحن إلى الموانئ المحتلة، وكبدت العدو خسائر بمليارات الدولارات.
هذه العمليات لم تكن مجرد استعراض للقوة، بل رسالة واضحة مفادها بأن اليمن قادر على إيذاء العدو وإجباره على دفع ثمن عدوانه، وهو ما لم تستطع كثير من الدول العربية فعله رغم امتلاكها ترسانة عسكرية ضخمة.
لم يكن العدو الصهيوني يتوقع أن تمتد يد اليمن إلى عمقه، لكنه فوجئ بعجز منظوماته الدفاعية عن التصدي للصواريخ والطائرات المسيرة اليمنية، بما فيها "القبة الحديدية" و"مقلاع داوود"، التي طالما تباهى بها العدو، وأثبتت فشلها الذريع أمام التقنية اليمنية المتطورة، لم تكن الضربات اليمنية موجهة للكيان الصهيوني فقط، بل امتدت لتشمل القوات الأمريكية في البحر الأحمر، رغم كل ما تمتلكه واشنطن من حاملات طائرات ومدمرات، إلا أنها وجدت نفسها عاجزة أمام الضربات اليمنية، ما اضطرها إلى تغيير مسارها وإعادة حساباتها العسكرية.
هروب حاملات الطائرات الأمريكية من البحر الأحمر، وانسحاب البوارج العسكرية من المنطقة، شكل فضيحة مدوية للإدارة الأمريكية، وأثبت أن القوة العسكرية لا تكمن في حجم الترسانة، بل في الإرادة والتوكل على الله، ورغم الحصار الاقتصادي والمعاناة التي يعيشها الشعب اليمني بسبب تداعيات العدوان، إلا أن ذلك لم يمنعه من الوقوف في صف فلسطين بكل ما يملك، إذ خرج اليمنيون في مسيرات مليونية شعبية في مختلف المحافظات، ليؤكدوا أن دعم غزة ليس خيارا سياسيا بل واجبا دينيا وأخلاقيا.
هذا الالتزام الشعبي تجاه القضية الفلسطينية، رغم الظروف الصعبة، أظهر الفرق الشاسع بين من يبيعون قضيتهم تحت ضغط اقتصادي، وبين شعب لا يساوم على مبادئه حتى وهو يعيش تبعات الحصار والأزمة، لم يكن اليمن مجرد داعم لغزة، بل كان رأس الحربة في معادلة جديدة جعلت العدو يعيد حساباته، فبينما يهرول البعض نحو التطبيع، كان اليمن يرسم معالم مستقبل جديد للأمة، تكون فيه الكلمة للأحرار والمقاومين وليس للخانعين والمطبعين، إنها قصة الصمود، قصة اليمن الذي أثبت أن الشرف لا يشترى، وأن العزة لا تمنح بل تنتزع.