الوقت- استمراراً للعدوان الصهيوني الغاشم على قطاع غزة والذي أدى إلى مجزرة راح ضحيتها نحو 700 مواطن في القطاع خلال أقل من أسبوع، أكدت حركة حماس صباح اليوم استشهاد صلاح البردويل عضو المكتب السياسي للحركة داخل إحدى خيام اللاجئين في منطقة المواصي غرب مدينة خانيونس جنوب قطاع غزة.
قائد بارز في المقاومة وقف إلى جانب شعبه حتى النهاية
وفي هذه العملية الإجرامية والإرهابية استهدفت طائرات جيش الاحتلال صلاح البردويل (66 عاماً)، القيادي في حركة حماس وعضو المجلس التشريعي الفلسطيني، مع زوجته، ما أدى إلى استشهادهما.
وحظي استشهاد هذا القيادي في حماس، أثناء صلاته وسجوده داخل خيمة للاجئين، باهتمام كبير على مواقع التواصل الاجتماعي، واعتبر المستخدمون مشهد ومكان استشهاده مع زوجته نعمة من الله على مناضل له تاريخ طويل من النشاط السياسي والإعلامي في المقاومة.
وأكد رواد مواقع التواصل الاجتماعي: أن استشهاد البردويل وزوجته داخل خيام اللاجئين هو رد بليغ آخر على كل ادعاءات إعلام العدو ضد قادة وقيادات المقاومة، والتي ادعت أن قادة وقيادات المقاومة، ومنهم صلاح البردويل وأفراد عائلته، فروا من قطاع غزة.
وكتب المستخدمون: أنتم أيها الذباب، أيها الصهاينة، رأيتم أن صالح البردويل وعائلته لم يخرجوا من غزة ولم يكونوا في قصور قطر وتركيا؛ بل كانوا حاضرين في خيمة اللاجئين بين أهل غزة.
من هو الشهيد صلاح البردويل؟
الشهيد صلاح البردويل من مواليد عام 1959 في مخيم خانيونس جنوب قطاع غزة، وتعود أصوله إلى بلدة الجورة في غزة.
حصل على درجة البكالوريوس في اللغة العربية وآدابها من كلية دار العلوم بجامعة القاهرة عام 1982، ودرجة الماجستير في الأدب الفلسطيني من جامعة الدراسات والبحوث العربية بالقاهرة عام 1987.
كما حصل القيادي في حماس على درجة الدكتوراه في الأدب الفلسطيني من جامعة السودان عام 2001، وبدأ مسيرته المهنية عام 1985 بالتدريس في المرحلة الابتدائية، ثم محاضراً في جامعة الأقصى بين عامي 1990 و1993، ثم دخل القطاع للتدريس في الجامعة الإسلامية بغزة.
وكان البردويل عضواً في اتحاد الكتاب الفلسطينيين وأشرف على تأسيس الجمعيات الوطنية الفلسطينية للفكر والثقافة، اعتقلته قوات الاحتلال الصهيوني عام 1993 وخضع للتحقيق لأكثر من شهرين في سجون غزة وعسقلان، استهدف الصهاينة منزله ودمروه عدة مرات خلال الحروب المختلفة على غزة.
النشاط الإعلامي للشهيد صلاح البردويل
كان للشهيد صلاح البردويل أثر كبير على الساحة الإعلامية الفلسطينية، حيث أطلق صحيفة الرسالة عام 1996 كأول منبر إعلامي لحركة حماس، وكان هو نفسه رئيس تحريرها.
هذا القيادي البارز، والمجهول بطبيعة الحال، في حركة حماس، نشر مقالاً أسبوعياً في صحيفة الرسالة بعنوان "شوارع الوطن"، تناول فيه الواقع السياسي في فلسطين، وانتقد بطريقة فكاهية السلطة الفلسطينية التي تعمل بالتنسيق مع العدو الصهيوني، وأدى ذلك إلى قيام عناصر منظمة الحكم الذاتي باعتقاله عدة مرات.
كان الشهيد البردويل رئيساً لدائرة الإعلام في حركة حماس، وأشرف على إدارتها وتطويرها.
النشاط السياسي لصلاح البردويل
شارك الشهيد صلاح البردويل في البداية في النشاط السياسي لحركة حماس، وأسس حزب الخلاص الوطني الإسلامي، الذي كان خطوة بديلة للالتفاف على القيود التي فرضتها السلطة الفلسطينية عام 1996، وفي الوقت نفسه أصبح عضواً في المجلس الوطني الفلسطيني.
شارك في أولى محادثات حماس مع السلطة الفلسطينية في السودان، وفي عام 2006 شارك في الانتخابات البرلمانية وتمكن من الفوز بمقعد في المجلس التشريعي عن محافظة خان يونس.
وكان هذا القيادي في حماس مسؤولا عن تنسيق العلاقات الخارجية للكتلة البرلمانية للحركة، ومقررا للجنة السياسية في المجلس التشريعي الفلسطيني، وفي عام 2017 أصبح عضواً في المكتب السياسي لحركة حماس في غزة، وتولى مسؤولية دائرة العلاقات الوطنية هناك، والتي كانت مسؤولة عن التواصل والتنسيق مع الفصائل الفلسطينية وتعزيز العلاقات مع القيادات الوطنية الفلسطينية.
وفي عام 2021 أعيد انتخاب صلاح البردويل عضواً بارزاً في المكتب السياسي لحركة حماس في غزة، ثم تولى مسؤولية مكتب التخطيط للحركة في الداخل والخارج.
رفيق الشهيد يحيى السنوار والشهيد محمد الضيف
نشأ الشهيد صلاح البردويل في مخيم خان يونس للاجئين مع الشهيد يحيى السنوار رئيس حركة حماس في قطاع غزة، والشهيد محمد الضيف القائد العام لكتائب عز الدين القسام، والشهيد ياسر النمروتي القائد البارز في كتائب القسام، والذين كانوا جميعهم في المخيم.
وكانت تربطه علاقات عميقة مع هؤلاء القادة والقيادات البارزين في حماس.
إلى جانب فصائل المقاومة الفلسطينية، قدم المجلس التشريعي الفلسطيني تعازيه باستشهاد صلاح البردويل، مؤكداً أن هذا النائب الفلسطيني البارز استشهد في جرائم أخرى يرتكبها العدو المحتل بحق المدنيين الأبرياء والقيادات التي تدير الشأن العام.
وأشاد المجلس التشريعي الفلسطيني بدور صلاح البردويل في خدمة القضية الفلسطينية وشعب هذه الأرض.