الوقت - تتهاوى الأعمدة الأخيرة لعصر الحرب الباردة في المنطقة واحداً تلو الآخر، كأوراق الخريف، فقد تداعى "حزب البعث" السوري، الذي ظلّ حبيس فكر وأيديولوجيا الحرب الباردة، نتيجة قصوره الذاتي وعدم قدرته على مواكبة متطلبات العصر، وبعد فترة وجيزة من انهيار نظام "بشار الأسد"، الذي جمع بين منصب رئيس الجمهورية ومكانة الزعيم الروحي الأبرز للطائفة العلوية في سوريا، ها هو "عبد الله أوجلان"، أحد أبرز رموز حقبة الحرب الباردة المتبقية، يُسطّر الفصل الأخير من مسلسل انهيار هذه المنظومة.
كان أوجلان قد بادر في رسالته بمناسبة عيد النوروز عام 2014، بالدعوة إلى المصالحة وإحلال السلام بين أكراد تركيا والحكومة المركزية، غير أنه عاد ليكرر هذه الدعوة بنبرة أكثر استجداءً في رسالته الأخيرة يوم الخميس المنصرم، مطالباً - في مفارقة تاريخية - بحلّ التنظيم الذي كان هو نفسه مؤسسه ومهندس فكره.
فحزب العمال الكردستاني الانفصالي الذي أسّسه أوجلان، والذي تبنى الفكر الاشتراكي إبان الحرب الباردة، كان يعمل بتكليف من الاتحاد السوفييتي لإرباك تركيا، العضو الفاعل في حلف الناتو، ومع تفكك الاتحاد السوفييتي وانحسار المدّ الاشتراكي وتراجع القدرات الروسية عما كانت عليه سابقاً، تلاشت البيئة الحاضنة لمثل هذه التنظيمات، يضاف إلى ذلك التحولات العميقة التي شهدتها تركيا داخلياً، والتي فرضت واقعاً مغايراً يستدعي أساليب نضالية مختلفة تماماً.
تأثيرات رسالة سجين إيمرالي
تحمل رسالة أوجلان في طياتها أهميةً استراتيجيةً بالغةً، بيد أنه أضحى اليوم أقرب إلى أيقونة تاريخية تنتمي إلى حقبة مضت، لقد كان لبياناته صدى دوّى في أرجاء المنطقة حين كان فاعلاً محورياً في مسرح الأحداث، أما الآن فقد تلاشى ذلك التأثير مع انحسار دوره منذ أمد ليس بالهيّن، وفي هذا السياق، يستوقفنا التأمل في المحددات التالية:
1. تآكل الرمزية التاريخية في وجدان الأجيال الجديدة
تستمد شخصية أوجلان جوهر قدسيتها في الوعي الكردي من ملحمة نضاله ضد الدولة التركية، وبانتفاء هذا العنصر المحوري، تتهاوى مكانته الاعتبارية بشكل جذري، فأوجلان مناضل طُوي فصله النضالي الفعلي مع اعتقاله عام 1999، إثر طرده من الأراضي السورية بوقت وجيز.
مرّت ستة وعشرون عاماً على تلك اللحظة الفارقة، والجيل الناشئ من الأكراد يتبنى رؤيةً مغايرةً تماماً لتلك التي يحملها الجيل المخضرم، إنه قائد التُقطت له صور مهينة لحظة اعتقاله في المطار، وسيق مكبلاً إلى قاعات المحاكم، وبينما كانت دماء رفاقه تُراق في ساحات المواجهة مع القوات التركية، كان هو ينحني معتذراً أمام عائلات الجنود الأتراك القتلى في قاعة المحكمة، الصورة المترسخة عنه في أوساط بيئته السابقة هي لشخصية مستلبة الإرادة، تسعى لإسدال الستار على النضال الكردي مقابل تحسينات هامشية في ظروف أسره، دون بارقة حقيقية للحرية، قد يتوارى البعض عن التصريح بهذه القناعة لاعتبارات متعددة، إلا أن هذه الصورة تظل محفورةً في وجدانهم الجمعي.
2. محدودية الأثر في تهدئة الاحتقان التاريخي
قد تُسهم رسالة أوجلان في تلطيف الأجواء المشحونة مؤقتاً، لكن نظراً للعمق الجيوسياسي والتاريخي للمسألة الكردية، فإن إعادة إنتاج دوامة الصراع تبدو حتميةً، فحتى مع تفكيك العقبات الظاهرة، تظل الرواسب المتراكمة عبر عقود متوارية تحت السطح، قابلةً للانفجار في أي لحظة، لقد غرست القومية العرقية المتشددة في تركيا جذوراً عميقةً في النسيج المجتمعي، يستعصي اقتلاعها بمجرد بيانات أو مبادرات سياسية عابرة.
3. تحول مسارات النضال لا انطفاؤه
في حال تمّ حلّ حزب العمال الكردستاني رسمياً، سيعيد مقاتلوه المتمرسون تموضعهم ضمن تشكيلات وفصائل أخرى، ما سيؤدي حتماً إلى تعزيز قوة هذه الكيانات وإكسابها خبرات قتالية استثنائية، وبعبارة أدق، قد ينحل الإطار التنظيمي لكن جذوة النضال ستظل متقدةً، متخذةً مسارات وأشكالاً مستحدثةً.
4. القطيعة المعرفية بين القيادة التاريخية والواقع الميداني
تكللت مفاوضات السلام بين أنقرة وحزب العمال الكردستاني في عامي 2014 و2015 بإخفاق ذريع، والآن تحاول حكومة أردوغان تجاوز هذا المأزق عبر قناة التفاوض مع أوجلان، هذا الانفصام الجوهري بين الكيان التنظيمي وقيادته التاريخية بات جلياً للعيان، فإذا رفضت القيادة الميدانية للحزب مقترحاً ما، فإن استمالة زعيمه التاريخي القابع خلف القضبان، لن تُحدث تحولاً جوهرياً في معادلات الصراع المعقدة.
5. استحالة نزع السلاح الفعلي
يكاد مفهوم نزع سلاح مقاتلي حزب العمال الكردستاني، يرقى إلى مستوى السراب السياسي، ربما يكون الانسحاب التكتيكي من مناطق معينة الخيار الأكثر واقعيةً، يعتمد مقاتلو الحزب على ترسانة من الأسلحة الفردية والمتوسطة المنتشرة بوفرة في المناطق العراقية والسورية المفتوحة، ما يجعل فرضية التجريد السلاحي الكامل ضرباً من الخيال المحض.
تركيا والرسالة
تواصل أنقرة سعيها الدؤوب نحو تحقيق أهدافها الإقليمية بمثابرة لافتة، بيد أن العيوب الهيكلية العميقة المتأصلة في منظومة أهدافها الاستراتيجية، تجعل نهايات اللعبة الإقليمية المعقدة تؤول حتماً إلى غير مصلحة الطموح التركي.
1. شهدت تركيا، في أعقاب تطورات المشهد السوري المتسارعة، تصاعداً ملحوظاً في الإدراك الجمعي حول تعاظم قوتها ونفوذها الإقليمي؛ غير أن المسارات التحولية اللاحقة قوّضت هذا الانطباع بصورة جذرية، لقد سقطت سوريا في دائرة النفوذ التركي في لحظة كانت فيها أوضاعها قد انحدرت إلى مستويات غير مسبوقة من التدهور والتفكك، حيث تهاوى النظام السياسي مع منظومته العسكرية التي كانت تضمّ في صفوفها مئات الآلاف من القوات النظامية، في حين أن الحد الأقصى لعناصر هيئة تحرير الشام، لا يتجاوز ثلاثين ألف مقاتل وفق أكثر التقديرات سخاءً، وبإضافة التشكيلات الإرهابية المسلحة الأخرى كما تُسمى بـ"الجيش الوطني السوري"، يصل هذا العدد إلى ثمانين ألف عنصر كحد أقصى، وهكذا، استُبدلت مؤسسة عسكرية راسخة قوامها قرابة 300 ألف جندي، بتشكيلات ميليشياوية متناثرة لا تتجاوز 80 ألف مقاتل تعاني من تشظٍ حاد في هيكل القيادة والسيطرة.
علاوةً على ذلك، قامت آلة الحرب الصهيونية بالتنسيق الوثيق مع الولايات المتحدة بتدمير منهجي للأصول العسكرية الاستراتيجية السورية في سلاح الجو ومنظومات الدفاع الجوي والقوات البحرية، من خلال حملات قصف جوي ممنهجة واسعة النطاق، كما توغلت القوات الصهيونية من الخاصرة الجنوبية، وشرعت في تأجيج النزعات الانفصالية للطائفة الدرزية في المحافظات الجنوبية، وسقطت سوريا نعم، لكنها آلت إلى الحضن التركي وهي في حالة احتضار استراتيجي.
في المقلب الآخر، سعت هيئة تحرير الشام بخطى حثيثة إلى نسج شبكة علاقات متشعبة مع العواصم العربية المؤثرة، والوجه الخفي لهذا التحرك الدبلوماسي، كان الابتعاد التدريجي عن الإملاءات التركية، ولا سيما فيما يتعلق بإعادة هيكلة المشهد الداخلي، ففي الوقت الذي كانت فيه أنقرة تتطلع إلى إضفاء قشرة ديمقراطية على سوريا ما بعد الأسد، قام الجولاني بتأجيل الاستحقاق الانتخابي إلى أجل غير مسمى.
أولئك الذين شهدوا المشهد الدرامي لسقوط النظام السوري خلال أحد عشر يوماً وصعود نجم حلفاء تركيا، شهدوا أيضاً المسلسل المأساوي لتدمير البنية العسكرية الاستراتيجية للدولة السورية، وانهيار المنظومة الإدارية، وتفجر الاحتقانات العرقية، والتوغل الإسرائيلي العدواني، وتنامي خطر النزعات الانفصالية في الجناح الجنوبي.
طوال هذه الفترة العاصفة، انصب التركيز التركي، بناءً على سلم أولوياتها وحدود قدراتها الاستراتيجية، على الملف الكردي بشكل شبه حصري، كانت أنقرة تخوض حرباً بالوكالة ضد القوى الكردية عبر ذراعها العسكري المتمثل في "الجيش الوطني السوري"، بينما كانت نيران الاضطرابات تشتعل في المناطق الخاضعة لسيطرة هيئة تحرير الشام، وفي التوقيت ذاته، كانت المجموعات العربية والآلة العسكرية الإسرائيلية، تعمل بدأب على تأجيج بؤر التوتر في المناطق الجنوبية.
كشفت هذه المعادلة المعقدة عن قصور استراتيجي تركي في إدارة المشهد السوري متعدد الأبعاد، حتى هيئة تحرير الشام نفسها وقعت فريسةً للعجز الإداري والتنظيمي، ووجدت نفسها تحت وطأة ضغوط متصاعدة من مختلف الاتجاهات.
2. يتجلى للمتأمل في المشهد التركي، أن الدولة الحاكمة العميقة قد أوكلت إلى حزب العدالة والتنمية مهمةً استراتيجيةً ذات بُعد تاريخي، تتمثل في فك شيفرة المعضلة الكردية المستعصية التي طالما استنزفت موارد الدولة التركية، فالمنظومة القومية العلمانية المتشددة التي هيمنت على المشهد السياسي قبل صعود نجم حزب العدالة والتنمية، أثبتت قصوراً بنيوياً في استيعاب العنصر الكردي ضمن النسيج الوطني للدولة التركية.
برع أردوغان، بحنكة سياسية، في توظيف الخطاب الإسلامي كجسر ثقافي وحضاري لاستقطاب الشرائح المحافظة من النسيج المجتمعي الكردي، ونجحت هذه الاستراتيجية في استمالة ما يناهز ثلث الكتلة الكردية، غير أن هذا الاختراق الاستراتيجي أفضى إلى تصدع عميق في الموقف الكردي الموحد، وفي الوقت ذاته، قوّض بشكل جذري فضاء العزلة الذي كان يحيط بالمكون الكردي داخل المجتمع التركي - ذلك الفضاء الذي كان يمنح الشرعية الوجودية والأخلاقية للنضال الكردي المسلح.
تفوّق أردوغان بمراحل على كل من سبقوه في مقاربة الملف الكردي الشائك، لكنه بعد أن حقّق نجاحاً لافتاً في تهدئة الجبهة الكردية الداخلية من خلال استمالة الشرائح المحافظة، انساق نحو إغراء استثمار هذا النجاح بصورة انتهازية، فشرع في تدشين حملات عسكرية توسعية تجاه الدول المجاورة، مدفوعاً بنزعة جيوسياسية توسعية من ناحية، ورغبة محمومة في سحق التجمعات الكردية على امتداد الحزام الحدودي المحيط بتركيا من ناحية أخرى.
وهكذا، باتت منجزاته الاستراتيجية الداخلية في مجال احتواء المسألة الكردية، محفوفةً بمخاطر وجودية نتيجةً لهذه السياسات المغامِرة التي تفتقر إلى الحكمة الاستراتيجية، ما يهدد بإعادة إنتاج دوامة العنف والصراع بصورة أكثر تعقيداً وخطورةً على المدى البعيد.
3. تعيش تركيا اليوم حالةً من النشوة المفرطة في ظل إحساس متضخم بالقوة والنفوذ، نتيجةً للتحولات الزلزالية في المشهد السوري، فضلاً عن إدراكها - المبالغ فيه - لما اعتراه من وهن وتصدع في بنية محور المقاومة والكيان الصهيوني، هذه الحالة من السكر الاستراتيجي، فتحت الباب على مصراعيه أمام بعض القوى الإقليمية والدولية لاستدراج تركيا، وهي في غمرة نشوتها العارمة، نحو مسارات جيوسياسية محددة سلفاً.
لنتأمل سيناريو محتملاً: إذا قرّر حزب العمال الكردستاني التمرد على توجيهات أوجلان، فمن المرجح أن تتخذ أنقرة من هذا الموقف ذريعةً ذهبيةً لتصعيد غير مسبوق في عملياتها العسكرية ضد المكون الكردي، ما يعني انزلاقاً نحو دوامة أزمة إقليمية أكثر عمقاً وتعقيداً، وفي خضم هذا التقييم المنفصل عن الواقع لتعاظم قوتها، يُخشى أن تنساق تركيا نحو سلسلة من القرارات المتهورة التي قد تقوّض مكتسباتها على المدى البعيد.
4. ألحقت تركيا، عبر مسار التحولات الجذرية التي شهدتها المنطقة خلال العقدين المنصرمين، ضربات موجعة بالنسيج الكردي، فمع تفجر الأزمة السورية وبروز ظاهرة "داعش" على مسرح الأحداث، توغلت الآلة العسكرية التركية مباشرةً في عمق المناطق ذات الغالبية الكردية في كلا البلدين.
أفضى هذا الوجود العسكري التركي إلى موجات تهجير قسري للأكراد، وإخضاعهم لمنظومة رقابة محكمة، مع تعزيز متزامن للوجود التركماني والعناصر ذات الأصول التركية في هذه المناطق الاستراتيجية، في إطار عملية هندسة ديموغرافية ممنهجة.
أما على الصعيد الداخلي التركي، فقد تعمق الانقسام العمودي بين أطياف المجتمع الكردي، وتم استدراجهم إلى أتون المعترك السياسي المحكوم بقواعد اللعبة التركية، وحتى في هذا الفضاء السياسي المقنن، بُذلت جهود استخباراتية حثيثة لإخضاع المنظومة الحزبية والنخب السياسية الكردية لشبكة رقابة وسيطرة محكمة، تفرغها من جوهرها النضالي.
5. في بعض المنعطفات التاريخية، تتحول النجاحات الاستثنائية إلى فخ استراتيجي يدفع الفاعل السياسي - فرداً كان أم مؤسسة - نحو السعي المحموم لتحويلها إلى سلسلة متصلة من الإنجازات المماثلة.
فالثمرة الاستراتيجية التي تُقطف بعد فصل مضنٍ من الجهد والتضحيات، تكون من الحلاوة والنشوة بحيث تدفع صاحبها إلى السعي المحموم لتكرار التجربة، حتى لو استدعى ذلك تكبد تكاليف باهظة قد تفوق بمراحل المكاسب المتوخاة، في دوامة من المقامرات المتصاعدة التي قد تفضي إلى انهيار كل المكتسبات السابقة.
لا تُستثنى تركيا وقواها المتنوعة من هذه الديناميكية النفسية المعقدة، فهي تتطلع، بعد ما تراه انتصاراً استراتيجياً في المشهد السوري المتداعي، إلى مواصلة هذا المسار الصعودي عبر سلسلة من الإنجازات التي تتجاوز حدود الواقع الجيوسياسي، وهذا ما يفسّر تصريح أردوغان المثير للدهشة والاستغراب بعد ما اعتبره سقوطاً للدولة السورية: "مفاتيح المنطقة باتت في القبضة التركية".
في المقابل، وللمفارقة التاريخية، حينما كان الأسد يحكم قبضته على دمشق بكامل هياكلها المؤسساتية، لم يكن يملك في الحقيقة مفتاحاً واحداً في بلده ذاته، فكيف له أن يدّعي السيطرة على أقفال المنطقة بأسرها؟ حتى روسيا، التي رسّخت وجودها العسكري والاستراتيجي في الأراضي السورية وجنت حصاداً وافراً من المكاسب الجيوستراتيجية، لم تجرؤ يوماً على الادعاء بهيمنتها المطلقة على مقدرات المنطقة.
ما دفع أردوغان للتباهي بامتلاك مفاتيح الشرق الأوسط بأسره بعد نجاحه المزعوم في الساحة السورية، هو شغف محموم بتحقيق سلسلة متواصلة من الانتصارات المتتالية، لقد كشف بجلاء عن وقوعه في براثن ما يمكن تسميته بـ "تسلسل النجاحات".
هذه الظاهرة النفسية-السياسية لا تقتصر على شخص أردوغان وحده، بل امتدت لتشمل الدائرة المحيطة به من مستشارين ومحللين، فها هو عبد القادر سلوي، أحد أعمدة التحليل السياسي المخضرمين في صحيفة حرييت، والذي يرتبط بعلاقات وثيقة مع أردوغان والنخبة الحاكمة في حزب العدالة والتنمية، يذهب في تحليله الأخير لبيان أوجلان، إلى استنتاج مثير للجدل: "ميزان القوى في العراق وسوريا قد انقلب بصورة جذرية لمصلحة تركيا".
في الواقع الجيوسياسي الراهن، وبينما يشهد محور المقاومة والكيان الصهيوني تسلحاً متصاعداً غير مسبوق، وتعزز الولايات المتحدة وجودها العسكري والاستخباراتي في المنطقة، وتكثف الدول العربية أنشطتها الاستراتيجية بوتيرة متسارعة، تظل تركيا - بكل موضوعية - مجرد لاعب من بين لاعبين متعددين على رقعة الشطرنج الإقليمية المعقدة.
إن التجلي الأولي والفطري لظاهرة "تسلسل النجاحات"، يماثل في جوهره القفزات البهلوانية العفوية التي يؤديها الأطفال بعد تلقيهم عبارات الإطراء والمديح من والديهم أو الضيوف، فهم يسعون بحماسة طفولية، عبر سلسلة من الاستعراضات المتتالية المتصاعدة في صعوبتها، إلى استدامة موجات الإعجاب والتشجيع من المحيطين بهم.